الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المعديات النيلية تحمل المواطنين لـ«الآخرة» بالمنيا

المعديات النيلية تحمل المواطنين لـ«الآخرة»  بالمنيا
المعديات النيلية تحمل المواطنين لـ«الآخرة» بالمنيا




المنيا ـ علا الحينى
يشكو أهالى المنيا الأهمال الذى وصلت إليه اللنشات والمعديات حيث تهالكها وافتقارها جميع وسائل الأمان الذى يعرض حياة الركاب للخطر، فضلا عن أن بعضها يعمل دون تراخيص والبعض الأخر يعمل رغم انتهاء تصاريح التشغيل فى غفلة من الجهات الرقابية والمسئولين بالمحافظة.
وكشفت إحدى الاحصائيات الرسمية أن محافظة المنيا بها نحو 152 وحدة نهرية، و130 عبارة ولنشا أهليا و22 لنشا حكوميا، بالاضافة إلى 22 مرسي، إلى جانب 6 مراسى سياحية بـ«سمالوط ـ المنيا ـ أبوقرقاص ـ ديرمواس» ومؤخرا تم شراء 5 معديات عملاقة وتوزيعها على المراكز لنقل الركاب، والكارثة أن نحو 33% من المعديات الخاصة تعمل رغم انتهاء تصاريح التشغيل.
الغريب هنا أن أهالى قرى شرق النيل لاحظوا خلال الأيام السابقة تراجع عدد من أصحاب المراكب والمعديات الخاصة التى تعمل دون تراخيص عن العمل ونقل الركاب، بسبب تكثيف الحملات الأمنية من شرطة المسطحات المائية بعد وقوع فاجعة الوراق والتى حصدت أرواح عشرات الضحايا من الأبرياء.
«روزاليوسف» رصدت معاناة الأهالى فى رحلات العذاب اليومية التى تهدد بحصد أرواحهم..
يقول المواطنون إنهم ليس أمامهم سوى تلك المعديات لعبورهم بين البرين لاستكمال متطلبات الحياة من عمل ومدارس إضافة لنقل موتاهم إلى المقابر التى يوجد أغلبها شرق النيل، علاوة على منطقة محاجر الطوب الحجرى والتى تضطر سيارات المقطورة والنقل إلى العبور لها من خلال تلك المعديات واللنشات المتهالكة رغم أنها محملة بكميات كبيرة من الطوب، ليكون دعائنا دائما فى كل رحلة «يا رب سلم».
ويلفت فيصل أبو السعود، عضو مبادرة تحسين سمالوط، إلى أن المركز كان من أكثر المراكز احتياجا لكوبرى على النيل وقد تبنى الأهالى حملة للضغط على مسئولى وزارة النقل بالقيام بإنشاء كوبرى بعد غرق 40 شخصا فى مجرى النيل وأثناء تشييعهم جنازة لأحد المتوفين، خاصة أن أكبر منطقة للصناعات الثقيلة توجد بقرية السرارية تقع بالبر الشرقى، وتحوى مصانع وعمالة كبيرة، ويوجد بها مزار سياحى دينى يحضره أكثر من 2 مليون شخص «مسلمين ـ أقباط» من كل دول العالم بمنطقة دير جبل الطير الآثرى أحد أهم محطات رحلة العائلة المقدسة.
ويوضح إبراهيم على، أحد أهالى قرية بنى خالد بسمالوط، أن الكثير من أصحاب المعديات يقومون بتحميل المعدية فوق طاقتها فيقوم بنقل العشرات من المواطنين وسيارات النقل كبيرة الحجم فى رحلة واحدة دون مبالاة، ما يمثل خطرا وإحداث خلل فى توازن المعدية وغرقها فى بقاع النيل.
ويلفت خالد سعد، أحد المضارين، إلى أن المراكب النيلية والمنتشرة على طول الكورنيش هى مصدر للضوضاء فالمراكبى لا يسمع صوت نفسه بسبب تشغيلها الأغانى بأصوات مبالغ فيها الأمر الذى يتسبب فى إحداث صخب وضوضاء كبير لجميع المترددين على الكورنيش للاستمتاع بالطبيعة الخلابة.
وينوه فضل عبد الرحمن، من ابناء قرية الحاج قنديل بديرمواس، إلى أن المنيا شهدت خلال الفترة الماضية العديد من الحوادث التى راح ضحيتها مواطنون أبرياء، ونتيجة لتلك الحوادث تم اتخاذ قرار بإنشاء مكتب خاص لمنح التراخيص النهرية بالمحافظة بدلا من الذهاب إلى المركز الرئيسى فى القاهرة.
وتابع: لكن هذا الحلم لم يتحقق فما زال يقوم أصحاب المعديات تقوم بتجهيز الأوراق الخاصة بالمعديات واللنشات النهرية ويذهبون إلى القاهرة لتجديد الرخصة دون أدنى عملية فحص للمعدية التى يجرى استخراج التصاريح لها على الطبيعة أو إبحارها فى المياه، ما يمكن القول بأنها تصاريح وهمية ورقية فقط.
ويرى محمود نبيل، من ابناء سمالوط، أن المعديات ليست المشكلة الأساسية وإنما المشكلة فى سلوك المواطنين، حيث يقوم بعض السائقين بالصعود على ظهر المعدية بسيارتهم المحمله بالركاب ويتركونها دون تأمين جيد وعدم شد فرامل اليد الأمر الذى يتسبب فى إسقاط السيارة بركابها فى النيل.
من جانبه كلف اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، رؤساء الوحدات المحلية بالمحافظة بمراجعة تراخيص جميع المعديات والعبارات والمراكب العامة والخاصة والتى تعمل بنطاق المحافظة، والتأكد من مدى صلاحيتها للملاحة النيلية وعدم السماح بتشغيل أى نوع منها فى حالة عدم الصلاحية أو انتهاء ترخيص التشغيل والتى تمثل خطراً داهماً على المواطنين.
ووجه محافظ المنيا بضرورة التنسيق ما بين شرطة المسطحات المائية ورؤساء الوحدات المحلية، لمتابعة وفحص أى مراكب أو لنشات أو معديات وعبارات تعمل بدون تراخيص، إلى جانب شن حملات تفتيش عليها بشكل دورى لرصد جيمع المخالفات من حيث «عدم المطابقة للمواصفات الفنية ـ عدم وجود الإضاءة المطلوبة للسير ليلاً ـ عدم توافر طفايات حريق ـ التدريب غير الكافى لأطقم الإنقاذ فى حالات الطوارئ».
وشدد زيادة على مدير الملاحة النهرية باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد المركب أو المعديات أو العبارات واللنشات غير الصالحة أو التى تعمل دون تراخيص حفاظاً على حياة المواطنين وأرواح الركاب.
وكلف محافظ المنيا، عبد الناصر الدمياطي، سكرتير عام المحافظة، بعقد اجتماعات دورية وبصفة مستمرة لمتابعة الموقف من خلال التقارير المعدة من قبل الجهات المعنية بذلك والعرض عليه شخصياً.
يذكر أن المنيا شهدت العديد من الحوادث ففى ثالث أيام عيد الفطر عام 2007 بمرسى أبو قرقاص على الجانب الغربى من النيل كارثة غرق 13 من الأهالى سقطوا فى النيل بسبب التزاحم والتسابق على ركوب معدية وهم فى طريقهم لزيارة المقابر بقرية بنى حسن بالناحية الشرقية من النيل.
وفى عيد الأضحى من نفس العام وبالتحديد 22 ديسمبر لقى 19 شخصا مصرعهم غرقا عندما سقطت سيارة ميكروباص كانت تقلهم من أعلى معدية عقب تحركها من مرسى الحاج قنديل بدير مواس لعبور النيل إلى الناحية الغريبة وكان الحادث رابع أيام العيد، حيث كان الضحايا من عائلة واحدة فى طريقهم للعودة إلى القاهرة بعد قضاء العيد بالقرية، بالاضافة إلى العديد من الحوادث الفردية.