الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

احتلال شوارع العاصمة

احتلال شوارع العاصمة
احتلال شوارع العاصمة




أرصفة القاهرة.. جراجات عامة


تكاسل.. تخاذل من المسئولين.. إهمال للقانون.. انتشار للرشوة.. سيطرة على الطرق.. فساد.. احتلال لشوارع القاهرة.. لا رقابة.. سيادة لقانون البلطجة.. بلطجية وعاطلون ومسجلون خطر يسيطرون على الطرق والمواقف العمومية وتحت الكبارى وقرب محطات المترو.. فى هذه الصفحة تتناول «روزاليوسف» تلك الظاهرة.


حول المواطنون شوارع العاصمة وأرصفتها إلى مواقف عشوائية، واستغل ذلك بلطجية قسموا القاهرة إلى مناطق، يسيطر كل منهم على منطقة «عينى عينك» ويقوم بتقسيمها هى الأخرى وتأجير كل مسافة تصل لعشرات الأمتار لأحد الأفراد ويطلق عليه «سايس» مقابل مبلغ من المال لكى يحصل مقابل «الركنة» والحفاظ على السيارات من الاحتكاك أو السطو عليها فى الشوارع.. كل ذلك يحدث أمام أعين المحليات وأجهزة الدولة، وأصبحوا قوة لا بأس بها، يحصلون منهم الأموال مقابل إيجاد مأوى للسيارات بجانب الرصيف سواء صف أول أو ثان أو على الرصيف نفسه، حتى اختفى تنظيم الشوارع إلى حارات تسير فيها السيارات، وأرصفة يسير عليها المشاه، وزاد الزحام والاختناق العام داخل العاصمة.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل هؤلاء المسيطرون على الشوارع جناة أم مجنى عليهم؟ هل هم ممن ضاقت عليهم الحياة واضطروا لامتهان هذه المهنة أم هم بلطجية، ومسجلون خطر يمارسون نفوذهم فى الاستيلاء على الطريق، وفرض الإتاوات فى الشوارع العامة؟.
وفى النهاية تحولت شوارع العاصمة وأرصفتها إلى «جراجات عامة»، ويضطر المارة للسير فى نهر الطريق، مما أصاب شوارع القاهرة بالازدحام والشلل المرورى التام، الأمر الآن يحتاج لدراسة حقيقية لمعالجة تلك المشكلة المجتمعية السيئة والتى باتت تؤرق الجميع، «روزاليوسف» رصدت الظاهرة فى السطور التالية.
  تنتشر فى الشوارع الرئيسية والفرعية.. قرب الميادين.. تتكدس بكثافة قرب المصالح والهيئات الحكومية خاصة الخدمية منها كالمدارس والمستشفيات، وتمنى – أسامة على – موظف – 38 سنة – أن تجد الحكومة حلاً سريعاً لمشكلة انتظار السيارات فى الشارع، حيث نواجه مشكلات وصدامات يومية خاصة مع «السياس»، فأنا أقضى فى عملى 8 ساعات وأكثر، وأدفع للسايس مقابل إيجاد مكان لسيارتى فى الشارع 5 جنيهات عن كل ساعة، وفى حالة الرفض اضطر إلى الاشتباك معه، علاوة على الخطر الذى يمكن أن تتعرض له سيارتى، وأحيانا اضطر إلى إيقاف سيارتى فى مكان خاطئ كالانتظار صف ثان أو ثالث مضطراً إلى سلك تلك العادات السيئة غير راض عنها، والبديل هو ترك السيارة فى جراج مخصص بعيداً عن مكان عملى بمسافة طويلة ممما يكبدنى مشقة الانتقال منها وإليها قبل وبعد العمل.
  أحمد عسكر – مدرس – 45 سنة – قال: أضطر لدفع الإتاوات للسياس لحماية سيارتى من الخطر، إضافة إلى أنها تنأى بهم عن الاعتداء على، فالكثير منهم أرباب سجون ومسجلون خطر، فى غياب تام لدور المحليات، وكان يجب اتخاذ إجراء قانونى ضد هؤلاء «السياس» الذين احتلوا الطرق والأرصفة بدون رخص وبدون وجه حق، ولكن الحقيقة أن بعض الفاسدين فى الأجهزة المحلية يوفرون لهم الحماية مقابل الرشاوى.
