الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أحمد الخميسي: لم نقدر محفوظ حق قدره




أكد الكاتب والناقد الكبير أحمد الخميسى أن الأديب العالمى نجيب محفوظ روائى أولا وثانيا وثالثا، ورغم ذلك فإن لديه بعض المجموعات القصصية المهمة، لكن قصصه القصيرة كانت دوما مثقلة بعالم روائي، وكان بناؤها فى الأغلب الأعم يحمل خريطة مشروع روائي.
 
وقال الخميسى - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن هذا لا ينفى أن له قصصا قصيرة تخلصت من الهم الروائي، وهى قصص ممتازة، وربما تكون عظمته كروائى قد ابتلعت النظرة المنصفة له ككاتب قصة قصيرة، فقد كان الجميع ومازال ينظرون بانبهار إلى عالمه الروائي.
 
وتابع قائلا: «ربما حجب ذلك الانبهار القدرة على تأمل قصصه القصيرة. لكن
المؤكد - مقارنة بيوسف إدريس مثلا - أنه ظل روائيا حتى فى قصصه القصيرة، ولا أظن أن لدى كاتبنا العظيم نجيب محفوظ قصة مشبعة بفن اللحظة، فأغلب قصصه القصيرة تمتد زمنيا لما هو أبعد من اللحظة، ومن الموقف المحدد، لكنها تظل فى كل الأحوال معلما كبيرا فى فن الكتابة».
 
وأشار الكاتب والناقد الكبير أحمد الخميسى إلى أن أعمال الكاتب العالمى نجيب محفوظ التى ترجمت إلى الروسية كثيرة، وبرزت من بينها رواياته الست التى كتبها بعد الثلاثية: اللص والكلاب - ميرامارا - السمان والخريف وغيرها، واستعصت الثلاثية على الترجمة لكبر حجمها من ناحية ولأنها بدرجة أو بأخرى تنويع على كلاسيكيات الأدب العالمي: فلوبير، وبلزاك وغيرهما.
 
 
وتابع قائلا: بالطبع فإن جائزة نوبل قد نقلته فى أعين القراء الروس من مجرد كاتب مصرى كبير إلى كاتب يستحق القراءة بجدارة على مستوى أى كاتب عالمي. إلا أن الاهتمام بالأدب العربى فى روسيا وفى الخارج عموما يظل ضعيفا، ويظل هناك التشكك فى قدرة ذلك الأدب العربى على الخروج من دائرة محاكاة النموذج الغربى إلى دائرة الإبداع المستقل.
 
وأضاف الخميسى: «ولكن محفوظ يتمتع باحترام وتقدير وحب كبير خاصة وسط المستشرقين ودارسى اللغة العربية فى روسيا وأيضا وسط النخبة الروسية المثقفة.
 
وفى كل الأحوال فإنه يظل بالنسبة لنا نجيب محفوظ النموذج الأخلاقي، والإنساني، والفكرى الذى قلما نشهد له مثيلا».
 
 وتابع قائلا: «دعونا نرسخ معا تقليدا جديدا للإعراب عن محبتنا لأدبائنا وكتابنا الكبار».