الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نجيب محفوظ الذي عرفه البسطاء وأحبوه من السينما




دائما ما يخشى المبدعون من السينما لأنها تجسد شخوصهم وتحد من خيال القراء، لكن مع نجيب محفوظ احتضنه الفن السابع لأبعد الحدود، فكان تارة كاتبا لسيناريوهات 26 فيلما، وتارة أخرى مأخوذا عن رواياته 22 فيلما آخر.
 
بدأ مشوار نجيب محفوظ السينمائى مع مخرج الواقعية صلاح أبو سيف، بفيلم «المنتقم» الذى تشارك الاثنان فى كتابته وعرض عام 1947، ثم توالت أعمال هذا الثنائى بفيلم «لك يوم يا ظالم»، و«ريا وسكينة» فى الخمسينيات.. مما لفت الأنظار لمحفوظ ككاتب سيناريو محترف.
 
وتعامل محفوظ مع أكثر من مخرج سينمائى منهم عاطف سالم فى «جعلونى مجرما»، وتوفيق صالح فى «درب المهابيل»، ونيازى مصطفى فى «فتوات الحسينية»، ويوسف شاهين فى «جميلة بوحريد»، وحسن الإمام فى أكثر أعماله السينمائية، لكن التعاون مع أبوسيف كان له طعم آخر فى «شباب امرأة» عام 1956 ويعد من كلاسيكيات السينما المصرية والعالمية، كما فجر هذا الثنائى قنبلة فى العام 1960 بفيلم «بداية ونهاية»، وبعدها «القاهرة 30».
 
وبعد حصول محفوظ على جائزة نوبل عام 1988 التفتت إلى أعماله السينما العالمية، فتم تقديم الفيلم المكسيكى «حارة المعجزات» المأخوذ عن «زقاق المدق».
 
 
 
حيثيات نوبل لـ محفوظ : نتاج سنوات« الإبداع »و«الاجتهاد»
 
 
عندما أعلنت الأكاديمية السويدية حيثيات منح جائزة نوبل فى الأدب عام 1988 للأديب المصرى نجيب محفوظ جاءت هذه الحيثيات كأنها أنشودة تحية للإخلاص فى العمل الإبداعى والمثابرة على الكتابة بقدر ما لفتت لموهبة فنية أصيلة لأول وآخر مصرى وعربى يحصل على هذه الجائزة فى الأدب حتى الآن.
 
وشددت الأكاديمية فى حيثياتها على أن محفوظ ثابر على الكتابة طوال نصف قرن ومازال وهو فى السابعة والسبعين من عمره ناشطا لايكل ولايمل.
 
وورد فى البيان الصادر عن مكتب أمين السر الدائم للأكاديمية السويدية يوم الثالث عشر من أكتوبر عام 1988 ليعلن منح جائزة نوبل للآداب لنجيب محفوظ ما يلى: بموجب قرار الأكاديمية السويدية هذا العام منحت جائزة نوبل للآدب لأول مرة إلى مواطن مصرى هو نجيب محفوظ المولود فى القاهرة وهو أيضا أول فائز بالجائزة تكون لغته الأدبية الأم هى اللغة العربية.
 
وأضاف البيان أن إنجاز نجيب محفوظ العظيم والحاسم يكمن فى إبداعه على مضمار الروايات والقصص القصيرة وكان انتاجه يعنى ازدهارا قويا للرواية كنوع أدبى كما أسهم فى تطور اللغة الأدبية فى الأوساط الثقافية على امتداد العالم الناطق بالعربية.
 
واستدركت الأكاديمية السويدية فى حيثياتها لتقول: «ومع ذلك فإن إنجازه أوسع وأغنى بكثير ذلك أن أعماله تخاطبنا جميعا»، معيدة للأذهان أن بواكير أعمال نجيب محفوظ تركزت فى البيئة الفرعونية لمصر القديمة.
 
وحسب حيثيات نوبل، فثمة سلسلة من روايات نجيب محفوظ صورت القاهرة المعاصرة منها «زقاق المدق» التى صدرت عام 1947، حيث بات الزقاق القاهرى يضم جمعا ينبض بالواقعية النفسية العميقة التعبير.
 
وعددت الحيثيات أهم أعمال نجيب محفوظ وخاصة ثلاثيته الشهيرة التى صدرت عامى 1956 و1957 و«أولاد حارتنا» عام 1959 و«ثرثرة فوق النيل» التى صدرت عام 1967 وهى أعمال روائية تعكس القدرة الابداعية لهذا الكاتب المصرى ودقته وبراعته فى تصوير الناس فى واقع الحياة ومحاوراتهم وتفاعلهم داخل مجتمعهم ومع مفاهيم هذا المجتمع ومناخه الثقافي.
 
وشددت الأكاديمية السويدية على أن انتاج نجيب محفوظ أعطى دفعة كبرى للقصة كمذهب أدبى يتخذ من الحياة اليومية مادة له.
 
كما أن نجيب محفوظ، كما نوهت حيثيات نوبل، كاتب قصص قصيرة ممتاز، ضاربة المثل بمجموعته «دنيا الله» التى كتبها عام 1962 وهى مجموعة قصص قصيرة تنطوى على معالجة فنية بالغة القوة للقضايا الوجودية، فيما تبدو الحلول الأساسية التى يطرحها محفوظ مدهشة للغاية ومثيرة بالمعنى الفني.
 
وإذا كانت الأكاديمية السويدية أوضحت فى حيثياتها أنها مالت نحو تقسيم أعمال
نجيب محفوظ لعدة مراحل نوعية تتضمن على سبيل المثال مرحلة تاريخية ومرحلة واقعية ومرحلة ميتافيزيقية وصوفية، فإن هذا التقسيم مبرر وله أسبابه غير أنه لم يحل دون النظرة الشاملة لمسيرته الابداعية.