الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جبرا إبراهيم جبرا الإنسان الواجب وجوده

جبرا إبراهيم جبرا الإنسان الواجب وجوده
جبرا إبراهيم جبرا الإنسان الواجب وجوده




كتبت - رانيا هلال


مع مجلة دبى الثقافية الشهرية،  صدر كتاب مرافق لها بعنوان «جبرا إبراهيم جبرا» للدكتور فيصل دراج،  حيث يستعرض دراج رحلة جبرا الأدبية ومسيرته الفكرية، من خلال قراءته لمنجزه والوقوف على أهم المحطات فى حياته. فيقول عنه «استقى جبرا الكتابة الروائية من ميل إلى سرد القصص والحكايات مارسه مبكرا قبل ان يبلغ العشرين ومن تعليم مدرسى فيه مكان للسرد ومن ثقافة عالية قادته الى شكسبير وصموئيل بيكت ودستوفيسكى وألبير كامو.. علمته الكتب وظل حريصا على التعلم من الكتب والعودة إلى القواميس العربية منها والانجليزية.
وقد ولد جبرا ابراهيم جبرا فى 1920، وتوفى فى بيت لحم فى عهد الانتداب البريطاني، استقر فى العراق بعد حرب 1948. انتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمة، وقد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتى عشرة لغة.
قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربى أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطانى الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب والعنف» التى نال عنها الكاتب الأمريكى وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم المهم لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة فى فهمها
أعمال جبرا إبراهيم جبرا الروائية يمكن أن تقدم صورة قوية الإيحاء للتعبير عن عمق ولوجه مأساة شعبه، وإن على طريقته التى لا ترى مثلباً ولا نقيصة فى تقديم رؤية تنطلق من حدقتى مثقف، مرهف وواع وقادر على فهم روح شعبه بحق. لكنه فى الوقت ذاته قادر على فهم العالم المحيط به، وفهم كيفيات نظره إلى الحياة والتطورات.
 فى الشعر لم يكتب الكثير ولكن مع ظهور حركة الشعر النثرى فى العالم العربى خاض تجربته بنفس حماس الشعراء الشبان.
وفى الرواية تميز مشروعه الروائى بالبحث عن أسلوب كتابة حداثى يتجاوز أجيال الكتابة الروائية السابقة مع نكهة عربية. عالج بالخصوص الشخصية الفلسطينية فى الشتات من أهم أعماله الروائية «السفينة» والبحث عن وليد مسعود» و«عالم بلا خرائط» بالاشتراك مع عبد الرحمن منيف.
فى النقد يعتبر جبرا إبراهيم جبرا من أكثر النقاد حضورا ومتابعة فى الساحة الثقافية العربية ولم يكن مقتصرا على الأدب فقط بل كتب عن السينما والفنون التشكيلية علما بأنه مارس الرسم كهواية.
فى الترجمة ما زال إلى اليوم جبرا إبراهيم جبرا أفضل من ترجم لشكسبير إذ حافظ على جمالية النص الأصلية مع الخضوع لنواميس الكتابة فى اللغة العربية كما ترجم الكثير من الكتب الغربية المهتمة بالتاريخ الشرقى مثل «الرمز الأسطورة» و«ما قبل الفلسفة».