السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

واحة الإبداع
واحة الإبداع




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى :   [email protected]

كان زمان


كان فى زمان كلام غير الكلام مودة وبهجة
وذوق واحترام كان فى زمان جيرة عفية
وعشرة طيبة تكفى مية
كان فى زمان كتف فى كتف اذا كان حزن ولا فرح
لمة وعزوة ولو كنت مقطوع من سابع جد
البيبان متفتحة سلامات وحكايات على البسطة
والسلالم مكتوب على الحيطان حج مبرور
وذنب مغفور لسة فاضل فرع زينة من رمضان
الى فات مشدود مابين شقتنا وشقة ميخا
ابن ام ويصا جارنا ساكن من زمان
كان ممكن تخبط على أى باب تطلب شوية أى حاجة
يفتح الباب على ابتسامة حلوة طيبة تبدأ الشفايف
تحرك حروف كلمة اهلا وسهلا مرحبا
كان فى زمان كلام غير الكلام
يسعد مساكم اتمسوه بالخير

كلمات – أحمد طايع

بعشقك

بعشقــــــك تغنيلي
ياساكن كل مواويلى
يــــــــــــاروح قلبي
يـــــــــــــانور عينى
انا عَ الشط مستنى
حبيبى جاى بيغنى
كلام م القلب مِتحَنى
بدم العشق مِتهَنى
كل كلامه كان منى
يرد قلبى بكام موال
يطمنك عن عشقه ليك
وعَ الأحــــــــــــــــــوال
دوام بعده دومه محــال
فى قلبى ياعينى والننى
لا هافـــــوتك ولا تفوتنى
ولما تييجـــى وتـــزورنى
هاقـــــــــــــــولك انت...
كل يــــــــــــوم عندى!
بتاخد حته من عمــرى!
م انا انت انا حــــــــالك
تلاقينى فى احــــوالك
تغنى يـــاروحى موالي
وأغنى بعشـــق موالك

كلمات: د. همس حجازى – الإسماعيلية

سوريا الجنوبية

كتبها – محمد الخطيب

لقد كانت جميلة، وكانت فاتنة، وكانت خفيفة الظل، وكانت هادئة الطبع، كان صوتها ناعم، كان صوتها مبحوحًا، كانت عيناها سوداوين، كانت عيناها لامعتين، كان قوامها ممشوقًا، كان قوامها نحيفًا، كانت وكانت وكانت، ماذا أقول وماذا اصف، التقيتها فى العمل ومن اول نظرة وجدت نفسى أسيرها، احبها، اهيم شوقا، وأذوب عشقا، اراها قادمة فأهيئ نفسى وأتحسس رأسى بأطراف أصابعى  لأتأكد من استقامة  تصفيف شعرى، واضبط ياقة قميصى ثم ارسل لها نظراتى علها تفهم.. جلست مع إحدى الزميلات يوما فأخبرتنى أن فتاتى امها سورية.. يااااااااااه.. تخيل امها سورية..اه والله امها سورية.. وأنت تعلم ياصديقى كم أنا مولع بلبنان وسوريا والشام والجبال الخضراء والثلوج الأوروبية على أراض عربية وفتيات يتغنين بالحب والغرام ليل نهار، فتيات جميلات لا يعرفن إلا الحرية وحب الحياة، فتيات متحررات من كل شىء، من  العادات والتقاليد والهم  والغم والنكد، من هنا عقدت النية وعزمت العزم وجمعت حقائبى لأسافر معها فى رحلة الغرام، وبدأت أتلطف وأتودد، بدأت أتحين الوقت واستغل كل فرصة ممكنة للتقرب منها، وعلى ذلك مضت الأيام حتى وقعت فى شباكى مثلما أوقعتنى فى شباك عيناها.. ياسلااااام والله كانت أيام حلوة.
وقلت أنا: كانت!
وأجاب صديقى: آه يا سيدى كانت دعنى أكمل.
المهم اننا بدأنا نخرج سويا، كلما تناسبت المواعيد او بالأحرى كلما تناسبت مواعيدها هى، فأما إنا فقد كنت أفرغ كل وقتى لها وإذا ما كنت على موعد مع اصدقائى أجلت الموعد وربما قمت بإلغائه من أجلها، واتهمنى اصدقائى بالنذالة وقالوا قولتهم المشهورة (أما أن ظهرت المرأة فليذهب الأصدقاء إلى الجحيم) وهى عبارات لا تخرج إلا من أفواه الحاقدين ولا تجرى إلا على السنة الحاسدين آه.. والله كانوا بيحسدونى
وقلت لصديقى: كانوا!.
فأجاب: آه يا سيدى كانوا ولكن دعنى أكمل بالله عليك.
كنا اذا التقينا طلبت منها ان تحكى لى عن امها، هذه السيدة السورية الجميلة التى رأيت صورتها على الهاتف، كانت تقول أنا مثل أمى تماما فى كل شىء، وكان هذا واضحا جليا فى كلامها الذى كنت اسمعه وكأنه غناء عذب يأتى من الجبل ويقول:
ع خدك حبة لولو
خلتنى الليل بطوله
فتش عن اسرار الحب
تا اعرف شو مفعوله
يا الله ااااا، لقد كانت  تجمع كل شىء احبه يا عزيزى، لسان عذب وقوام ممشوق وروح طائرة تغنى وتغرد وكأنها لا تعلم عن الدنيا الا الحرية والحب، وكانت دائما ما تردد «سوف أعالجك منى» وأجيب أنا بحسرة «لماذا؟! ..لا أريد العلاج، أريد ان أظل هكذا مريضا بحبك، سجينا فى عشقك لا لا لا لا لا تكونى قاسية، احبك وأريد ان أكمل حياتى معك»، ترد قائلة: «أنت لا ترى غير الزهرة المتفتحة، انت لو حاولت لمسى فلن تمس يداك  إلا الأشواك، طريقى طويل ملآن بالعقبات»، رددت عليه: «بل انتى وردة زاهية، شوكك ما هو إلا حائط الأمان الذى تحمين به نفسك من أعين الأنذال».. ومرت الأيام وهى على رأيها فى أن تعالجنى، وأنا مصمم على المرض ولا ابحث عن اى دواء، لكنها ومع مرور الوقت كانت كلما رأتنى أتحدث  إلى إحدى زميلاتنا تعنفنى وتوبخنى، ثم إذا هاتفتنى ولم اجب اتهمتنى بالخيانة، كنت اعتقد انها غيرة الحبيبة على محبوبها لا أكثر، حتى تمت خطبتنا على خير، وتعرفت إلى أمها السورية التى احبتنى كثيرا، خاصة عندما وجدتنى أحب الشوام وطباعهم ولهجتهم وغنائهم وبدأت الأمور تستقيم مع أنسابى  ومع حبيبتى  أيضًا وعرفت طباعها واطمأنت لطباعى وكانت كل حياتى
وقلت أنا: كانت!
وأجاب هو بامتعاض وضيق: ايوه يا سيدى كانت
لكن مع الوقت.. بدأ الدم المصرى يجرى فى عروقها، وبدأت الجينات الذكورية التى ورثتها عن أبيها تسيطر على الجينات الرقيقة القادمة من الشمال، وظهرت سوريا الجنوبية، تلتتقينى بملابس رثة بعد حملة تنظيف للبيت، بدأت تطلب وتلح وتأمر، وتخرج دون ان تعلمنى، تسهر مع صاحباتها على الهاتف وتتركنى استمع إلى الراديو، واستحالت الأمور تمامًا، وجدت الشوك، حتى لو صادفت الوردة بين الحين والآخر لا أجد لها ريحا كما كان فى سالف العهد والأوان، وشعرت أنى أتعس أهل الأرض بعد أن كنت أخال الناس جميعا يحسدوننى على ما إنا فيه، وجاءنى والدها يوما وجلس إلى جانبى  وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث، كان رجلا لطيفا مجاملا طيب المعشر للغاية ولسانه لا ينطق الا حقا، ونشأت علاقة متينة  بينى وبين الرجل وأصبحت بالنسبة له حائط المبكى، كلما اجتمعنا  شكا لى حاله و ابتلائه بالزواج من هذه السيدة التى تعشق النكد كما يعشق الطفل الصراخ والعويل ولولا أبناؤه لطلقها، وبدأت اشعر بالذنب تجاه نفسى والإشفاق تجاه العجوز المسكين، استمع اليه واتعلم وأرى كلامه واقعا ملموسا مع ابنته، وفى النهاية اقتنعت أن الأمر برمته يا صديقى هو المرأة، نعم المرأة، وانه إذا كانت الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد، وقرأت بالصدفة مقولة اسبانية فى إحدى الكتب تقول (النساء نساء فى جميع الأنحاء) وهنا أدركت أنى كنت واهما وقمت بفسخ خطبتى.. أرحت واسترحت وتنهدت وقلت لصديقى: فعلا كانت.

