الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصممة الأزياء نعيمة عجمى: لا أخشى الألوان وأختار خامات الأزياء بدقة وعناية

مصممة الأزياء نعيمة عجمى: لا أخشى الألوان وأختار خامات الأزياء بدقة وعناية
مصممة الأزياء نعيمة عجمى: لا أخشى الألوان وأختار خامات الأزياء بدقة وعناية




هى صاحبة المهمات الصعبة، ومنفذة أزياء الأعمال المسرحية الأكثر ثراء وقوة، هكذا عهدنا بها دائما، مصممة الأزياء نعيمة عجمى، التى لم تخذل مخرجا قط، فى أى عمل مسرحى شاركت فى صناعته، فعادة تكون أزياء العرض، من العناصر الثرية والمتميزة، وكانت كذلك فى عرض «ليلة من ألف ليلة» للفنان يحيى الفخرانى ولطفى لبيبب وهبة مجدى ومحمد محسن وإخراج محسن حلمى، فعندما تشاهد المسرحية، لابد أن تخطف الأزياء نظرك وانتباهك، سواء ملابس الممثلين أوالمجاميع أو حتى الراقصين، فلم تغفل عجمى اتقان أزياء جميع المشاركين، حتى ولو كان دوره ثانويا.
ليس وحده «ليلة من ألف ليلة» العمل الذى يشهد لها، بالتميز والجدارة، فى حرفة تصميم الأزياء، لكن سبق وشاركت عجمى، فى تنفيذ أهم الأعمال المسرحية، التى قدمت على خشبة البيت الفنى، منذ بداية عملها بمجال الأزياء عام 1973، وحتى اليوم، تأتى على رأس هذه الأعمال «الست هدى» 1996 إخراج سمير العصفورى، «حكمت ألماظ» 1996 إخراج محمد عمر، «يا مسافر وحدك» إخراج هانى مطاوع 1998، «يا عنتر»، و»أبو زيد الهلالي» إخراج سمير العصفورى، «حكم شهر زاد» 1995 إخراج محمود الألفى، «الأميرة تنتظر» 1996 إخراج ناصر عبد المنعم، و«مخدة الكحل» 1998 إخراج انتصار عبد الفتاح، «الطوق والأسورة» و«ناس النهر» إخراج ناصر عبد المنعم، «شكسبير وان تو» إخراج خالد جلال»، «الأرنب الأسود» إخراج عصام السيد، «هاملت « 2000 إخراج هانى مطاوع، «أهلا يا بكوات»2007 إخراج عصام السيد، «رجل القلعة» 2007 إخراج ناصر عبد المنعم، «بلقيس» 2011 إخراج أحمد عبد الحليم، وغيرها من الأعمال المسرحية المهمة، وعن الأسلوب الذى تتبعه عجمى، فى العمل على خروج أزياء العروض، بهذه الدقة والإتقان، قالت فى تصريحات خاصة :
لابد أولا أن أقرأ نص المسرحية قراءة سريعة، ثم أبدأ فى قراءته من جديد، قرءاة متأنية كى اسجل اسماء الشخصيات، ومدى ظهورها وتطورها الدرامى فى العرض، ثم أبدأ فى كتابة ملحوظات وتفاصيل تخص تصورى لشخصيات المسرحية، وحتى الإكسسورات التى ستتضمن المشهد، لابد من تسجيلها، لأننى اعود إليها أثناء التنفيذ، بعد القراءة لابد من عقد جلسة مع المخرج، حتى أعلم جيدا الزاوية، التى سيتناول منها العرض، ومدى التزامه بجدية الشخصيات والزمن الذى يريد تقديم العمل خلاله، لكن بالطبع إذا كان سبق لى التعاون، مع نفس المخرج تكون الأمور أسهل كثيرا ،لأننى اعتدت على اسلوبه فى العمل من قبل .
