الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مروة السلحدار.. الفتاة التى أنهت مقولة «للرجال فقط» فى عالم البحار

مروة  السلحدار.. الفتاة التى أنهت مقولة «للرجال فقط» فى عالم البحار
مروة السلحدار.. الفتاة التى أنهت مقولة «للرجال فقط» فى عالم البحار




حوار - أسماء قنديل
كان عشقها لعالم البحار وأمواجه العاتية الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمها لقيادة السفن وهو المجال الذى أثبتت كفاءتها فيه رغم الصعوبات التى واجهتها، حتى أصبحت أول قبطان بحرى فى مصر والوطن العربى وأول فتاة تبحر فى قناة السويس الجديدة.. هى «مروة السلحدار» التى استطاعت وسط 1200 طالب أن تتفوق وتتخرج فى أكاديمية النقل البحرى قسم ملاحة بحرية لتثبت للجميع أن المرأة المصرية لا تعرف المستحيل.. مروة لم تتعد الـ 24 عاما وتعد نموذجًا يحتذى به للفتاة المصرية حيث كسرت مقولة «للرجال فقط» وأصبحت أصغر قبطانة مصرية كضابط بحرى ثان على متن السفينة «عايدة 4» أثناء حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، ولم تكتف بهذا القدر بل إنها تقوم حاليًا بالتحضير لرسالة الماجستير.. «روزاليوسف» حاورتها للتعرف على قصة نجاحها وأمنياتها.

