الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مرصد الإفتاء: الغرب الأكثر انضمامًا لمقاتلى داعش والإعلام شريك فى الأزمة

مرصد الإفتاء: الغرب الأكثر انضمامًا لمقاتلى داعش والإعلام شريك فى الأزمة
مرصد الإفتاء: الغرب الأكثر انضمامًا لمقاتلى داعش والإعلام شريك فى الأزمة




كتب - صبحى مجاهد
أطلق مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية العدد الرابع من نشرة «إرهابيون»، والذى يقدم من خلالها قراءة تحليلية فى فكر الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والذى جاء تحت عنوان «تصحيح الأفكار العلاج الناجع لمحاربة الإرهاب».
حيث تناولت «إرهابيون» مجموعة من المحاور، جاء فى محورها الأول تأكيدها على أن داعش تضم بين صفوفها مقاتلين لأكثر من 80 دولة من مختلف دول العالم، من أوروبا وإفريقيا وآسيا، حلَّت أوروبا فى المركز الأول، تليها إفريقيا، ثم آسيا.
وأرجع المرصد وجود أوروبا فى المركز الأول إلى مجموعة من العوامل: أولها: عنصر اللغة والتى تقف عائقًا أمام وصول الفكر الوسطى المعتدل إلى أبناء تلك الدول، والذى بغيابه يعطى الفرصة لأصحاب الفكر المعوج لتسميم أفكار مسلمى الغرب، والتى تنقطع صلتهم بمنابع الإسلام الصحيح، لوجود عوائق الزمان والمكان واللغة، مما يجعلهم صيدًا ثمينًا لجماعات الإرهاب الأسود.
وثانيها: الحاجة إلى دراسة العقلية الإسلامية بالغرب وحاجياتها، من خلال إنشاء بعض المراكز الإسلامية هناك؛ ليتسنى لها التعامل مع الأفكار والمستجدات الحديثة، وهذا هو ما انتبهت إليه دار الإفتاء المصرية واقترحته فى المؤتمر العالمى للإفتاء الذى عقدته مؤخرًا، تحت مسمى «مراكز فقه الأقليات»، وذلك ليقينها بضرورة وجود مثل هذه المراكز فى الغرب، لبيان الصورة الصحيحة للإسلام، وغلق منابع التطرف التى لن ينقطع إمدادها إلا بالإصلاح الفكرى لهذه المجتمعات.
وثالث هذه الأمور والذى يراه المرصد أنه أمر مهم لا يقل فى الأهمية عن سابقيه، هو اضطهاد المسلمين فى هذه المجتمعات أو التمييز بينهم على أساس الدين، مما يدفع البعض منهم إلى اعتناق العنف، كوسيلة للحصول على حقوقه المسلوبة، وللتغلب على التمييز الذى يشعر به فى تلك المجتمعات.
وأضاف المرصد أنه إذا كانت الدول الكبرى سعت إلى عقد التحالفات من أجل القضاء على تلك التنظيمات المسلحة من الناحية العسكرية، فلا بد عليها من توحيد الجهود العلمية والفكرية لمحاصرة الظاهرة فى مهدها، فالعلاج العسكرى لن يجدى وحده نفعًا فى غياب التوعية الدينية، وبما أن الدول الغربية هى الأكثر عرضة لانضمام أبنائها لتلك التنظيمات للأسباب السابقة، لذا يتوجب عليها دعم إنشاء المراكز الإسلامية بها لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام، والقضاء على ما يسمى التمييز ضد المسلمين بها.
وفى محور آخر لفتت «إرهابيون» النظر إلى خطورة «ظاهرة الساخطين» والتى لا تقل خطورة عما تناولناه فى عدد سابق مما يسمى «المظلومية»، حيث تلعب تلك التيارات على هذين المحورين لاجتذاب عناصر جديدة لها، من الأفراد الذين يعانون من إهمال الدول لهم، أو من سوء المعاملات الأمنية وغيرها، مما يجعلهم - مع قلة الوعي- ساخطين وعرضة لحمل السلاح ومعاداة الدولة والانضمام إلى التنظيمات المتطرفة، وهذا ما ظهر جليًّا فى الفترة الأخيرة - عقب الثورات العربية - من مبايعة الأفراد والتنظيمات الإرهابية لداعش وغيرها من الكيانات المتطرفة.
وناشدت «إرهابيون» حكومات الدول إلى التنبه لمثل هذه الأمور وتذليلها، وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الأمم والأوطان بعدم بث إصداراتهم الإعلامية التى تتعلق بمشاهد الإعدام لمساهمتها فى نشر الفكر المتطرف.