الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«المايوه الشرعى» حيلة النساء لقضاء صيف بدون ذنوب والعلماء: الاختلاط أساس تحريم نزول المرأة للبحر فى المصايف

«المايوه الشرعى» حيلة النساء لقضاء صيف بدون ذنوب والعلماء: الاختلاط أساس تحريم نزول المرأة للبحر فى المصايف
«المايوه الشرعى» حيلة النساء لقضاء صيف بدون ذنوب والعلماء: الاختلاط أساس تحريم نزول المرأة للبحر فى المصايف




تحقيق - عمر حسن


مع رغبة النساء المتلزمات بالزى الاسلامى نزول البحر ظهر ما يمسى بالمايوه الشرعى الذى سارعت الصين إلى انتاجه وأغرقت الأسواق العربية بزى البحر الجديد لـ«الملتزمات» على حد الوصف المخصص له فى الحملات الدعائية، وأطلقت عليه «المايوه الشرعي»، فكان لهذا الاسم وقع السحر على آذان زبائنه خاصة من النساء والفتيات اللاتى يتطلعن إلى الاستمتاع بنزول البحر فى عطلات الصيف ولكن يمنعهن حياؤهن من جهة ودينهن من جهة أخرى، فجاء ذلك الزى ليحطم العقبة من خلال إضفاء كلمة واحدة على كلمة «مايوه» وهى «شرعي»، ليستقطب بذلك شريحة كبيرة من الفتيات «الملتزمات» من اللاتى يرفضن نزول البحر بزى عادى خشية التصاق الملابس بالجسم.
ووفقا لما قاله مصممو الأزياء فإن المايوه الشرعى يتكون من جزء داخلى ملاصق تماما للجسم ويكسوه جزء آخر كالقميص أو الجلباب الطويل الواسع وهو مصنوع من خامات كلها طاردة للماء فكان يحفظ جسد المرأة من التكشف أو الشف، ولكن فى الثلاث سنوات الأخيرة بدأ المايوه الشرعى بدخل فى أطوار جديدة من حيث الشكل التكوينى له فبقى الجزء الداخلى الملتصق بالجسم وتقلص الجزء الفضفاض الواسع الخارجى حتى تم اختصاره لقطعة ملونة تحدد الصدر وأخرى لتحديد موضع العفة لدى المرأة.
وحول آراء الناس فى المايوه الشرعى يقول محمود عبد القادر» 36سنة، محاسب، انه لا يحبذ نزول النساء إلى البحر سواء بزى حجاب كامل عادى أو ما يسمى بـ«المايوه الشرعي» لأن فى نزولها هذا كشفا لعوراتها مهما كان الزي، فمن جهة يعد ذلك مخالفا للدين لأنه يتسبب فى فتنة الرجال الذين تعج بهم شواطئ المصايف ومن جهة أخرى خطر عليها كأنثى يُحتمل تعرضها للتحرش أو ربما الاغتصاب أحيانا، تابع ساخرا: «أنا مش عارف مين اللى شرعه بصراحة بس لما شوفته لقيته مفرقش حاجة».
أما «آلاء محمود» 21 سنة، طالبة، فكانت ضد المسمى من الأساس، فرغم أنها لم تره من قبل إلا أنها اختلفت مع المسمى التى وجدته وسيلة تتحايل بها بعض الفتيات على أنفسهن وعلى الدين، فهى حينما تنزل إلى البحر ترتدى «بنطلون وتيشيرت»، وتابعت مهاجمة من يرتدينه من الفتيات «عايزة تلبسى مايوه أو حاجة ضيقة البسى لكن ماتحلليهوش قدام نفسك تحت اسم مايوه شرعى وكمان أنا عن نفسى مايحبش الحاجات الماسكة على الجسم فى البحر لأن الحاجات الواسعة المية بتخليها بتمسك فى الجسم ما بالك بالحاجات اللى اصلا ماسكة على الجسم.. أنا مش بتكلم فى نقطة الدين بس لكن المنظر شكل البنت كمان».
فى حين وجد «عمر شوقي» 20 سنة، طالب، أن من حق السيدات النزول إلى البحر ولكن فى الشواطئ الخاصة بهم فقط، فهناك فنادق وأندية تخصص شواطئ خاصة للسيدات للحفاظ على خصوصيتهن وإبعادهن عن غوغائية الازدحام فى كثير من الشواطئ الأخرى التى تكثر بها ظاهرة التحرش، وتابع قائلا: «بحكم تربيتى وقيم المجتمع أنا لا أسمح أن زوجتى أو أختى تنزل البحر وسط الرجال».
وعن ظاهرة المايوه الشرعى قال: «أنا لا أعلم مدى صحته شرعًا ولكن طالما لا يبرز مفاتن المرأة مفيش مشكلة.. لكن على المستوى الشخصى أنا موافق عليه».