قالت – رشا مسعود – ربة منزل – 33 سنة – هذه العادات السيئة وعدم احترام قواعد الطريق والآخرون يتسبب فى مشكلات جسيمة قد تصل خطوراتها إلى مس اقتصاد مصر بالكام، فالشلل المرورى الناتج عن العادات الخاطئة فى انتظار السيارات والتعامل مع الطريق يعطل العاملين عن عملهم وأبناءنا عن الوصول لمدارسهم وجامعاتهم، وهذا ما قد يؤدى بدوره إلى تعطيل عام.
ووافقها الرأى – جمال الدين حسنى – 61 سنة – موظف على المعاش – بأن خطأ مجموعة من الأفراد والاستهتار قد يضر بالدولة بأكملها، وأكد على ضرورة تفعيل دور القانون لمواجهة الخارجين عليه ومعاقبتهم، حفاظاً على حقوق المواطنين والقضاء على تلك العادات السيئة التى انتشرت بشكل مبالغ فيه.
بينما قال الطبيب محسن فؤاد – 47 سنة – إن مهنة السياس مهنة سهلة لجمع الأموال عنوة من أصحاب السيارات، ويمتهنها من لا مهنة له، والبلطجية والمسجلون خطر الذين يحتلون الرصيف، وهم أشبه بالمافيا، يحددون الأسعار ونحن مضطرون إلى دفعها، ومن ناحية أخرى قد تحرر لى الشرطة مخالفة أو يتم وضع «الكلابشات» على إطاراتها وأدخل فى دوامة مخالفات مع المرور.
اعتبرت – نهى العدل – 29 سنة – محاسبة – أن المشكلة ليست فيمن يحتلون الأرصفة والشوارع فقط، ولكن حتى فى الأماكن المخصصة التابعة للأحياء أيضا، حيث يحصل السايس المال مقابل انتظار السيارة دون إعطائى تذكرة الانتظار، ولا أستطيع الجدل معه أو الدخول فى أى مناقشة حتى لا أعرض نفسى لمشادات معهم, لذلك يجب فرض مظلة قانونية لحماية الطرفين والحفاظ على أموال المواطنين والدولة.
رحاب محى – 35 سنة – موظفة – تقول إن أصحاب السيارات والسياس معا كلاهما احتلا الطريق واعتدى على حق غيره، وتسببوا فى إلحاق الضرر والأذى بالمواطنين، وتعطيل الطريق والعمل العام، وترى أن المشكلة مجتمعية يجب أن نقضى عليها من خلال تطبيق النظام واحترام حقوق الآخرين.
كما قال – فؤاد محفوظ – موظف – 51 سنة – إن احتلال الرصيف وتحويل العاصمة لجراجات عامة مهزلة حجتها عدم وجود جراج مخصص للانتظار، ومن الجانب الآخر تأتى مجموعة من البلطجية لاحتلال هذه الأرصفة ويفصلون منها أماكن انتظار عشوائية تحت قانون البلطجة وفرض أسعار مبالغ فيها، وأكد أن هذه المشكلة لها شقان أولهما، هو تغيير تلك العادات السيئة واحترام الآخرين وحقوقهم ومعرفة ما علينا من واجبات، وثانيهما،  تطبيق القانون ومحاسبة الخارجين عنه ليس هذا فقط بلوتحديد عقوبات رادعة وغرامة مالية على المخالفين.
قالت – نهلة محمود – 25 سنة – موظفة – بسبب الازدحام وما نراه من بلطجة لفتوات الطرق والمواقف سبب هذا ضيقاً فى الوقت واضطر إلى ترك سيارتى لانتظار صف ثان أو على الرصيف، أعلم أن هذا السلوك لا يصح ولكن لا يوجد أى مكان مخصص لـ«الركنة» قريب منى وذلك ما يضطرنى إلى الانتظار فى المخالف، وطالبت الحكومة بتوفير أماكن كافية مخصصة للسيارات فى كل منطقة للقضاء على ظاهرة التكدس والازدحام المرورى وفتوات الطرق بسبب جراج الرصيف.
قال – محمد علم – 36 سنة – موظف – هناك حالة من الغضب سائدة بين أصحاب السيارات بسبب جشع السياس المنتشرين فى شوارع القاهرة والبلطجة سواء على السيارة أو الأشخاص، متسائلاً أين دور الأحياء؟ وهل سنظل فريسة لهؤلاء؟ فهم تركونا ضحية نواجه هؤلاء البلطجية دون تدخل منهم بل يجدون حماية من بعض الموظفين.