موت الحب!

سألت الناس عن الحب
فأجابوا جميعا فى سخط
هل تملك مالا أم منصب
أم عندك كنز من ذهب؟!..
فأجبت وقلت وما الداع
أنا أقصد حب وذا طلبى
فضحكوا وبسخرية قالوا
أسؤالك جدا أم هزلى؟!..
فسألت الجمع عن السبب
فقالوا إندثر من القلب
وصار الحب ل مصلحة
فى زمن أعجب م العجب!..
لم يعد الصاحب ك الصاحب
والأخ كذلك والأخت
والابن يخاصم أبويه
من أجل الزوجة والولد..
وعريس يختار عروسه
من أجل عيون زرقاء
وضفائر شعر كالذهب!..
قد مات الحب بسبب المال
وقلوب الناس كما الخشب..
فبكيت وقلت ويا أسفااااه
واحترق فؤادى كما الحطب..

كلمات- د.محمد العدل - دمياط

علَّقت كل الأحمر

حتى مرارة الشرب
قبضة الصدر
مبقوش بيوحولك بشيء
إنتا الفراغ
اللى مالى دنيتك
وإنتى الحياه
لما يكتفها الفراغ بإديه
سمعانى ؟؟
ـمجرد ارتداد صوتى،
مجرد صرخة جوايا ـ
عارفه النهارده الصبح
مش عارف
أقولك ولا هتملى  
أصل خايف يزعجك
تكرارى لليأس ف كلامى
هو السرير اللى فاضل
بعد ما  فضيت أراضى البيت
 من رنة التليفون واسمك
آسف   
 غيابك طول هذه المرة
مش لاقى أى حلول
 لداء الهلوسة ف ذكرك.
عارفة ..
أوقات بكلمها عشان إنتى بعيدة
وساعات بأخدها ف حضنى
ألمس جسمها كله   
بس لما بفتكر إنك معايا ف الصور
ببوس دماغها
وارتمي.
أنا الذى لم يعد يشبه تفاصيلى
بستنى منك رسالة عنى تحكيلى
فقدت فيكى الذاكرة.. الشهوة والمشوار
حرقت بيكى القاهرة وروما والأسوار
علقت كل الأحمر ..الأحمر
وصرخت من كتر الفرح
بكرا
عارفة النهارده الصبح
مش عارف.

كلمات - خالد جابر