المؤبد لبديع والبلتاجى وحجازى و92.. والحبس 10 سنوات لـ 28 وبراءة 68 فى القضية المعروفة إعلاميًا باسم «اقتحام قسم العرب» ببورسعيد

كتب ـ سعد حسين ورمضان أحمد


قضت محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى، بالسجن المؤبد على محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين  ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى و16 آخرين فى قضية اتهامهم باقتحام قسم العرب ببورسعيد.
كما عاقبت المحكمة 76 متهما  آخرين فى نفس القضية بالسجن المؤبد غيابيا، والسجن المشدد 10 سنوات لـ28 متهما، وبرأت المحكمة 68 متهما آخرين.
وبدأت المحكمة وقائع الجلسة ، أمس، بقيام سكرتير الجلسة بالنداء من خلال الميكروفون على المتهمين داخل القفص الزجاجى للتأكد من حضورهم لقاعة المحكمة.
وبدأ المستشار محمد سعيد الشربينى رئيس المحكمة حديثه بذكر آيتين من  القرآن الكريم   من سورة القصص  التى يقول سبحانه وتعالى فيها (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون (69) وهو الله لا إله إلا هو له الحمد فى الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون (70).
وتابع الشربينى «المحكمة لا تحاكم فكرا أو عقيدة لكن إذا تحول هذا الفكر إلى فعل مادى ملموس فقد استوجبت العقوبة، وطبقا للمادة 86 مكرر من قانون العقوبات المنطبقة على الجماعة المقصودة وهى جماعة الإخوان المسلمين وهى حقيقة وواقع مادى تأسست عام 1928 ميلاديا، على أهداف اجتماعية ودينية دون أى هدف سياسى ونشطت على هذا الأساس وغزت قلوب الشعب المصري، وعندما شعرت بأنها كسبت شيئا من حب الناس كشفوا عن أغراضهم فى الاستيلاء على الحكم وتغيير نظام البلاد القائم، واتخذت أفعالا مخالفة للقانون وهى من واقع الأوراق ثبت للمحكمة واستقر فى وجدانها أن هناك من بينهم من ارتكب جرائم حيث توافر فى الأوراق شهادات تثبت الجرائم، كما تم ضبط متهمين متلبسين وإقرار بعض المتهمين بتواجدهم فى المسيرة وإقرار البعض بإرتكاب الجرائم».
وأضاف المستشار «كما تمكن أهالى مدينة بورسعيد من ضبط بعض المتهمين يعتدون على الممتلكات العامة والسيارات والممتلكات الخاصة، كما توجد فى أوراق القضية وأوراق ومستندات وأسطوانات مدمجة تحتوى على تدريبات.  
واسترسل رئيس المحكمة: كما قام الأهالى أيضًا بضبط سيارة كان يقودها أحد المتهمين بها عبوات وزجاجات مولوتوف وأثار مواد بترولية كما قبت للمحكمة أيضًا من محاضر ضبط بعض المتهمين وتفتيش منازلهم الحصول على أوراق ومكاتبات ومقالات وأسطوانات مدمجة وهارد ديسكات وجميعها تحمل عناوين منها برنامج معسكر تدريب لعناصر جماعة الإخوان المسلمين، وتوجيهات تربوية لعناصر الإخوان المسلمين خلال أحداث الثورة وموقف جماعة الإخوان المسلمين ما بعد الثورة، ومذكرات بعنوان تفعيل العمل المسجدى وتفعيل نشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل المساجد، ومذكرة مكونة من 94 صفحة بعنوان الإخوان المسلمين فى بورسعيد.
مذكرة بخط اليد تتضمن استراتيجية الإخوان المسلمين فى الاستيلاء على الحكم، وأوراق أخرى تتضمن رسائل إلى الإخوان المسلمين حول الدعوة لإصدار إعلان دستورى وأخيرًا فإن المحكمة ومن منطلق مسئوليتها أمام الله وأمام شعب مصر الكريم تعاود وتكرر نداءها إلى شباب هذه الأمة المخلصين لها فى كل مكان وفى كل طائفة وفى كل جماعة أن جاهدوا أنفسكم فجهاد النفس هو الجهاد الأكبر وحافظوا على مصر وأخلصوا لها ودافعوا عنها بأرواحكم وفكركم الرشيد وتذكروا جميعا أيها المصريين حتى تطمئن قلوبكم وتهدأ نفوسكم تذكروا قول رجل صالح أنه لا يحكم حد فى ملك الله إلا بمراد الله جل فى علاه وتابع موجها نظرة إلى المرشد العام للإخوان المسلمين والمتهمين «كونوا على يقين أن مصر محفوظة بقدرة الله وعنايته وهى فى أمن وأمان وفى رباط إلى يوم القيامة بفضل الله وعطاء رجالها وأبنائها المخلصين.
 قام المتهمون فى قضية اقتحام قسم شرطة العرب ببورسعيد أمس السبت بإعطاء ظهورهم للقاضى أثناء لحظة النطق بالحكم عليهم.
وبمجرد النطق بالحكم رفع المتهمون إشارة  رابعة العدوية tمن داخل القفص كما رددوا الهتافات المنددة بالجيش والنظام.
 وكانت أبرز المحطات فى هذه المحاكمة هى الجلسة قبل السابقة التى ظهر فيها محمد بديع لأول مرة مرتديا البدلة الحمراء، والذى اعترف القيادى الإخوانى محمد البلتاجى بالفيديو الشهير له الذى يقول فيه: «ما يحدث فى سيناء سيتوقف عند تراجع السيسى عن الانقلاب».
وبعد الانتهاء من المقطع الخاص بالمتهم، وجهت المحكمة سؤالا إليه، هل توافق على الاستجواب فأجاب المتهم «نعم»، مؤكدا أن كل ما جاء بالفيديو معترف به ولا ينكره، وفى هذه النقطة تدخل بشكل سريع محاميه أسامة الحلو وأثبت بمحضر الجلسة أنه غير موافق على استجواب موكله محمد البلتاجى، وبعدها أمر القاضى بإدخاله مرة ثانية للقفص الزجاجى، ليطلب المتهم من القاضى أن يتحدث ويترافع بشكل شخصى عن نفسه، وهو ما رفضه رئيس المحكمة.
وفى بداية إخراج البلتاجى من القفص الزجاجى تأخر قليلا، مما اثار حفيظة القاضى ليتساءل عن المتسبب فى تأخر خروج البلتاجى من القفص بالرغم من اصدار أمر من المحكمة، ولكن لم يرد أحد على رئيس المحكمة، وفور خروج المتهم من القفص قال لهيئة المحكمة «أنا مش هنط من القفص يا أفندم».
وجاء فى نفس الجلسة قبل السابقة   المقطع الأول للمتهم صفوت حجازى ، وهو يخطب فى المعتصمين بميدان رابعة العدوية الذين كانوا معترضين على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من منصبه.
قال المتهم، فى بداية حديثه حسب ما ظهر بمقطع الفيديو، «اللى هيرش مرسى بالميه.. هنرشه بالنار»، وبعد قوله لهذه الجملة هتف المعتصمون بشعارتهم المعروفة.
 ويحاكم فى القضية كل من محمد بديع المرشد العام السابق لجماعة الإخوان، وقيادات الجماعة محمد البلتاجى وصفوت حجازى وأكرم الشاعر عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة بورسعيد، وأحمد توفيق صالح الحولانى عضو مجلس الشورى، وجمال عبيد عضو مجلس الشعب، بعد قرار النائب العام إحالتهم للمحاكمة العاجلة أمام الجنايات فى ضوء الاتهامات المنسوبة إليهم.
  ووفقاً لتحقيقات النيابة فقد قام كل من محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى، بتحريض أعضاء الجماعة على اقتحام قسم شرطة «العرب» ببورسعيد، وقتل ضباطه وجنوده وسرقة الأسلحة الخاصة بالقسم وتهريب المحتجزين به، الأمر الذى أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العديد من ضباط وأفراد القسم.