الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكذابون فى هارفارد!

الكذابون فى هارفارد!
الكذابون فى هارفارد!




كتب - وليد طوغان

 

إلى الآن منحة نادر بكار لغز بلا حل، نادر سافر فى «السكتوم بكتوم»، كأنه ما صّدق، طار للولايات المتحدة من سُكات، بينما الجدل دائر حول مسئولية وزارة المالية المصرية عن تمويل سفره، ودراسته!
لا نادر تكلم عن طبيعة المنحة، ولا قالت وزارة المالية ما إذا كانت مولت المنحة صحيح ولا لأ.
على مواقع التواصل الشباب قلبه قايد نار: يا نهار اسود، شباب السلفيين يسافرون للدراسة بفلوس المصريين؟
طيب، إذا كانت المنحة مصرية، فلماذا لا تقول وزارة المالية؟ لماذا لا تعلن الوزارة الأسس التى اختارت على أساسها نادر بكار؟ اذا كانت المنحة للنوابغ، ففى ماذا نبغ نادر بكار؟ ما الذى قدمه واحد من شباب حزب النور السلفى الذى لف ودار، وناور، والتف، وخدع، واستكان، ومارس كل انواع الحيل والبدع على المصريين طمعا فى المكاسب الشخصية، والطموحات اللولبية الحزبية منذ يناير حتى الآن؟
على مواقع التواصل يتساءلون لماذا نادر بكار بالذات؟
لهم حق، اغلبهم شباب زى الورد معكساهم الظروف، غمهم الجدل على منحة ممولة من الحكومة المصرية، يحصل عليها فجأة، واحد زى الشيخ نادر بكار، ويسافر فجأة، ليتعلم فى هارفارد فجاة، وبلا اسباب معلنة أو منطقية، فجأة أيضا.
لهم مليون حق على «فيس بوك» و«تويتر»، بكار ليس نابغة علمية فيما يعرفون، ولا هو قامة سياسية فيما يعلمون، مادام كده، فلابد ان فى اختياره لمنحة مدفوعة من بلده كلام.
ملعونة مواقع التواصل فى كل كتاب، روادها «لا تبتل فى أفواههم فولة»، ليس لهم قلب ولا صاحب، المعلومات على السوشيال ميديا ليس لها كبير، مافيش أكثر من الكلام الكتير. لكن إذا كانت منحة الشيخ نادر مدفوعة من ضرائب مصريين طافحين الكوتة، من ضرائب دخل على لا دخل، واستقطاع من رواتب بلا رواتب، وارباح مهنية من لا مهن، وأرباح تجارية فى بلد الأسعار فيها نار، والتضخم فيها للركب، فليس اقل من ان يعرفوا لماذا تمويل تعليم واحد زى نادر بكار، واكل شارب نايم قايم فى هارفارد الأمريكية!
على «تويتر» قالوا لو الحكومة مش لاقية حد له غرض فى التعليم بره، فأقل عضو على الموقع ممكن يرسل للمهندس ابراهيم محلب ألف طالب ممن تعدون، مجتهدين، نابغين، من الأوائل لديه الرغبة والقدرة والاستعداد للسفر غدا صباحا.
لو أن وزارة المالية، لم تجد مَن تنطبق عليه الشروط، فلدى رواد مواقع التواصل، ألف متخرج فى الجامعة، مسومين ومن الأوائل على استعداد لتجهيز شنطة سفره بعد خمس دقائق من الآن.
بعضهم أعاد الحديث عن صفقة حكومية مع حزب النور، البعض الآخر تساءل عن دواعى اى صفقة حكومية مع حزب غير مؤثر، وغير خالص النية ايضا. قصة الصفقة ليس منطقية، ومشكوك فيها، لكن غير المنطقى أن يمنح بكار، واثنان سلفيان آخران، منحة دراسية كاملة، لافضل جامعات الولايات المتحدة، عقبال املتك، بلا اسباب منطقية.
مصادر فى المالية بررت تجاهل الوزير الكلام فى الموضوع باعتبار ان ما يتداول ليس صحيحا، تقول المصادر ان المنحة ليست مصرية وان وزارة المالية لا تقدم منحا من هذا النوع.
لكن باسم يوسف، الذى حصل على منحة هو الآخر فى نفس الجامعة العام الماضى كتب يكايد المصريين. قال إن المنحة مصرية، وكل ما هنالك ان المصريين هم الذين لا يعلمون، ولا يسألون.
طيب، أدى المصريين يتساءلون، فما الذى حدث؟
الذى حدث، ان نادر بكار حزم شنطه وسافر، ترسيخا لقانون أن من يكذب فى هذا البلد يروح مارينا، وأن من يلاوع ويراوغ باستعداد تام لأن يطحن رءوس ولاد بلده فى الأرض لتحقيق مكاسب حزبه، ولو بالتحالف مع الشيطان، يروح هارفارد.