الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خذوا العبرة من صباحى!

خذوا العبرة  من صباحى!
خذوا العبرة من صباحى!




كتب - وليد طوغان

فى زيارته لاتحاد الفلاحين الاسبوع الماضى، قال حمدين صباحى أن تحالف التيار الديمقراطى يبحث ضم كل من هو ليس منتميًا لنظام «مبارك»، ولا متعاطفا مع تيار «مرسى». قال أيضا أن زياراته ستكرر لمواقع الجماهير بحثا عن موقف كامل وموحد من العملية الانتخابية، التى سيعلن موقفه منها فى مؤتمر صحفى قريبًا.
الآن كلام حمدين صباحى ليس مفهوما، كلامه ليس له معنى، أغلب جمله وشعاراته ورسائله للجماهير لا يمكن تفسيرها.
طيب، ماذا أراد أن يقول صباحى فى زيارة اتحاد الفلاحين؟ ماذا قصد بجملة: ضم من ليس منتميًا لمبارك، ولا متعاطفا مع الإخوان؟
أزمة صباحى أن زمنه توقف عند يناير 2011، وطبيعة الخريطة العشوائية ليناير 2011 لكن لا الخريطة السياسية العشوائية لـ 2011 استمرت، ولا استطاع صباحى تخطى الأزمة والزمن.
الآن يتداول صباحى أحاديث عن نظام مبارك، بعد أكثر من 4 سنوات على رحيل نظام مبارك، فى أغلب خطبه يشدد على التحوط من الإخوان، ومن ألاعيب الاخوان بعد عامين من رحيل الاخوان!
فى اتحاد الفلاحين ظهرت تجليات الأزمة، تحدث حمدين كثيرا عن مبارك، وعن الإخوان، شرح خططه لانقاذ المصريين بانتخابات البرلمان، صرخ باسم الشعب، زعق باسم الفقراء والمحتاجين، وضحايا السنين، لكن فى النهاية لم يقل شيئا.
الزمن لدى حمدين مضطرب، والكلام أيضا.
لو أعدت شريط كاسيت مسجل عليه كلام صباحى، وزملاء صباحى من اعضاء تحالف التيار الديمقراطى، لن تجد ما يشير الى ان لهؤلاء الناس أفكارًا عن المستقبل، ورؤى للمستقبل.
كله كلام عن الماضى ومآسى الماضى، أحاديث هلامية عن الضرورة فى توفير قوت الفقراء، وعن السعى الدؤوب لفض التحالفات السياسية التى تتلاعب بمصائر المصريين، لكن لا قالوا كيف؟ ولا متى؟
يصدر صباحى معظم صياغات وتعبيراته على طريقة موضوعات تعبير أولى وثانية اعدادى يضع العناصر، ثم يكتب تحتها جملا انشائية، جمالية، بديعة، لا علاقة لها بالوقت ولا بالزمن، لا بالمستقبل الذى يقول انه ينشده، ولا بالآتى الذى يقول انه يسعى اليه.
يكتب تلاميذ الإعدادى موضوعات التعبير لمزيد من الدرجات لا خيال، ولا رغبة فى الإبداع. لم يعلمهم احد، أنه الى جانب الجمل البلاغية، والشعارات، فالإبداع هو علاقة التفكير بالواقع، وعلاقة السلوك بالمتاح.
يكتب تلامذة المدارس كتابة وخلاص، كلام والسلام، أغلبهم لا يرسب، لكن صباحى لم يحدث مرة أن نجح، حتى الآن نحن فى عالم، وهو فى آخر، عالمه افتراضى، خاص، أثيرى.
ربما لذلك يقولون، إن المناضلين من عينة العم حمدين يعيشون فى الدنيا وحدهم، وفى الاحزاب وحدهم، وفى الانتخابات البرلمانية والرئاسية وحدهم ايضا، حتى تجمعاتهم الشعبية، ومؤتمراتهم عادة ما تكون منقطعة الجماهير.
يغالى البعض ويقول إن هؤلاء ربما يبعثون يوم القيامة وحدهم، ايضا.
فى الاسطورة اليوناينة، ان حفنة بنات نزلن من كوكب آخر، جمعن أنفسهن، وقطعن اثدائهن، ورفضن الواقع، والمدينة، وخرجن الى غابة واسعة، لا أرادوا ان يعرفوا الوقت ولا المكان ولا الزمان.
اعتزلن الناس، وقررن ان يخبزن ويأكلن ويتعايشن وحدهن.
فى الأسطورة، إن ملاكا اعلن فى اليونان القديمة فجأة ذات يوم مصرع هؤلاء الفتيات. قال إنهن تلاشين من على الارض، فقد نسين اللغة، ونسين المفردات، نسين كلام البشر، ولغة الواقع.
مما قاله الملاك فى آثينا القديمة، إنه لا حياة لكائن، لو تجاهل الواقع، وتغاضى عن الزمن.
لكن الله يجعل بعضهم عبرة، اللهم لا تجعلنا عبرة!