الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بروناى وتجربة العلامة التجارية

بروناى وتجربة العلامة التجارية
بروناى وتجربة العلامة التجارية




كتب - أحمد عبده طرابيك

تعتبر العلامة التجارية من أهم سبل التجارة الناجحة فى العالم، حيث تكتسب العلامة التجارية أهميتها من خلال عمرها الزمنى، وقيمتها فى السوق، وحجم الدعاية والإعلان لها، وانتشار مبيعاتها فى السوق الدولية، وتسجيلها فى أكثر من دولة، ورعاية بعض المناسبات العالمية، ولذلك اعتمدت بعض المؤسسات الاقتصادية نظام حرية التعامل، لتنتشر فى العديد من دول العالم وقد مكَّن هذا النظام الكثير من العلامات التجارية الذائعة الصيت من حرية التنقل عبر العالم، من خلال تلبيتها لرغبات المستهلك من شراء المنتجات العالمية بأسعار وأذواق مناسبة للمجتمع الذى يعيش فيه، وتحديث جودة الخدمات والمنتجات المقدمة للمستهلكين، وتقليل التكلفة النهائية للمنتج، وحماية المستهلك من تقليد العلامات التجارية وذلك بتوفيرها فى الأسواق وتقريبها إليه.
سلطنة برونادى، تلك الدولة الصغيرة فى جنوب شرق آسيا، تتشابه فى كثير من العادات والتقاليد والقيم الإسلامية مع شعوبنا العربية، ورغم اعتماد اقتصادها بشكل أساسى على النفط كمصدر أساسى للدخل القومي، إلا أنها انتبهت إلى أهمية العلامة التجارية فى تجارتها الدولية، خاصة فى محيطها من الدول الإسلامية، لذلك فقد أطلقت بروناى فى يوليو 2009 مشروع العلامة التجارية الوطنية «بروناى حلال»، حيث تسمح تلك العلامة التجارية للمصنعين فى بروناى والدول الأخرى استخدام علامة «بروناى حلال» التجارية لمساعدتهم على اختراق الأسواق المربحة فى الدول التى يعيش فيها أعداد كبيرة من المستهلكين المسلمين بناء على تصور سلطنة بروناي، فإن استخدام العلامة التجارية «بروناى حلال» يضمن للمستهلكين المسلمين إلزام الشركات بالقوانين الصارمة المتعلقة بالتعاليم الإسلامية. كما تهدف بروناى أيضا إلى بناء الثقة فى العلامة التجارية من خلال استراتيجيات من شأنها ضمان سلامة المنتجات الحلال والالتزام بالقواعد التى تنظم عملية الحصول على مصادر للمواد الخام وعمليات التصنيع والنقل والإمداد والتوزيع.
وتعتبر العلامة التجارية «بروناى حلال» هى أول محاولة موفقة لوضع علامة حلال تجارية عالمية من شأنها أن تجنى العائدات التجارية المحتملة من خلال تلبية احتياجات المستهلكين المسلمين فى العالم. وقد أنشئت شركة جديدة مملوكة لحكومة بروناى باسم «وفيرة القابضة» لتكون صاحبة العلامة التجارية «بروناى حلال». وقد دخلت «وفيرة» فى مشروع مشترك مع «بروناى الإسلامية العالمية للاستثمار» وشركة «كيرى اللوجستية المحدودة» التى تتخذ من هونج كونج مقرا لها لتشكيل شركة «غانم الدولية للأغذية». حيث تنظم شركة «غانم الدولية» استخدام العلامة التجارية «بروناى حلال»، من خلال منح المنتجين الراغبين فى استخدام العلامة التجارية «بروناى حلال» الحق فى استخدامها بعد الحصول على شهادة تبين مطابقة التصنيع والذبح لأصول الشريعة من وزارة الشئون الشرعية من قسم مراقبة الأغذية الحلال.
استطاعت بعض الدول العربية تقديم علامات تجارية واعدة على غرار المملكة العربية السعودية التى برزت فيها علامات تتوافر بها صفة المنافسة، مثل «أرامكو، سابك، المملكة»، ولكن مازال أمامها الكثير لكى تصل إلى المستوى التجارى العالمى، فهى تحتاج إلى الرعاية والحماية القانونية من خلال تسجيل علامتها التجارية فى الدول التى تشكِّل أهمية لمنتجاتها، ونشر التعريف بالعلامة فى الأوساط التجارية واستغلال وسائل الدعاية الممكنة، ورعاية بعض الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية لزيادة الوعى بأهمية العلامة، وزيادة حجم المبيعات واكتساب المزيد من الحصص فى الأسواق التجارية العالمية.
خلال زيارته لمصر فى 2 أغسطس 2015، وفى معرض حديثه عن التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى: «إن من أهم خطوات التعاون بين مصر والولايات المتحدة هو العمل المشترك من أجل حماية الملكية الفكرية والعلامات التجارية وبراءات الاختراع، ليدرك الجميع أن كل ما يقومون به من أعمال يتم حمايتها» وذلك ما يؤكد حاجة مصر إلى انتاج منتجات تستطيع المنافسة المستوى العالمي، واستخدام علامة تجارية تكون بمثابة عمل دعائى وترويجى للمنتجات المصرية، وتعد تجربة سلطنة بروناي، تلك الدولة الصغيرة فى هذا المجال أكبر دليل على قدرة مصر على المنافسة فى السوق الدولية بعلامات تجارية مميزة.