الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

البابا بندكت يزور لبنان لتوقيع قرارات سنودس الشرق الأوسط




اثار قرار البابا بندكت السادس عشر بزيارة لبنان خلال الاسبوعين المقبلين تساؤلات ومخاوف كبيرة خاصة فى ظل الازمات والصراعات السياسية الدائرة هناك والسؤال الذى يدور فى اذهان الكثيرين هو لماذا هذا التوقيت تحديداً؟
 
الاب رفيق جريش المسئول الاعلامى عن الطائفة الكاثوليكية أكد ان زيارة البابا الى لبنان كانت محددة من نحو 5 اشهر وذلك لتوقيع قرارات ونتائج سنودس الشرق الاوسط الذى عقد فى اكتوبر الماضى الا ان هناك تخوفات كثيرة من الغاء الرحلة نظرا لما تمر به سوريا من ازمة كبيرة.
 
واضاف ان اختيار لبنان جاء لان بها عدداً كبيراً من الكاثوليك الموجودين بالشرق الاوسط وان السنودس كان خاصا بالمنطقة وهو ما فعله البابا عندما قام بتوقيع نتائج السنودس الافريقى والذى قام بتوقيعه فى الجابون مشيرا الى انه الى الآن لا توجد نية لالغاء الزيارة.
 
 من جانب اخر اكد الاب رفعت بدر رئيس تحرير موقع «ابونا» الكاثوليكى انه لم يكن الشرق الأوسط يوماً فى حالة سلام وطمأنينة لكى نقول دعونا نؤجل الزيارة، ريثما نرتاح قليلاً. هذا هو الشرق الذى يعود إليه البابا وهو يعرفه جيداً، لأنه يعرف تاريخه جيداً، مضطرب وغير مستقر ...
 
لذلك فالتساؤلات حول زيارة البابا واحتمالات تأجيلها لا تبدو غريبة على هذا الشرق...
 
فهو ما حدث قبيل زيارة البابا (الطوباوى) يوحنا بولس الثانى عام 2000 إلى الأرض المقدسة، حيث كان العالم يقول انها مغامرة خطرة. فصارت اليوم من أجمل الذكريات لزيارة الطوباوى .
 
وهكذا كان الأمر قبيل زيارة البابا بندكت السادس عشر إلى الأرض المقدسة أيضاً فى 2009، حيث كان العالم العربى والإسلامى ما زال غاضباً على محاضرة ألقاها فى ألمانيا ... كما كانت اسرائيل عشية الزيارة تقصف قطاع غزة بشكل وحشي...   فجاءت الزيارة وحملت رموزاً ودلالات كثيرة...
 
واليوم كذلك يقف العالم متسائلاً لماذا يأتى البابا الى منطقة الغليان العربية حيث اضطرابات فى لبنان وعدم راحة، أما الجارة سوريا فهى تعيش واحدة من أقسى لحظاتها... وما زالت الدماء تراق فى الداخل فيما تتدفق ألوف الافواج من اللاجئين إلى كل حدود مجاورة.
 
لذلك إننى أرى ان الزيارة ستتم فى وقتها وأماكن احتفالاتها... وفيها طبعاً سوف يوقع البابا الارشاد الرسولى وهو ثمرة المناقشات والتوصيات التى دارت على مدار الأعوام السابقة، وبخاصة عندما جرى اجتماع دام اسبوعين ونطلق عليه عنوان سنودس.
 
يأتى البابا بعدما استمع وقتها الى هموم وآمال أساقفة وكهنة ومؤمني الشرق، وهو يدرك أن ما يحصل فى الشرق اليوم ليس حرباً ضد المسيحيين، وان تضررت جماعات مسيحية كبيرة، لكنها مخاض شرق أوسطى جديد، سيقول كلمته ليس باسمه الشخصى كمستشرق قادم إلينا من بلاد بعيدة، وإنما سيقول كلمته فى ضوء ما رآه فى زيارته للأرض المقدسة وما سمعه من آباء السنودس، وأيضا فى ضوء ما يقرأ عنه ويشاهده اليوم.