■ كيف جاءت مشاركتك فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة؟
- طلبت من د.إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم التكنولوجيا والنقل البحرى المشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة لأكون أول قبطانة مصرية تشارك فى الحفل، وبالفعل تحقق حلمى وأكن له كل الشكر والتقدير لأنه نهض بالأكاديمية البحرية وكان السبب فى أن أكون ضابطًا بحريًا ثان على متن السفينة  «عايدة 4»، وشعرت بالفخر والاعتزاز لمشاركتى فى هذا الحفل العظيم الذى أبهر العالم كله، واختيارى لا يمثل قيمة شخصية بالنسبة لى فقط، وإنما يمثل أيضا إعادة الواجهة الحضارية للمرأة المصرية، وأتمنى المزيد من التقدم والرخاء لمصرنا الحبيبة.
وبعدما تلقيت خبر انضمامى لطاقم السفينة عايدة 4 شعرت بالفرحة المصحوبة بالخوف، لكن عندما صعدت إلى السفينة قابلنى القبطان عبدالحميد القاضى قائد السفينة بالترحاب وقلل من خوفى، ما ساعدنى على الاندماج مع باقى طاقم السفينة بسرعة، وأصبحت أشعر بأننى وسط أسرتى، وعندما تحركنا باتجاه قناة السويس كانت فكرتى عن المشروع أنه مشروع كبير فقط، لكننى لم أكن مستوعبة أننا أمام حدث فريد، خاصة بعدما رأيت على الطبيعة القناة الجديدة، وكيف استطاع المصريون أن يختصروا الزمن إلى عام واحد متحدين كل الظروف، وعندما دخلنا إلى قناة السويس الجديدة وجدت عمالا ومهندسين يبنون بسواعدهم ملحمة جديدة تضاف إلى كفاح هذا الشعب العظيم.
■ ما الدور الذى تقوم به السفينة «عايدة 4» فى المجرى الملاحى لقناة السويس؟
- تتبع السفينة «عايدة 4» هيئة الإشراف اليابانية ويتكون طاقم القيادة بها من الربابنة والمهندسين من الأكاديمية البحرية، إضافة إلى المهندسين والفنيين والبحارة والإداريين الذين يتبعون الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، وتحمل السفينة على متنها مجموعة من المحاضرين والمدربين من معهد التدريب بالبحر التابع للأكاديمية البحرية من أجل تدريب طلبة الأكاديمية.
وأثناء حفل افتتاح قناة السويس الجديدة كنت مع طاقم السفينة التى كانت تمر مع مجموعة من السفن فى المجرى الملاحى للقناة، وشعرت وقتذاك بسعادة غامرة لأننى أدركت كيف استطاع المصريون أن يسطروا بجهدهم وعرقهم  انجازًا جديدًا يضاف فى سجل الحضارة لأنهم حفروا بسواعدهم القناة حتى أبهرنا العالم أجمع.
■ لماذا فضلت الالتحاق بشعبة الملاحة البحرية بالأكاديمية البحرية؟
- لأننى أعشق عالم البحار وقيادة السفن، لذلك قررت اقتحام هذا المجال الصعب، وتحديت جميع الصعاب، وفى البداية التحقت بشعبة النقل الدولى بالأكاديمية، لكن قررت أن أدخل فى تحد مع نفسى وانتقلت لشعبة الملاحة البحرية، لكنى وجدت رفضا من الجميع إلا أن  والدتى شجعتنى على الاستمرار فى ذلك ومع إصرارى على ذلك دخلت المعركة والتحقت بشعبة الملاحة، وخضعت لكل اختبارات الكشف الطبى واللياقة البدنية التى يخضع لها شباب الملاحة وحصلت على لائق فى كل الاختبارات مما أهلنى للدخول مع فرقة من الشباب وفتاة واحدة نيجيرية الأصل، وأدركوا أننى على مستوى المسئولية، وأنه لا يوجد فرق بين شاب وفتاة وأن الإرادة والعزيمة هى التى تتحكم فى النجاح.
ورغم أن هذا المجال ملىء بالمخاطر ويحتاج للرجال ودائما ما يكون العاملون فيه فى قلب الخطر إلا أننى اخترته لأثبت أن المرأة المصرية قادرة على العطاء والعمل فى كل المجالات الشاقة والتى كانت مقتصرة على الرجال فقط ولأحطم مقولة «للرجال فقط» وقد نجحت فى الجزء الأول وذلك بعد تفوقى ونحاجى فى الأكاديمية وحصولى على مركز متقدم متفوقة على أقرانى من الشباب الذين كانوا يدرسون معى، أما الجزء الثانى فهو قيادة سفينة والذى اسعى له، خاصة بعد حصولى على دورة تدريب بحرى.
 ورغم تعرضى لعقبات كثيرة إلا أنها لم تنل من عزيمتى فى استكمال مشوارى الملاحى حتى اختتمت دراستى فى الأكاديمية بنجاح، وأدين بالفضل والولاء لأسرتى فقد شجعنى أخى الكبير «مروان « الذى يعمل قبطانًا بحريًا فى الالتحاق بشعبة الملاحة البحرية، ولا أنس مساندة والدى ووالدتى لى حتى وصلت لما أنا فيه الآن، وتلعب الأكاديمية البحرية دورًا مهمًا فى تفوقى واستكمال مشوارى فى عالم الملاحة البحرية، حيث  وافق د.جمال الدين مختار مؤسس الأكاديمية البحرية على التحاقى بالأكاديمية، كما يعد د.عاصم العشماوى الأب الروحى لي، حتى تخرجت عام 2013 فى الدفعة رقم  73 من الأكاديمية البحرية وأصبحت بعدها أول قبطان نسائى بحرى فى تاريخ مصر، وأقوم حاليًا بالتحضير لرسالة الماجستير فى الأكاديمية البحرية.
■ وما شعورك الآن بعد أن شاركتى فى حفل افتتاح قناة السويس؟
- الآن أنا فخورة بمصر، وأشعر بأن المشروع سيكون بداية لـ «مصر جديدة»، وبأن الشباب سيكون لديهم الأمل دائما، لأن القناة الجديدة ساهمت فى رفع مستوى الحالة النفسية لهم، والآن فإننى أقوم بإعداد الماجستير، وأتمنى أن تخوض الفتيات مجال الملاحة، وأن يكون هدف كل منهن هو أن تصبح ربان سفينة، وعلى الرغم من أنه مجال صعب لكن لو واحدة بتحبه ستقدر عليه.
■ وما هى أبرز المشاكل التى تواجه الفتاة فى هذا المجال؟
- بصراحة هناك مشكلة نوعا ما بالنسبة لفرص العمل للبنت فى هذا المجال، لكننى أعلم بأننى أفتتح مجالا جديدا فى مصر، ولذلك فلا شك فى أن الدولة ستعطينا الاهتمام، مثلما تهتم دول كنيجيريا وكينيا بفتياتهن اللاتى درسن وتخرجن معنا فى الأكاديمية، لذا فإننى أحلم بفتح الباب أمام تعييننا كمرشدات فى هيئة قناة السويس، وأن يكون لنا نصيب فى العمل بهذا المشروع الكبير، وتضحك قائلة.. وأنا بالذات لن أتنازل عن نصيبى فى الحصول على فرصة عمل كقبطان بحرى فى بلدى وفى قناة السويس بالتحديد.
■ أيهما تفضلين لقب قبطان أم كابتن؟
أفضل أن تقول الناس لى يا كابتن وفى الأكاديمية يتم مناداتنا فيما بعضنا بلفظ كابتن.
■ ما الهوايات التى تمارسينها فى أوقات فراغك؟
- أحب الرسم، والقراءة، والغناء، وسماع أغانى أم كلثوم.
■ ما أمنياتك وطموحاتك؟
- أحلم بالعمل كقبطان بحرى فى قناة السويس، حيث لم أحصل على فرصة عمل حتى الآن، حيث خاطبت شركات بحرية كثيرة لإيجاد فرصة عمل فيها لكن دون جدوى خاصة أن الشركات ترفض تشغيل بنات فيها, لكن رغم ذلك مازلت مصممة على تحقيق هدفى وذاتى بعد المجهود الكبير الذى قمت به خلال سنوات الدراسة والتدريب العملى لن أتنازل عن حلمى عن قيادة السفنية وأن أكون أول بنت «رئيس جمهورية السفينة» فى مصر. وأتمنى أن تتقبل الناس طبيعة عملى كما أتمنى مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى.