السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود التهامى نقيب المبتهلين والإنشاد الدينى لـ«روزاليوسف»: النقابة قائمة على المجهودات الذاتية وأصرف عليها من مالى الخاص

محمود التهامى نقيب المبتهلين والإنشاد الدينى لـ«روزاليوسف»: النقابة قائمة على المجهودات الذاتية وأصرف عليها من مالى الخاص
محمود التهامى نقيب المبتهلين والإنشاد الدينى لـ«روزاليوسف»: النقابة قائمة على المجهودات الذاتية وأصرف عليها من مالى الخاص




حوار - هايدى حمدى
الشيخ محمود ياسين التهامى، الملقب بـ«فارس الإنشاد الدينى»، هو أحد أبناء الصعيد من محافظة «أسيوط» قرية «الحوانكة»، تخرج فى كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وحصل على درجة الماجستير فى علم النفس من جامعة أسيوط، وحمل على عاتقه إعادة فن الإنشاد الدينى إلى حيز الوجود فى الثقافة المصرية مرة أخرى بعد أن كادت تندثر وسط اللغط الفنى الذى نحظى به هذه الأيام، وساعدته نشأته فى الصعيد المعروف بتمسكه بالمبادئ الدينية وأن والده هو الشيخ ياسين التهامي، على شق طريقه فى هذا المجال، وبالفعل نجح فى خوض معركته الكبيرة لإعادة فن الإنشاد الدينى إلى ساحة الثقافة المصرية وبدأ فى نيل مراده رويدًا رويدًا، فقام بتأسيس نقابة الإنشاد الدينى لرعاية الموهوبين فى هذا المجال وأصبح نقيبًا لها، كما أسس مدرسة لتعليم أصول الإنشاد الدينى لكى يصقل المواهب بالعلم، فبدأ حلمه الوليد يتحقق ويشكل صدى واسعًا. كان لـ«روزاليوسف» حوار مع الشيخ محمود حول أهم الصعوبات التى واجهها خلال مشواره، وأهمية تبنيه شباب المنشدين وتعليمهم لصقل مواهبهم، كذلك عن أبرز رحلاته الخارجية ومواقفه فيها، وإليكم نص الحوار:

■ تتزاحم وسائل الإعلام بالكثير من الأخبار فى جميع المجالات، فهل ترى أن هناك تجاهلًا متعمدًا لفئة المنشدين والمبتهلين من قبل الإعلام؟
- لا أعتقد ذلك، فهو ليس تجاهلا متعمدًا لكنه قصور بسبب الانشغال بالأحداث السياسية التى تمر بها البلاد.
■ أنشئت قناة متخصصة فى الإنشاد الدينى - قناة «التهامي» الفضائية - فما الذى شجعك على اتخاذ هذه الخطوة؟
- المنشد بشكل عام لا يجد نفسه فى الإذاعة أو التليفزيون إلا فى المناسبات البعيدة كما ذكرت، فكان ذلك دافعًا قناة التهامى حتى يتواجد الإنشاد الدينى طوال العام، وأحمد الله أن لها الآن جمهورا كبيرا، وهذا يساعدنا على استرجاع ثقافة مصر مرة أخرى للإنشاد الديني، ونحاول إبعاد ثقافة العنف والتشدد.
■ أثناء خوضك لتجربة افتتاح القناة الفضائية، هل هناك أى مشكلات واجهتك عند افتتاحها؟
- مشكلة واحدة فقط هى عدم اهتمام المنشدين بتوثيق حفلاتهم من خلال تصويرها بجودة عالية كما فعلت أنا ووالدى الشيخ «ياسين»، فنحن إضافة إلى ذلك كنا نقوم بشراء ما تم تسجيله من حفلاتنا الخارجية ونحصل على حق إذاعتها فى قناتنا، لكن للأسف لم يهتم المنشدون بمثل هذه الأمور فلم نجد «داتا» كثيرة لعرضها عندما فتحنا الباب لعرض ما يتعلق بحفلات المنشدين المسجلة.
■ كل فئة تواجهها مشكلات فى مجالها، فما أبرز المشكلات التى تواجه المبتهلين والمنشدين؟
- الابتهال مقصور على بعض الأشخاص، كما أن هناك تقصيرا فى حق المبتهلين ماديًا، فالمبتهل يتقاضى 28 جنيهًا فقط وهو مبلغ لا يُذكر، فعلى المبتهل أن يحصل على مكانته الحقيقية، كما أن هناك من انتسب للإذاعة _بدون ذكر أسماء_ ولا ندرى كيف تم انتسابه إليها، ورغم وجود من أحق بهذه المكانة لكنهم لم ينتسبوا للإذاعة.
المنشد فى العموم يواجه مصاعب كثيرة منها أنه لا يأخذ وضعه الإعلامى إلا فى مناسبات معينة، مثل: ليالى رمضان، المولد النبوي، ليلة النصف من شعبان، فى العشرة الأوائل من الحج، يوم العيد.
■ تم إنشاء نقابة للمبتهلين والمنشدين منذ سنتين تقريبًا كنقابة عمالية، فما السبب فى تأخير إعلانها كنقابة مهنية؟
- الآن نحن نقابة عمالية، لكننا فى انتظار تشكيل مجلس الشعب ليعتمدها كنقابة مهنية.
■ رغم حصولكم على صفة الاشهار كنقابة عمالية إلا أنه لا يوجد مقر ثابت لكم، فما السبب فى ذلك؟
- لا يوجد مقر ثابت لنا لأنه مازالت النقابة قائمة على المجهودات الذاتية، بالتالى لا يوجد أى دخل للنقابة باستثناء نحو 13 ألف جنيه موجودة فى الحساب البنكى للنقابة من الاشتراكات - 120 جنيهًا رسوم القيد - فأنا أُمّول النقابة والمهرجانات والحفلات التى نقوم بها على نفقتى الخاصة، وتكون اجتماعاتنا إما فى ساحة الشيخ سعيد عمران الدح بسيدنا الحسين أو فى مقر القناة.
■ هناك بعض المنشدات المنضمات للنقابة، فهل هناك شروط معينة تختلف عن شروط انضمام المنشدين للتقدم بطلب الانضمام إليها؟
- لا، فأمر الاختيار يتم من خلال لجنة تحددها النقابة، حيث يخضع المتقدم للاختبار وبناء عليه إذا كان يملك صوتًا جميلا ولديه الموهبة فقط فى تأدية فن الإنشاد الدينى بدون علم، نقوم بتحويله إلى مدرسة الإنشاد الدينى لنصقل موهبته بتعليمه عن علم المقامات الموسيقية والعروض والابتهالات وغيرها، ويحصل على عضوية منتسبة، أما إذا كان موهوب صوتًا وعلمًا فيتم منحه عضوية عاملة.
■ نلاحظ حضور المنشدين من دول مختلفة لبعض المهرجانات التى تقومون بتنظيمها، فكيف يتم التنسيق معهم للمشاركة فى هذه المناسبات؟
- يحضر هؤلاء المنشدون تلك المهرجانات تلبية لدعوة شخصية مني، فأنا أحرص على مجاملتهم فى المهرجات الدولية التى اُدعى إليها، بالتالى هناك تواصل دائم فيما بيننا.
■ قمت بجولات عديدة حول العالم لإعادة إحياء فن الإنشاد الديني، فما أبرز تلك الجولات؟
- أبرزها كان دولة اليمن، لأنى سافرت فى التوقيت الذى كانت البلاد تعانى من اضطراب أمني، حيث كان الحوثيون قد وصلوا للعاصمة صنعاء، وفى تلك الأوقات «البلد تعتبر مكنش ليها صاحب»، لكن حفاظًا على التزامى مع مهرجان «حى فى قلوبنا» وتلبية لدعوة الحبيب عمر والحبيب على الجفرى وهم أناس أفاضل وقاموا بدعوتى فلبيت طلبهم، وذلك رغم الظروف التى كانت البلد تمر بها.
■ خلال جولاتك، هل هناك من المواقف التى أثارت غضبك؟
- بفضل الله أى نجاح فى مهرجان أذهب إليه تحصل مصر على المركز الأول فيه، لكن من المواقف التى تضايقنى أن وزارة الثقافة فى بعض المهرجانات تقوم بترشيح أشخاص يمثلون الدولة لا ينتمون للإنشاد الدينى بصلة، بالتالى يخفقون فى مهمتهم وسط كوكبة من المنشدين العالميين، لذا أشعر بأن باب المجاملات فى وزارة الثقافة لا يزال مفتوحًا لكن هذا يكون على حساب صورة مصر.
■ حقق مشايخنا من المبتهلين والمنشدين الأجلاء كالشيخ النقشبندى والشيخ ياسين التهامى شهرة واسعة، فكيف يصل الشباب الناشئ فى هذا المجال لهذه الشهرة؟
- الشباب الذين أتبناهم من خلال مدرسة الإنشاد ومن خلال النقابة عمرهم الفنى الطبيعى من 3-5 سنوات تقريبًا، لكن مشايخنا الكبار خاضوا مشوارًا كبيرًا للوصول لهذه المكانة، فمثلا الشيخ ياسين التهامى قضى ما يقرب من 40 عامًا ليحقق ما وصل إليه، فقد وصلنا لهذه المكانة بعد جهد وتعب ومثابرة، وتتلمذنا على يد مشايخ كبار، ودرسنا فى معهد الكونفرستوار، وتعلمنا على كثير من الآلات الموسيقية، وسافرنا لبلاد كثيرة، تاريخ كبير تم بناؤه على مدار سنوات عديدة كى نصل لهذه المكانة.
■ برز كثير من المنشدين الشباب على الساحة الآن، ففى رأيك من منهم تتنبأ له بمستقبل كبير إذا استمر فى هذا المجال؟
- هناك كثير من الشباب الذى له مستقبل باهر فى الإنشاد الديني، لكن يمكن أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر: مصطفى عاطف، محمد عبد الرؤوف السوهاجي، محمود هلال، بلال مختار، محمد عاطف، محمد ياسين التهامي، إبراهيم السوهاجى وغيرهم.
■ حقق «مهرجان شباب الإنشاد الدينى الأول» نجاحًا كبيرًا، فما الأساس الذى قمت على أساسه باختيار الشباب الذى شارك فى المهرجان؟
- قمت باختيارهم بناءً على جمهورهم وخبرتهم، وقدمتهم كنموذج للشباب الواعد، ولأنه المهرجان الأول كان يجب أن أدقق فى اختيار الأشخاص الذين يحققون هذا النجاح، ولكى أسلط الضوء على المهرجان يجب اختيار مشاركين حققوا قاعدة جماهيرية عريضة، ولذا لقى رواجًا كبيرًا وحضره جمهور كبير.
■ فى النهاية، ما النصيحة التى توجهها للشباب الذى يهدف للشهرة فقط من خلال الإنشاد الديني؟
- أذكرهم ونفسى أننا وسيلة والغاية لله ورسوله، فبعد أن ينال مراده سيكتشف أنه أجوف ويقف على أرض هشة، وفى أول لقاء له مع منشد معتمد وأخذ مجال الإنشاد عن دراسة وتأسيس صحيح سيكتشف أنه لم يحقق شيئًا.