الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صحيفة إسرائيلية : حقيبة «مرسي» مليئة بالمفاجآت




وصفت صحيفة «يسرائيل هايوم» تحركات وخطوات الرئيس المصري «محمد مرسي» بالمفاجئة، حيث لم يتوقع أحد منه أن يقوم بعزل قيادات الجيش في مرحلة مبكرة ويحصل علي صلاحياته بنفسه، مفترضه أن القادة العسكريين أنفسهم لم يخمنوا أنه سيتم إجبارهم علي ترك مناصبهم . وأن المفاجأة لم تكن لمن هم داخل مصر فقط، ولكن لجميع الدول ومن بينها إسرائيل . وأشارت إلي أن المفاجأة في قرارات «مرسي» تكمن في أنها كسر لقواعد وافتراضات خاطئة ترسخت خلال الفترة الماضية، ومن بينها «الجيش المصري» وأنه القوة المؤثرة وصاحب الشعبية الكبيرة في النظام المصري، حيث كان الافتراض بأنه لا يمكن عزل قادة الجيش المصري بدون رد . موضحة أنه يمكن عزل «قائد» فشل، لكن لا يمكن عزل أكثر من قيادة والمس بسلطاتهم . وتابعت «يسرائيل هايوم» تقريرها بأن الافتراض الثالث الذي تم كسره هو الشك في أن يتقبل الشعب المصري هذه الاجراءات، فبالرغم من وجود دعوات لخلع المجلس العسكري لأنهم رأوا فيه إستمرارا لنظام مبارك إلا أنه يوجد الكثيرون لم يكونوا ليتقبلوا العزل وسيرونه مرحلة مهمة لتحول مصر لدولة إسلامية يحكمها الإخوان المسلمين ويحكمون سيطرتهم علي الدولة المصرية . وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن افتراضا آخر كان سائداً بأن الرئيس المنتخب لن يستطيع تنفيذ إجراءات إقصاء قادة الجيش في هذا التوقيت، فتري أن الرئيس المصري كان لديه خيار الانتظار إلا إن كانت لديه معلومات بمؤامرة من الجيش للانقلاب عليه وأراد أن يسبقها .

ورأت الصحيفة أنه لم يكن من المقنع إلصاق المسئولية في الحادثة الإرهابية للجنود المصريين في رفح بقيادات الجيش، فربما تمنحه عزل مدير المخابرات اللواء «مراد موافي» وليس عزل قادة الجيش، لكن التفسير الذي قدمه «مرسي» أن هذه الإجراءات تمت لـ «مصلحة الشعب» وهو أيضا ليس مقنعا . ولفتت إلي أن التحليلات بأن هذه الإجراءات سليمة وأن الجيش يجب أن يعود لثكناته مازالت سابقه لأوانها، حيث إن مصر مازالت بعيدة عن الديمقراطية . ووفقا لتلك الافتراضات والتقديرات، فقد كان من المتوقع أن تطول فترة الصراع بين «جماعة الإخوان المسلمين» ومؤيديهم وبين القيادة العسكرية، حيث بد أن الجانبين كانا غير مهتمين بالدخول في مواجهة مباشرة وسيفضلان التوصل لاتفاق بينهما، حيث كان من الطبيعي أن يحتاج «مرسي» إلي تأييد الجيش للقيام بالمهام الصعبة التي ستواجه نظامه، ولهذا فسيبحث عن سبل للتعاون، وكان في الحسبان إمكانية الدخول في مواجهات بين الرئيس والجيش لمحاولة كل منهما فرض قوته، لكن كل هذه السيناريوهات بعيدة المدي.