الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وكيل الأزهر يطالب بالانتقال للمرحلة العملية لتجديد الخطاب الدينى

وكيل الأزهر يطالب بالانتقال للمرحلة العملية لتجديد الخطاب الدينى
وكيل الأزهر يطالب بالانتقال للمرحلة العملية لتجديد الخطاب الدينى




افتتح د. عباس شومان وكيل الأزهر، المرحلة الثانية من الدورة التخصصية لتجديد الخطاب الدينى بالرواق العباسى بالجامع الأزهر، للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والوعاظ المنوط بهم نقل ما اكتسبوه فى هذه الدورات إلى مجموعات من شباب الباحثين؛ لانطلاق التجديد فى الفكر الدينى على أسس علمية صحيحة.
وفى بداية المحاضرة قال وكيل الأزهر، إن تجديد الخطاب الدينى أمر مشروع فى ديننا الإسلامى الحنيف، وإنه يجب مراقبة هذا الأمر طوال الوقت من أجل مواكبة الواقع بما يناسبه من أحكام فقهية،، مضيفا أن تجديد الخطاب الدينى لازمة من لوازم الشريعة الإسلامية، مارسه الرسول صلى الله عليه وسلم وصار على نهجه من بعده الصحابة رضوان الله عليهم.
وأوصى وكيل الأزهر الحاضرين بنقل ما اكتسبوه فى هذه الدورات إلى مجموعات من شباب الباحثين؛ لانطلاق التجديد فى الفكر الدينى على أسس علمية وعملية صحيحة، مطالبا المشاركين أن يتسموا باللين فى التعامل مع الناس وأن يوصلوا رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يتحدثوا إلى الناس بما لا يفقهونه وأن يخاطبوا الناس بقدر عقولهم حتى تصل إليهم المعلومات والأحكام بشكل واضح وصريح وسليم.
وتابع وكيل الأزهر قائلا: «إن أشر الناس فى نظرى هم أولئك الذين يحفظون كتاب الله ويستخدمونه لمصالحهم الشخصية، مثل من يستخدم آيات القرآن الكريم فى عمليات القتل والذبح والخراب فى الأرض، وللأسف الشديد فإن هؤلاء لهم أتباع ليسوا بالقليلين»، مشيرًا إلى أنه ليس كل من قال «قال الله وقال الرسول» يؤخذ منه.
وأكد وكيل الأزهر أن التجديد فى علمى الفقه والتفسير أصبح أمرا ضروريا، فإذا أردنا التجديد فى علم التفسير يجب أن نرجع إلى العلماء الثقات وإلى تفسيراتهم، ومن هنا يمكن أن نجتهد فى تطوير الخطاب الدينى لملاحقة المستجدات، وهذا لا يعنى أن علماء السلف الصالح على خطأ ولكنهم اجتهدوا بالوسائل العلمية المتاحة فى زمانهم ونحن أيضا يفترض أن نراعى تجديد الخطاب الدينى بالوسائل المتاحة فى زماننا.
وبالنسبة للتجديد فى علم الفقه أشار إلى أن بعض الناس ينظرون إلى التجديد على أنه إلغاء مجموعة من الأحكام الفقهية ووضع أحكام تناسب العصر دون النظر إلى الأسس التى تبنى عليها هذه الأحكام والأدلة المناسبة لها، قائلا: «لقد ترك لنا الفقهاء ميراثا عظيما من الأحكام وكلهم يؤخذ منه ويرد عليه»، ولنا أن ننظر إلى قول الإمام الشافعى - رحمه الله-: «إذا رأيتم كلامى يخالف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بكلامى عرض الحائط».
وأوضح وكيل الأزهر، أن الأحكام المتفق عليها لا يمكن تغييرها وهى ما نطلق عليها الأصول، أما الفروع فهى مناط الاجتهاد والتجديد، ويشترط فى المجدد أن يكون راسخا فى العلم ومن أهل الرؤية والعلم الثابت، وأن يكون التجديد إظهارا للحق الموجود ودحضا للباطل المدسوس، مشيرا إلى أن هناك بعض المسائل الفقهية لها حكم واحد حتى العلماء لا يجتهدوا فيها ولكنها ليست بعيدة عن مناط التجديد، لكن يشترط أن يكون التجديد فيها جماعيا من خلال المجامع الفقهية ومن الفقهاء المتخصصين.