الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أين التعليم يا وزير التعليم؟!

أين التعليم يا وزير التعليم؟!
أين التعليم يا وزير التعليم؟!




كتب - مديحة عزت

 

أولا: هذا الدعاء من أشعار الشاعر العزيز صالح جودت:
أناديك يا من تلبى النداء
وأدعوك يا مستجب الدعاء
أنلنا الأمانة وسدد خطانا
وطهر حمانا من الأشقياء
بحق حبيبك فى الأنبياء
وباسم الصغير اليتيم الوليد
وباسم الشهيد وأم الشهيد
وباسم الطموح لفجر جديد
 وباسم الكرامة وباسم الفداء
أناديك يا من تلبى النداء
رحم الله وغفر له الصديق العزيز صالح جودت والذين معه فى رحاب الله من الحبايب والأصدقاء والزملاء فى جنة الخلد بإذن الله.. وبعد..
منذ أكثر من 5000 سنة عندما كان الإنسان فى العالم كله يعيش فى الكهوف ويرتدى ملابس مصنوعة من جلد الحيوان الذى يقوم بصيده ولم يكن يعرف القراءة والكتابة، كان يعيش فى مصر على ضفاف النيل شعب يسكن المدن الكبيرة ويبنى مبانى ضخمة مثل الأهرامات والمعابد ويرتدى أفخر الثياب والمجوهرات ويعرف القراءة والكتابة ويسجل كل تاريخه على ورقة البردى أوعلى جدران المعابد، إنه الشعب المصرى القديم وكأنه يحكم مصر، الشعب المصرى الذى أطلق عليه الفراعنة.. هذا الكلام ليس فلسفة منى ولكنه من كتب التاريخ التى درسناها فى المدارس، التاريخ المحروم منه أولادنا اليوم بعد أن فقدت وزارة التربية والتعليم مهمتها ولم يعد فيها لا تربية ولا تعليم وطمس التاريخ على مر وزرائها منذ أواخر حكم مبارك إلى اليوم، يا سادة يا كرام وزارة التربية والتعليم محتاجة لوزير يعلم ويُعلّم ووزير يربى ويؤدب أولادنا ويعلمهم الخلق القويم والتربية والتعليم السليم والتاريخ الحق، وليس إهمال تاريخ مصر القديمة والحديثة ولا يكتفى بما لا يعرفه ويتصدى للجهل والبلطجة كما يحدث من الطلبة والتلاميذ.
وحدث منذ قيام الثورة والعلم يا سادة يا كرام متى تعود مصر مهد الحضارة، مصر مهبط الأنبياء والآن حانت الفرصة ليستعيد هذا الشعب العريق مكانته وهذا المكان العبقرى صدارته.. إن أمامنا الآن فرصة ذهبية لنستفيد من قوة جديدة ومتجددة هى فى الواقع تطوير واستثمار لقوة قديمة كنا نحن أصحابها يوما من الأيام، ألا وهى قوة العلم.
وإذا كان «التعليم» فى الماضى ظاهرة حضارية ووسيلة تطور وتقدم، فإنه اليوم أصبح أمنا قوميا وضرورة للبقاء، إذن فلم يعد أمامنا خيار إلا أن نضع التعليم على قمة أولويات العمل الوطني، وأن نجد له كل القوة الوطنية، هذا لأن الفترة المقبلة لا تتعلق بإتمام إنجاز وطنى فحسب وإنما أيضا تتعلق بقضية أخطر بكثير هى أن تكون بالعلم والأدب نكون أو لا نكون، مش كدة يا سادة يا كرام.
فيا سيادة الرئيس لقد أصبح «التعليم» فى السنين الأخيرة موضوعا قوميا يجب أن تشارك فيه كل القوى.
على فكرة يا ريس ان التقدم الاقتصادى فى حقيقة الأمر يقوم على الاستفادة من خبرات وقدرات بنى البشر، ومن ثمة فهو نتاج العملية التعليمية، سيدى الرئيس إن أزمة التعليم التى نعيشها وثورة المعلومات والتكنولوجيا فى العالم تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنحلق بركب هذه الثورة، لأنه كما سبق أن قلت، فإن من يفقد فى هذا الزمن مكانته فى السباق العلمى والتكنولوجى لن يفقد صدارته فحسب، وإنما سيفقد قبل ذلك إرادته، لذلك من الضرورى أن يتم التحرك بطريقة ديمقراطية وبأسلوب علمى، بحيث تتحقق مشاركة جميع الفئات والأفراد، ولا يهمل العلوم التربوية والنفسية وأهم مناهج العلم، أملى ودعائى أن يبارك الله فى هذه الأرض الطيبة وأن يوفق شعبها ورئيسها فى تحقيق الأمل الكبير لمصر أم الدنيا.
وإن التعليم عملية تغيير جذرى لمفاهيم الفرد ودائرة معلوماته ومرجعية سلوكياته وتنمية ودعم لقدراته وإمكانته وخبراته، وأخيرا «الحجاب بين الثقافة الدينية وتقاليع الموضة».. وهذه الأبيات من أزجال عمنا بيرم التونسى:
عشان ما يبقى مقامنا قبل كل مقام
ستاتنا تمضغ لبانة فى الطريق العام
والكحل ده كل عين متكحلة بجرام
 والبس نايلون فى نايلون من شراب لحزام
وانتهى عهد البرقع والملاية
والنساء للركبتين ما شيين عرايا
مش بالذمة كأنه يصف نساءنا اليوم وكأنه تجول فى شوارع القاهرة اليوم وشاف ما وصلت إليه مصر من تخلف فى الذوق والأناقة والرقى الذى تحول إلى إما ستات ترتدى العارى من فوق لتحت بلا ذوق ولا فن أو بنات يرتدين الحجاب مع ماكياج كامل وملابس «محزّقة» وفتيات يعتبرن الحجاب نوعا من التجديد أو ستارا لتصرفاتهن.
وبعد أن كانت مصر بلد الموضة والذوق والفن الراقى والجمال للأسف ليس لها لون ولا طابع يميزها واختفى الذوق والفن الراقى والجمال فى هذا الخلط والعك فى الأذواق والذوق الفنى بين النقاب والحجاب غير المدروس.
وإلى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. سيدى الرئيس لم أجد فى اللغة كلمة تعبر عن عزائى فى رحيل والدتك، الله معك!
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب