رواية «النسيان».. شهادة عن الحب الأبوى

كتبت - رانيا هلال
صدر حديثا عن دار العربى للنشر والتوزيع، بدعم من وزارة الثقافة الكولومبية وسفارة كولومبيا بالقاهرة، الترجمة العربية من كاتب «النسيان» الكاتب الكولومبى إكتور آباد فاسيولينسي، للمترجم مارك جمال، ولد الكاتب عام 1958 بمدينة «ميديين» فى كولومبيا، ويُعدّ واحد من أنجح كتاب مرحلة ما بعد الطفرة التى شهدها أدب أمريكا اللاتينية، حصل على «الجائزة الوطنية الكولومبية للقصة القصيرة» عام 1980 عن قصة «أحجار الصمت»، كما حصل على جائزة السرد الإبداعى الأولى مُقدمة من «دار أمريكا اللاتينية» عن روايته «قمامة»، فى 2000، وفى 2002 نشر كتابه «القاهرة، حيث يبدأ الشرق»، الذى سجل به وقائع رحلته إلى مصر. كتاب «النسيان» صدر عام 2006، وتُرجم إلى كل من اللغات الألمانية والفرنسية والهولندية والإنجليزية والإيطالية والبرتغالية، وحصل على جائزة الأدب لعامى 2008 و2009 من «دار أمريكا اللاتينية بلشبونة»، وفى عام 2012، حصل على جائزة حقوق الإنسان، مقدمة من مكتب واشنطن لشئون أمريكا اللاتينية «WOLA».
«النسيان» عمل مكتوب بإتقان، يبعث على الأسى، كتبه المؤلف تخليدًا لذكرى والده، «إكتور آباد جوميس»، والذى أدت انتقاداته للنظام الكولومبى إلى اغتياله على يد جماعات شبه العسكرية عام 1987.
يرسم «النسيان» لوحة لا تُنسى لرجل أصغى إلى صوت ضميره ودفع الثمن حياته خلال واحدة من أحلك الفترات التى عاشتها أمريكا اللاتينية فى تاريخها الحديث.
وقد روى الكاتب عن والده الدكتور والأستاذ الجامعى الليبرالى التوجه أنه كان بمثابة الأم لديه فقد قام بدور عظيم فى حياة طفله الأصغر وعمل على تثقيفه وبث الأمن والطمأنينة فى روحه على الدوام من خلال تشجيعه حتى لشخبطاته الطفولية الأولى وتمجيدها، صائحا بسرور «سوف تصبح كاتبا عظيما» حتى أنه عندما شعر بأن ابنه يتهرب من الذهاب إلى المدرسة قرر أن يترك له حرية اختيار استكمال العام الدراسة أو تأجيله للعام التالى، ليرسخ فى نفس طفله مبدأ الحرية والاختيار، وكانت النتيجة أن التحق الطفل فى العام الذى تلاه بالمدرسة، ولم يتغيب يوما واحدا خلال السنة الدراسية.
العمل سيرة تدور حول عائلة المؤلف ووالده الذى اغتيل على يد قاتل مأجور، إلى جانب أن الكتاب يغوص بنا إلى رحلة مؤثرة إلى جحيم العنف السياسى الكولومبى.