مواقف العاصمة محتلة بوضع اليد
روزاليوسف اليومية
عشوائيات المواقف ما زالت تعلن عن نفسها وتخرج لسانها للمسئولين، ضاربين عرض الحائط باللوائح والقوانين بعد أن سيطر مجموعة من البلطجية على خط السيرفيس، وفرض الإتاوات على السائقين، ما جعلها أزمة وصداعاً ينخر فى رأس مسئولى الأحياء والأجهزة التنفيذية، إلا أن الأمر ما زال كما هو، بل أسوأ فمن يقف فى ظهر هؤلاء البلطجية ويوفر لهم الحماية بعض العاملين بالمحليات والشرطة، مما زاد من سيطرة البلطجية داخل المواقف، تاركين السائقين لقمة سائغة فى أيدى هؤلاء البلطجية.
مطالبات عديدة بالقضاء على سماسرة المواقف ورواد السجون الذين لا يبالون شيئاً إلا تحصيل الأموال، فسيطروا على مساحات قرب العديد من المواقف وتحت الكبارى وحددوا «الفيزيتا» وخط السير أيضاً، فأصبحت البلطجة والعشوائية عنوان مواقف العاصمة والتى تحتاج إلى تعاون تام بين المحليات والداخلية للقضاء على تلك الظاهرة التى استفحلت، كما أن المواقف العشوائية تحت الكبارى وقرب محطات المترو باتت خطرا يهدد المواطنين مع كثرة الحوادث، وإهدار المال العام بسبب عدم توريد رسومها للدولة، «روزاليوسف» رصدت شكاوى السائقين وبعض المواطنين حول تلك الظاهرة.
قال – كريم حسنى – 25 سنة – سائق – هناك مجموعة من البلطجية يسيطرون على عدد من الشوارع فى منطقة رمسيس يفرضون الإتاوات ويحددون الدور كما يشاءون يطلقون على أنفسهم اسم (قمسيونجية)، وهم مافيا داخل الموقف، والأكثر من ذلك أن من يشاركهم فى هذه البلطجة موظفون بالمواقف حيث تمتد سطوتهم للمواقف الرسمية، لذلك يتعاملون من منطق القوة.
قال – يحيى حسن – 45 سنة – سائق – الجميع يطلب منى أن أمتنع عن دفع الإتاوات وألا أرضخ لهؤلاء البلطجية ولكنى لا أستطع فعل ذلك خوفا من اعتداء هؤلاء البلطجية، وأشهرهم «سيد أمين» فهو بلطجى داخل منطقة رمسيس ومليونير بالخارج، فلديه العديد من الأموال والعقارات التى حققها بفضل البلطجة والإتاوات على السائقين، وعندما نشكو لمسئولى الموقف يزداد الأمر سوءا حيث تجاهلهم للشكوى، وبالتالى زيادة المعاناة.
والتقط – عماد الحسينى – 33 سنة – سائق – أطراف الحديث قائلا: يدير نظام الموقف هم أبناء المسيطر الأكبر عليه سيد أمين وهما سامى سيد، ومحمد سيد، ومن يمتنع عن دفع الإتاوة وتنفيذ تعليماتهم يعتدون عليه ويكسرون سيارته أمام مسئولى الموقف ولا نجد تدخلاً منهم، منتقدا تجاهل محاسبة مسئولى الكارتة وإعادة النظام فى الموقف..
عوضين محمد – 39 سنة – سائق – أكد أن السائق يدفع إتاوة يومية تصل إلى 100 جنيه لهؤلاء البلطجية، واستطرد: أرى ويلات العذاب يوميا فى رحلة البحث عن قوتى وقوت أولادى، فالبلطجية يتعاملون وكأن الموقف ملكا خاصا لهم، يحددون الإتاوات وخطوط السير والدور ويجمعون الأموال، بحماية من بعض الفاسدين من إدارة الموقف، ويتم إبلاغ البلطجى باسم السائق الذى يقدم شكوى ضدهم فى الإدارة، ليقوم الأخير بإلحاق الضرر به والاعتداء عليه..
قال – حمادة بحر – واحد ممن يسيطرون على مقاليد الأمور بالموقف وممن يفرضون الإتاوات عندما تحدثنا إليه، أنه ينظم الدور للسيارات حتى لا يعتدى أحد على الآخر وفى المقابل يحصل من كل سائق بضع جنيهات يكون له الربع فيها والباقى للمتحكم الأكبر للموقف «البلطجى سيد أمين»، وأضاف ألا أحد يستطيع المساس بهم قائلا «الموقف ده ملكنا»».. أما محمد مكرم – بلطجى بالموقف - أكد أن ما يفعله حق له وأن أرض الموقف ملك له وزملاؤه بوضع اليد قائلاً (الحى عارف ومعانا)، وأنه يفرض 60 جنيهاً إتاوة على كل سيارة لتأخذ دوراً متقدماً وأن هذا مبلغ بسيط كى يستطيع العيش، قائلا الحكومة لو رفضت مهنتى فعليها أن تجد لى مهنة قبل أن تحاسبنى.
أيمن عجمى – 37 سنة – موظف – يرى بعينه ما يحدث من بلطجة بعض الأشخاص داخل الموقف على السائقين، وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع من الجميع، بل هم من يقومون بتحديد الطريق الذى تسير فيه كل سيارة، وأيضا قيمة الأجرة مما يضطر السائق لرفع الأجرة على الركاب لكى يستطيع توفير الإتاوات لهؤلاء البلطجية.
ووافقته الرأى – إيمان خليل – 20 سنة – طالبة – فهى فى كل مرة تأتى فيها إلى موقف رمسيس ترى بلطجة بعض الأشخاص على السائقين، وأحيانا تستقل سيارة مع سائق ليست سيارته على خط سير طريقها وبالتالى فهو لا يعرف الطريق، وقالت: نرى ويلات العذاب حتى نصل لبيوتنا، هذا إلى جانب رفع الأجرة فى غياب تام للمسئولين.
ولا يختلف الحال كثيرا فى باقى المواقف العمومية داخل القاهرة الكبرى وأشهرها مواقف المرج الجديدة لمدن القناة، وموقف المنيب للمحافظات منها الفيوم وشمال الصعيد، والمريوطية، وعبود، وحلوان قرب محطة المترو، وميدان الجيزة، والملك الصالح، والإسعاف، وموقف دار السلام والمطبعة بشارع بورسعيد قرب مستشفى أحمد ماهر التعليمي، والسيدة عائشة، ونادى السكة، والعتبة، وبجوار جراج الأوبرا، وفوق كوبرى غمرة، وأمام جامعة القاهرة، وقرب مترو البحوث، والكوبرى الخشب ببولاق الدكرور، وغيرها.