الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بهاء طاهر يتغزل «فى مديح الرواية»

بهاء طاهر يتغزل «فى مديح الرواية»
بهاء طاهر يتغزل «فى مديح الرواية»




كتبت - سوزى شكرى
الكاتب والروائى بهاء طاهر عاشق قديم للرواية قراءة وكتابة، فى الصفحات الأولى من كتابه «فى مديح الرواية» الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة يقدم «طاهر» للقارئ خبرته وطقوسه الخاصة بالبدء فى قراءة الرواية بنوع من البطء، ويكتفى فى أول يوم بقراءة صفحات قليلة، ثم يكمل فى اليوم التالي، إلى أن يتسلل سحر الرواية إلى نفسه، فيقرأ أكثر، ثم بعد ذلك يكاد يصل الليل بالنهار منغمسا تماما فى القراءة إن كانت الرواية طويلة الحجم، وتصبح أحداث الرواية وأشخاصها عالمه الحقيقى.

وعن أهمية الرواية وسبب عشقه لها يقول «طاهر» أن هناك مستويين، الأول هو عنصر التسلية وأبرز نوع لها هو الروايات البوليسية، وأن أى نوع من الروايات لا ينجح فى إمتاع قارئه وإثارة شغفه بما يقرأ مقضى عليه بالفشل مهما توافر له من العمق وجودة الصياغة والنية الحسنة، فما من إنسان يواصل قراءة رواية أو أى عمل أدبى لكى بتململ أو يتعذب بما يقرأ، إضافة إلى أن الرواية الحقيقية تفكك الواقع المألوف وتعيد تركيبه مرة أخرى فنراه بنظرة جديدة أعمق وبفهم أفضل وهى تغوص فى أعماق النفس الإنسانية على نحو يتجاوز ما يمكن أن يكشفه لنا علم النفس.
ويعرف طاهر الرواية الحقيقة قائلا: الرواية الحقيقية تطرح أسئلة جادة عن ماهية الحياة والوجود على نحو يستفز القارئ إن لم يكن لتقديم أجوبته الخاصة فهو يستفزه على الأقل إلى أن يفكر فى تلك الأسئلة، والروايات الحقيقية مرايا سحرية يرى فيها القارئ جوانب مجهولة من عالمه.
ومن الروايات التى لعبت دورا فى تكوينه الفكرى رواية «الأيام» لطه حسين، و«يوميات نائب فى الأرياف» لتوفيق الحكيم، و«المهلهل» لمحمد فريد، و«أبو الهول» لمحمود تيمور، و«قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، و«عودة الروح» لتوفيق الحكيم التى قال عنها عبدالناصر أنها كانت من عناصر تكوين فكره الثوري.
ويرى «طاهر» أن الرواية تحتاج إلى اختبارين الأول هو حكم الجمهور غير أن هذا الحكم قد يصيب وقد يخطئ أى أن بعض الروايات قد تلقى بعد صدورها رواجا ونجاحا لأسباب لا علاقة لها بالفن بينما روايات أخرى عظيمة قد تفشل ويعجز القارئ عن تذوقها، والاختبار الثانى أو الحكم النهائى هو اختبار الزمن فمع مرور السنين تسقط من ذاكرة الجمهور والأدب او تستقر بحسب تأثيرها.
ولفت «طاهر» إلى أن كتابه ليس كتابا لنقد الرواية، بل العكس كما يسجل عنوانه هو قراءة مادحة لبعض الرواية والروائيين ممن أحبهم ليسوا هم كل من أحبهم وإلا لاحتاج الأمر كتبا كثيرة، وكل فصل من فصول الكتاب يطرح مسألة أو مسائل تتعلق بفن الرواية وهى نابعة من صميم العمل المقروء لا من نظريات وأفكار مسبقة تزعم ما ينبغى أن يكون عليه الفن الروائي.
تناول فى كتابه القسم الأول: مصر القديمة فى أعمال نجيب محفوظ، ورواية «المصرية» للدكتورة فوزية أسعد، و»محاولة عيش» لمحمد زفزاف، و»عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني، و»مسك الغزال» لحنان الشيخ.
أما القسم الثانى من الكتاب فخصصه للحديث عن الكاتب فتحى غانم ولطيفة الزيات وعبد الفتاح الجمل وأحمد صالح مرسى وأعمالهم.