أمريكا تقترب من توقيع اتفاق تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبى ومصر تلجأ لمجموعة البريكس
رضا داود
كتب - رضا داود
يبدو ان موازين التجارة العالمية ستشهد تغييرا جذريا مع ولادة تكتل اقتصادى عملاق وصف بأنه الأكبر على وجه الكرة الأرضية ألا وهو توقيع اتفاق تجارة حرة بين أمريكا والاتحاد الأوروبى.
حيث بات توقيع الاتفاق وشيكا بعد إجراء 7 جولات من التفاوض خلال العامين الماضيين بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى لإقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين وستكون هناك جلسة ثامنة فى بروكسل خلال شهر فبراير المقبل.
ووفقا لتقارير وزارة الصناعة والتجارة، فإن منطقة التجارة الحرة المزمع إقامتها ستكون أكبر منطقة تجارة حرة إقليمية على مستوى العالم حيث تغطى نحو 25% من حجم التجارة العالمية.
وقال تقرير الوزارة إن تلك الاتفاقية تتناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالتجارة أهمها التجارة السلعية والتجارة فى الملابس والمنسوجات والقيود غير التعريفية وقواعد المنشأ والتجارة فى الخدمات والتجارة الإلكترونية والاستثمار والعمالة والبيئة والملكية الفكرية والشفافية ومكافحة الفساد وآلية فض المنازعات.
وقال مصدر مسئول بالوزارة إن اللجان الفنية التى تم تشكليها لدراسة تأثير هذا الاتفاق الوليد التى هدفها إجراء الدراسات اللازمة بشأن تلك الاتفاقية وتحديد الآثار السلبية والإيجابية على الاقتصاد المصرى وأهم الإجراءات اللازم اتخاذها وكيفية الاستفادة من تلك الاتفاقية خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف إن تلك اللجان تضم وزارات الخارجية والمالية والتعاون الدولى والصناعة والتجارة والاستثمار والكهرباء والزراعة وذلك لبحث تأثير إتفاق المشاركة عبر الأطلنطى الأمريكية الأوروبية للتجارة والاستثمار TTIP على الاقتصاد المصرى.
وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قد أصدر قرارا خلال شهر يوليو الماضى بتشكيل لجنة برئاسة وزير الصناعة والتجارة وعضوية كل من وزراء الخارجية والتعاون الدولى والمالية والاستثمار والكهرباء والطاقة المتجددة والزراعة واستصلاح الأراضى تتولى بحث تأثير اتفاقية المشاركة عبر الأطلنطى الأمريكية الأوروبية للتجارة والاستثمار TTIP بشكل مفصل على القطاعات المختلفة وما يمكن اتخاذه من إجراءات لتجنب الآثار السلبية من تلك الاتفاقية.
وإزاء هذا القلق المصرى من توقيع اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى تتفاوض مصر حاليا مع مجموعة البريكس والتى تأسست عام 2011 وتضم كلا من: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا ومصر للانضمام الى هذا التجمع القوى والذى يمثل نحو نصف سكان العالم
ومن جانبه قال الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدرسات الاقتصادية والسياسية إن موازين القوى العالمية تشهد تغييرا كبيرا خلال الفترة الأخيرة فى ظل توجه بعض الدول لتكوين تحالفات وتجمعات اقتصادية عملاقة مشيرا إلى أن مصر تحاول وبقوة لمواكبة تلك التغييرات.
وأضاف إن مصر قطعت شوطا كبيرا فى تحرير التجارة مع عدد من التجمعات الاقتصادية الكبرى ومنها تجمع الميركسيو والافتا والكوميسا والسادك واتفاق التجارة الحرة العربية ومجموعة العشرين، لافتًا إلى أن مصر تتفاوض حاليا للانضمام لتجمع الاوراسى والذى يضم روسيا الاتحادية وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستا بالإضافة إلى تجمع البريكس الذى يمثل نصف سكان العالم.
وأشار إلى ان مصر عليها ان تراقب عن كثب المتغيرات فى خريطة التجارة العالمية ما لها من تأثير على أسواقها الداخلية وعليها أن تتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أى آثار سلبية.