وعن مدى تدخل المخرج فى عملها قالت: هناك مخرجون تكون لهم رؤية ونتشاور بها، لكنه لا يفرض على شكلاً محدد، فى التصميم، فليست هناك اشياء مطلقة، وعادة ما تكون لدى افكار تتم مناقشتها، خاصة فى مدى رغبته فى إظهار، حال كل شخصية من خلال ملابسها، وإلى حد كبير لم تواجهنى، هذه الأزمات مع المخرجين لأننى استوعب مباشرة  خلفيات، الشخصيات النفسية والاجتماعية، من خلال الورق، وبالتالى لم أكن بحاجة إلى توجيهات معينة، وبعد جلستى مع المخرج ، أبدأ مرحلة الرسم، وارسم شفافات، ثم أقوم بعمل تصليحات أثناء التصميم، ثم أتفاوض فيه مع المخرج من جديد، وفى عرض «ليلة من ألف ليلة»، أذكر أن الفنان يحيى الفخرانى، كان شديد التدقيق فى كل التفاصيل المتعلقة بالملابس، حتى فى اختياراتى للألوان، كان قلقا فى البداية من استخدام ألوان بعينها، لكنه تقبلها ببساطة بعد رؤية الملابس كاملة، وهذا ما أقوله دائما للعاملين معى، خاصة الممثلين والممثلات، لأنهم قد يقلقون أحيانا من خروج ملابسهم بشكل غير لائق، سواء بسبب طبيعة أجسادهم أو قد يقلق البعض من الألوان، باعتبارها غير مناسبة، لكننى اطمئنهم دائما، لأنه عادة ما تكون درجات الألوان على الرسم، مختلفة عن درجات الألوان الواقعية، لأننى استعمل ألوان خشب أثناء الرسم، لذلك قد لا تظهر درجة اللون بوضوح، مثل ظهورها على الملابس، كما أننى لا أخشى الألوان بل استخدم كل الألوان، بدرجاتها المختلفة واستطيع توفيقها معا على المسرح بتناسق شديد.
وتقول: أحاول بقدر الإمكان عمل تفاصيل كل الشخصيات سواء الحرس أو الخدم، وعلى سبيل المثال فى تصميمات الشحاتين قمت بعمل 20 تصميمًا لأزياء الشحاتين، وعملت تجميعة لملابس الشحاتين حتى اخرج بها جميعا واستعنت بأكثر من شكل وتصميم فى تنفيذ ملابسهم بشكل عام.
وعن ميزانية الملابس تقول: بالتأكيد قبل تنفيذ الرسومات لابد أن نكون قد اتفقنا على الميزانية، والتى يتم تقديرها عن طريق الأعداد، فأقدر الميزانية بخبرة الشغل ونوعية الملابس، فهناك شخصيات فى العرض، تحتاج إلى نوعية مكلفة من الخامات، و الأقمشة وأخرى لا تحتاج، إلى خامة مبالغ فيها، فحسب دور كل شخصية، كما أننى اتحايل على الأشياء احيانا، باستخدام خامات أقل، مثل الترجلات أو الأقطان، وعلى سبيل المثال استخدمت فى ملابس الشحاتين الكتان والفوال الخفيف، أدخلتهما معا، وقمت بعمل استبدالات، فى بعض الخامات حتى أتحايل على الميزانية، لكن فى النهاية ستجدين الملابس ثرية.
