السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الزواحف تحتل القصر.. وكاميرات المراقبة خارج الخدمة

الزواحف تحتل القصر.. وكاميرات المراقبة خارج الخدمة
الزواحف تحتل القصر.. وكاميرات المراقبة خارج الخدمة




كتب _ علاء الدين ظاهر

كشفت مستندات وصور حصلت عليها «روزاليوسف» عن  مدى الإهمال  الذى تعرض له قصر محمد على فى شبرا الخيمة، ما أدى  لحدوث العديد من الأضرار والتلفيات فى مواضع كثيرة بالقصر ومشتملاته، ما يطرح  شكوكاً حول ما اعلنته وزارة الآثار عن الأضرار والتلفيات التى أصابت  القصر نتيجة الانفجار الذى وقع قبل أيام أمام مبنى الأمن الوطنى فى شبرا الخيمة.

مظاهر الإهمال التى رصدتها المستندات والصور التى حصلنا عليها مستمرة حتى الآن، ولم تختلف كثيرا عن بعض ما أعلنته وزارة الآثار من أضرار بسبب الانفجار، وهو ما يدعم ما قالته مصادر بالآثار من أن تأثير الانفجار لم يكن كبيرا على القصر، حيث إن الإهمال أدى لتلفيات كثيرة بالقصر تم الإعلان عنها على أنها من تأثيرات الانفجار، والمفاجأة أن رئيس قطاع المتاحف السابق أحمد شرف والمحبوس حاليا فى واقعة رشوة بعد ما عرض عليه تقرير يرصد المخالفات بالقصر حول الوقائع كلها للتحقيق والشئون القانونية وخصم من الاضافى للمخالفين، لكن ذلك لم ينفذ حتى الآن وظل الموضوع متوقفا فى مكتب وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى.
المستندات عبارة عن تقرير من 7 صفحات صادرة عن قطاع المتاحف فى يونيو 2014، أكدت أن المدخل الرئيسى للقصر توجد به تلال من القمامة حتى نهاية المتحف، مما ينذر بكارثة فى حال اندلاع النيران فيها، كذلك دمار وذبول مساحات كبيرة من النجيل الأخضر بالقصر نتيجة عدم الاعتناء بها، ورغم وجود وحدة للحدائق و7 عمال زراعة يوقعون فى دفاتر المتحف وشركة متعاقدة لصيانة الحديقة والاعتناء بها، إلا أن الحديقة كانت تنتشر بها الحشرات والقوارض بشكل كبير جدا يضر بالأشجار والنباتات بها، كما توجد مساحات كبيرة جدا من نباتات الحلفا بطول 4 أمتار داخل محيط القصر.
وذكر التقرير أن الكثير من أعمدة الإنارة فى القصر مهشمة وبعضها مكسور وملقى على الأرض دون رفعها أو إصلاحها، كما تلاحظ عدم وجود طفايات حريق حول مكاتب الإدارة، بجانب تلف معظم حنفيات الحريق وسرقة الخراطيم الخاصة بها وتهشم صناديق الخراطيم، أما قصر الجبلاية جاء فى التقرير أنه يتم الصعود إليه عبر طريق ممتلئ بأكوام الشجر والغصون الجافة وحديقته تعانى من الإهمال الجسيم، وأبواب المخزن وإن كانت مغلقة بختم رصاص وقفل صغير، إلا أنه تلاحظ وجود شروخ بالباب تجعله سهل الكسر، كما أن كاميرا المراقبة التى تعلو الباب عدستها مكسورة وغير متصلة بوحدة المراقبة.
أما مبنى المتحف «القصر»، فكان يوجد العديد من أكياس القمامة، والمتحف من الداخل حالته متردية، حيث تنتشر به الأتربة بجانب سقوط بعض أجزاء ديكورات السقف، كما أن قاعة الصالون مليئة بالأتربة والتى وجد فيها أثر لزواحف، كما أن القاعة الأخرى مشون بها الفرش والأثاث الذى كان يوجد بالمقصورات من الخارج، وهذا الأثاث مغطى بالأتربة والفسقية تهشمت أجزاء كثيرة منها ونمت فيها حشائش الحلفا العشوائية بشكل ملحوظ، كما أن أجهزة الإطفاء داخل المتحف «خارج الخدمة».
كما رصد التقرير العديد من المخالفات الإدارية المتمثلة فى غياب أمناء وعاملين بالمتحف وتضارب توقيعاتهم فى دفاتر المتحف وأوقات حضروهم للعمل، حيث حضر 5 أمناء فقط من أصل 17 مفترض حضورهم كلهم، كما يثبت التقرير انصراف بعض العاملين وأمناء المتحف قبل المواعيد الرسمية لانتهاء العمل، وفى يوم آخر حضر 3 أمناء للمتحف من أصل 17، كذلك الإداريين الذين رصد التقرير حضور 13 من أصل 28 إداريا بالمتحف، كذلك الفنيين حيث حضر منهم 11فرداً من أصل 28موظفاً، وهو ما ينطبق أيضا على عمال الزراعة الذين تغيب كثير منهم ووجود تضارب فى دفاتر التوقيع فيما يخص المتغيبين.
المخالفة الأكثر إثارة التى رصدها التقرير تتعلق بأفراد الأمن، حيث جاء فيه أن دفتر الحضور والانصراف الخاص بأفراد الأمن مهلهل وسيئ التنظيم وبه الكثير من المخالفات، حيث إن بلغ أفراد الأمن 86 فرداً وصفهم التقرير بالعدد الضخم الذى يفوق كثيرا حاجة المتحف، وفى إحدى نوبات الأمن كان مقررا تواجد 19 فردا فيها ولم يتواجد منهم إلا 8 أفراد فقط، والأدهى من ذلك أن التقرير أكد أن طريقة عمل أفراد الأمن لا تتم طبقا للوائح والنشرات المنظمة لعمل الأمن، كما أن مسئول الإطفاء لا يتواجد بشكل منتظم طبقا لما يقره عمله ووظيفته، وقد وصف التقرير تلك المخالفات المتكررة بأنها تسيب وإهمال.