بينما رفضت «ندى مصطفى» 21 سنة، طالبة، فكرة ارتداء المايوه الشرعى بعد تفكير، فقالت «أنا الأول من كام سنة كنت بلبس مايوه شرعى فى البحر بس بعد كده شلت الموضوع من دماغى لأنها مش فارقه كتير كده كده المياه بتلزق اللبس على الجسم سواء واسع أو ضيق»، وتابعت: «حاليا مش بنزل البحر وأقصى حاجة ممكن أعملها أنى اتمشى على الشط بزى عادي.. بس عامة نزول البنت للبحر بيعتمد على مكان النزول فممكن لو الدنيا فاضية مفيش مشكلة أو لو شاطئ مخصص للسيدات فقط».
وأخيرا عارضت «فاطمة محمد» 30 سنة، ربة منزل، كل من الفكرتين (نزول المرأة البحر أو المايوه الشرعي)، وقالت: «وأنا صغيرة كنت بنزل البحر ببنطلون جينز وبلوزة طويلة عليه وتكون قماشتها مش هتلم على الجسم، لكن بعد كده أدركت إن الشواطئ دى مكان للتحرش الجماعى خاصة أن كتير من الشباب بيروح مخصوص عشان يتفرج على الستات وهما خارجين من البحر واللبس ملزق على جسمهم.. ومن ساعتها مش بنزل البحر خالص ولا بمايوه شرعى ولا بأى زى تانى لأن الاتنين واحد»
وحول الرأى الشرعى فى المايوه الشرعى يرى الشيخ صبرى عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، أن للمرأة الحق مثل الرجل فى التمتع بزينة الدنيا والنزول للبحر للترويح عن النفس فى الصيف ولكن ضمن ضوابط شرعية لا ينبغى الخروج عليها، وأول هذه الضوابط وأهمها هو ألا يراها رجل أجنبى غير محرم عليها، وهذا يعنى عدم الاختلاط مع الرجال فى البحر فهذا حرام شرعا، وعليه فإن المرأة يجوز لها التمتع بالبحر فقط فى الشواطئ الخاصة بالسيدات، أو نزول حمام سباحة مغلق فى بعض الفنادق المخصصة لذلك كى تحافظ على حرمتها من أعين الرجال.
وأضاف عبادة قائلا: «نحن لا نحرم التمتع بالزينة ولكن نحرم ما حرمه الله وهو الإخلال بأحد الشروط التى ذكرتها فمهما أخذت المرأة حذرها هيبقى فى مصايب»، وتابع عبادة حديثه ردا على أن 90% من المسلمين فى مصر لا يلتزمون بهذه الشروط فقال: «الحرام حرام ولو فعله كل الناس والحلال حلال ولو لم يفعله كل الناس.. أنا دورى أوعى الناس وكل واحد حر يستحمى إزاي»، وتابع: «التوعية الدينية فى مصر ليست كافية فى هذا الشأن»، مشدّدا على أن الرجل أيضا يحرم عليه الاختلاط مع النساء فى البحر.
فى سياق متصل أشار الشيخ سعيد عامر رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر إلى أن من شروط نزول المرأة إلى البحر هو ألا تظهر عورتها المغلظة لمثيلتها من النساء وأن تراعى فى لباسها ألا يكون شفافا، كما أكد على عدم جواز اختلاطها مع الرجال فى البحر، موضحا أنه لم يسمع شيئا عن ما يسمى بالمايوه الشرعى ولم يره من قبل، ولكن إن توافرت به الشروط فلا مانع شريطة أن لا يراها الرجال، كما أكد على أنه يجوز للمرأة الحائض نزول البحر ولا مانع فى ذلك لأن البحر مياهه جارية وليست راكدة.
الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية جامعة الأزهر، لا تجد أى مشكلة فى نزول المرأة للبحر وسط الرجال شرط أن ترتدى زيا يسترها ولا يشف جسدها، متابعة: «الشباب حكولى عن المايوه الشرعى لكن لم أره من قبل بس على حسب الوصف اللى سمعتو مفيش أى مشكلة فى ارتدائه والنزول به للبحر حتى بين أوساط الرجال فهذا الأمر يتوقف على حياء المرأة وحرصها على مظهرها أولا وأخيرا»، كما أكدت أنه يجب على الرجال غض البصر فى الشواطئ المصيفية فلا ينبغى بأى حال ترصد المرأة فى جميع تحركاتها، ونفس الأمر ينطبق على النساء كما جاء فى سورة النون.