  وتواصل: بعد أن تأتى الميزانية، يبدأ العمل الفعلى أقوم بتصوير الرسومات، ثم شراء الخامات، من كل الأماكن التى لها علاقة بالأقمشة، مثل منطقة الأزهر والوكالة، وممر الكونتننتال، إلى جانب أننى لا ألجأ إلى التطريز، بل أقوم بوضع أقمشة على بعضها، فتصبح الملابس مركبة بحرفة معينة، وليست مطرزة، لكنها تبدو كذلك، لأن تكاليف التطريز باهظة للغاية، فعلى سبيل المثال تطريز الرسمة لمنطقة الصدر وحده، قد تتراوح تكاليفها ما بين 800 إلى 1000 جنيه للقطعة الواحدة، وبالتالى من المستحيل تنفيذه بالمسرح، ولا أعانى أثناء التنفيذ، فلدى ترزى حريمى وآخر رجالى محترفون، ينتهيان من تنفيذ الأشياء سريعا، أما مرحلة المعاناة فتكون أثناء تجميع الأطقم قبل تنفيذها، لأننى أدقق وبشدة فى كل قطعة قماش ودرجات الألوان، التى يتم اختيارها للطقم الواحد بالعرض، فقد يأخذ تجميعه أثناء الشراء من ثلاثة إلى أربعة أيام كاملة.
وتقول: فأنا مؤمنة أن الممثل، لابد وأن يشعر براحة نفسية فى الملابس أثناء تأديته للشخصية، لأنه يرتديها يوميا، كى تساعده على تقمصها، بشكل حقيقى فالملابس مسئولة، عن تعمقه فى أدائه للشخصية، ولدى قناعة بأننى لابد وأن اتشاور معهم فى شكل الملابس، ولا أفرض عليهم شيء قد يتسبب فى إزعاجهم نفسيا، لأن ممثل المسرح يرتدى الملابس شهورا وأيامًا طويلة .
وعن ضرورة تنسيقها مع مهندس الديكور قالت: الديكور مهم للغاية، ولا يمكن أن أقوم بتلوين رسوماتى، إلا بعد رؤية الديكور، لكن هذه المرة المهندس محمد الغرباوى، لم يقم بتلوين الديكور إلا على المسرح، وكل رسوماته كانت أبيض وأسود، وبالتالى كان يجب أن أعلم طبيعة الألوان، التى سيتم استخدامها، فقال أنه لن يخرج عن ألوان لوحات المستشرقين البيجات والأصفر، وهذا ما حدث بالفعل فى معظم المشاهد، لكننى اكتشفت فى الفصل الثانى، أن الألوان قوية جدا، فاضطررت إلى التفاوض مع مصمم الإضاءة، كى تخف الإضاءة عن الديكور فى خلفية المسرح، حتى يظهر الممثل بوضوح، لأنه ليس همى ظهور الملابس بقدر أهمية ظهور الممثل بشكل واضح، لأن الإضاءة تساهم عادة فى حل مشاكل كثيرة، وقد تساهم فى تغيير الحالة العامة للعرض بالكامل.
وتضيف: أعشق هذه النوعية من  العروض، سواء التاريخية أو الكلاسيكية، لأنها تسمح بمساحة أرحب من الخيال والإبداع، فى النهاية كل الأعمال تحتاج إلى مجهود، لكن الشغل الخاص بالزخارف، وأعمال التراث الإسلامى أو الإفريقى أوالفرعونى، أمتع فى العمل وفى التنفيذ بالنسبة لى، وعادة أطلب هذه النوعية من العروض وأصبحت مشهورة بها.
وتقول: تهمنى بالتأكيد جودة العمل الفنية خصوصا فى الفترة الأخيرة، ففى البدايات لم تكن لدى هذه الخبرة فى تقييم العروض، لكن برغم ذلك، بدأت بعروض كبيرة على القومى، مع مخرجين كبار، ولا أذكر أننى رفضت عروضًا كثيرة، ، وكانت من أوائل العروض التى شاركت بها، أعمال مسرحية مهمة على مسرح الطليعة مثل «أبو زيد الهلالى سلامة»، و«يا عنتر» للمخرج سمير العصفورى، وأذكر أنه قام بعمل عرض لملابس المسرحية بالممثلين أثناء بداية العرض يوميا، وعرض «مخدة الكحل» لإنتصار عبد الفتاح، صممت له الديكور والأزياء، وحصل وقتها على جائزة أفضل عرض بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى.