الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نهاية الاحتقان بين الأهلى والزمالك

نهاية الاحتقان بين الأهلى والزمالك
نهاية الاحتقان بين الأهلى والزمالك




كتب - ماجد غراب
شهدت الساعات الأخيرة إنفراجة فى أزمة القطبين بعد إعلان المستشار مرتضى منصور رئيس الزمالك سحبه للشكوى المقدمة ضد أحمد الشيخ المنضم حديثا للأهلى .. وبذلك يعود الهدوء من جديد إلى ساحة الكرة المصرية ولعلها  تكون صفحة جديدة لصالح الدولة المصرية  تنهى الصراع الدائر منذ فترة بين القطبين.
وجذور الصراع الملتهب بين رئيسى الناديين تعود إلى شهور كثيرة مضت وتعكس الواقع الأليم الذى تعيشه الساحرة المستديرة فى بلادنا فى الفترة الحالية ما بين مشاحنات وانقسامات منذ قدوم المهندس محمود طاهر لقيادة النادى الأهلى والمستشار مرتضى منصور لقيادة نادى الزمالك على غير المتوقع بعد تعاون وتتسيق معلن من الجانبين بشكل مباشر او من عناصر قريبة منهما لتولى مقاليد الحكم فى القلعتين الحمراء والبيضاء ومع ترجمة هذا التعاون لنجاح فعلى بفوز المحمود برئاسة الأهلى والمرتضى برئاسة الزمالك.
بدأ الصراع بين المهندس والمستشار تارة بشكل معلن وتارة اخرى فى الخفاء والبداية كانت من حالة الجفاء غير المبررة بين ادارة الناديين عقب نجاح كل منهما فى الانتخابات وتجاهل مجلس الطاهر لدعوة مجلس المنصور لتبادل الزيارات والتهانى كبداية فعلية للتتسيق بين الناديين الكبيرين لكن الرغبة الجماهيرية الحمراء الرافضة لتواجد رئيس الابيض داخل قلعة الأهلى بالجزيرة اجبرت مجلس الطاهر بأن يؤثر السلامة ويتجنب الغضب الجماهيرى بجعل العلاقة مع مجلس المنصور فى البداية بمنطق اللا سلم واللاحرب.
ووسط هذا بدأت تتنامى مشاعر الغضب والانقسام بين مسئولى اكبر مؤسستين رياضيتين فى مصر بعدما انحاز الرئيس الطاهر لرابطة الالتراس بشكل غير معلن واكتفى بالتأكيد على ان وجهة نظره هى الحفاظ على جماهير الأهلى ككل لكونها المصدر الحقيقى وراء نجاحات كيان الأهلى عبر تاريخه فى الوقت الذى اخذ الرئيس المنصور موقفا حازما وواضحا تجاه رابطة الالتراس والوايت نايتس على خلفية الازمات والكوارث التى حدثت للكرة المصرية من جراء هذه الروابط وكانت محصلة صراعاتها وتعصبها مجزرة ستاد المصرى فى بورسعيد ومأساة الدفاع الجوى وراح العشرات من شهداء الكرة المصرية فى كل كارثة منهما.
وفى النهاية حصل المنصور على حكم قضائى بجعل هذه الروابط جماعات إرهابية لتزداد حالة الغضب الذى تحول من غضب مكتوم الى خلاف واضح، بداية ظهوره كانت فى جلسة مغلقة جمعت الرئيس الطاهر والرئيس المنصور مع رؤساء الأندية ومسئولى الكرة المصرية بوزير الداخلية السابق ليحدث الخلاف المعلن بين رئيسى اكبر ناديين فى مصر ومن هنا دخل الصراع لمرحلة جديدة تتفاوت وتقل حدتها وفقا لسير الاحداث ما بين هجوم الجماهير الحمراء على رئيس الزمالك فى ظل سكوت رئيس الأهلى وردود نارية من جانب رئيس الزمالك لكن سرعان ما انتهت الازمة وتدخل وزير الشباب والرياضة لإنهاء الازمة وقتها.
وبعد ذلك عاد الهدوء مؤقتا ويظهر الأهلى مرة وحيدة فى اجتماعات لجنة الاندية لم تتكرر ثانية مع اشتعال المنافسة على الدورى وتعرض الأهلى لأخطاء تحكيمية فادحة ونفس الامر لكن بدرجة اقل للزمالك وبين هذا وذاك خرجت بيانات وتصريحات وانفعالات من هنا وهنا التزم خلالها الأهلى بالشكل الرسمى بإصدار بيانات عديدة واختلفت الحال فى الزمالك فى ظل حرص رئيس الابيض على الرد على كل كبيرة وصغيرة والدفاع عن مصالح ناديه بطريقته فى الفضائيات المصرية.. وظل الوضع على هذه الحال وهوة الخلاف تتسع وتتزايد حتى وصلنا لأحداث مباراة القمة اين تقام ومن انتصر على من ومن فاز على من فى اللقاء ومن حقق لقب الدورى على حساب من ووسط هذا وذاك ظهرت اتهامات التخوين والتفويت لبعض الأندية والمدربين حتى انتهى الموسم، لكن المشاكل لم تنته واستمر الصراع على صفقات اللاعبين وصرف الملايين من الجنيهات هنا وهناك للفوز بصفقة لا ينالها الطرف الآخر مهما بلغت من ثمن ليظهر مسلسل ايفونا وانطوى والتصريحات النارية للرئيس المنصور على الصفقتين فى الوقت الذى اكتفى فيه الرئيس الطاهر بالتزام الصمت دون التناحر بشكل معلن مع الرئيس المنصور والذى زادت تصريحاته المثيرة للجدل دفاعا من وجهة نظره عن ناديه فى الوقت الذى بدأ فيه مجلس الطاهر التعبير عن شعورهم بالضيق مما يحدث حتى تم ترجمة المشاعر لبيانات نارية صدر ما يقابلها من الطرف الآخر، ليصل الخلاف لطريق مسدود دون اى تحرك من اى مسئول سواء فى اتحاد الكرة المصرى برئاسة جمال علام او وزارة الشباب والرياضة رغم الجهود الكبيرة والدءوبة التى بذلها ولا يزال يبذلها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة على امل تدارك الموقف دون جدوى.
فى الوقت الذى جاءت فيه أزمة اللاعب احمد الشيخ لتزيد الطين بلة والذى سبق ووقع للزمالك ثم غير وجهته وقرر الانتقال للأهلى وسط اوراق هنا وهناك تؤكد صحة موقف كل منهما استغلالا لحالة الارتباك التى يعانى منها المجلس الحالى لاتحاد الكرة حتى صدر حكم بإيقاف الشيخ من وجهة نظر لجنة شئون اللاعبين وليس وفقا للوائحها كما اعلن محمود الشامى رئيس اللجنة وهو ما لم يرض به الأهلى ليقاطع مجلس الطاهر أنشطة اتحاد الكرة ويرحب مجلس المنصور بإيقاف اللاعب ولم يكلف اى مسئول نفسه التأنى قبل صدور اى قرار يؤجج المشاعر المحتقنة بين جماهير قطبى الكرة المصرية بفضل الخلاف المستمر بين المحمود الطاهر رئيس نادى الأهلى والمرتضى المنصور رئيس نادى الزمالك.
ولم يكلف اتحاد الكرة نفسه فى عرض الأوراق على جهة محايدة تنقذ الجميع من الازمة الحالية التى تعيشها الكرة المصرية سواء بتشكيل لجنة خاصة لدراسة الأمر او الحصول على فتوى من الفيفا لإنهاء هذا الامر بما يرضى جميع الاطراف وهو ما لم يحدث ليظل الصراع قائما ومستمرا بين المهندس والمستشار وجها لوجه وبينهما ملايين من الجماهير الغاضبة التى باتت تهدد استقرار الدولة المصرية ما لم يتم التدخل بشكل حاسم لإنهاء ازمة الشيخ بشكل عادل ثم تحقيق مصالحة كاملة بين رئيسى أكبر مؤسستين رياضيتين فى مصر.