الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الناجون من الموت فى المركب الغارق يروون تفاصيل ساعات الرعب فى عرض المتوسط




 
يقول المثل الشعبى "أعطنى عمرا وارمينى فى البحر" هذا المثل ينطبق تماما على كل من محمد جمعة ومحمود محمد عبد الرحمن وعبد اللطيف حمدى الذين نجوا من حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية فى عرض البحر الابيض المتوسط قبالة سواحل منطقة البردى الليبية.
 
«روزاليوسف» التقت هؤلاء الناجين فور وصولهم الى قراهم بمحافظة الفيوم فماذا قالوا عن ساعات الرعب فى عرض المتوسط؟.
 
محمد جمعة عبد الواحد عبد القادر (23 سنة) مبلط سيراميك من قرية نجاتى التابعة لمركز طامية الذى أعلنت السلطات الليبية أنه أول الناجين من الحادث وأبلغ عن غرق المركب الذى كان على متنه 40 شخصا.
 
يقول خرجت أنا و3 من أصدقائى يوم الجمعة قبل الماضية من قريتنا الى مدينة الفيوم فى طريقنا الى مطروح من أجل عبور الحدود للعمل فى دولة ليبيا مقابل دفع مبلغ 3500 جنيه مصرى، لأحد سماسرة الهجرة يدعى ممدوح صلاح من قرية الصبيحى بمركز أبشواى فى الفيوم فور وصولنا منفذ السلوم البرى اكتشفنا أن السمسار خدعنا حيث طلب منا دخول الاراضى الليبية عن طريق البحر ومعنا عشرات الشباب من محافظات مختلفة وبجانب عدد من الآفارقة و السودانيين حيث اصطحبنا شاب بدوى يدعى خالد إلى المركب.
 
ويضيف: استقللنا المركب الأول الذى أقل 40 شخصا على متنه رغم صغر حجمه وتهالكه وانطلقنا فى البحر مساء السبت الماضى لمسافة 200 متر ثم عادت للشاطئ لرغبة ريس المركب فى تقليل العدد ونقل بعض الشباب للمركبين الآخرين لكنه وجد المركبين اللذين أقل أحدهما 30 شابا والآخر 25 آخرين وبعد لحظات من إبحارهما داخل المياه، عاد بنا مرة أخرى صوب الشواطئ الليبية وأثناء رحلة العودة بدأت المياه تتسرب إلى داخل المركب وتزداد مع الوقت، ثم امتلأ عن آخره بالمياه وفى لحظة غرق بمن عليها ولم ينج منها إلا عدد قليل ممن يجيدون السباحة .
 
ويكمل جمعة: سبحت فى الظلام باتجاه الحدود الليبية وسط الأمواج والرياح لمدة حوالى عشر ساعات حتى وصلت شاطئ ظهر اليوم الثانى الأحد، وشاهدنى جندى ليبى يدعى عز من قوات خفر السواحل الذى قام بسحبى من المياه للشاطئ وقدم لى الطعام والشراب، وبعدها سلمنى للسلطات الليبية بمدينة مساعد وبعد قضاء يوم كامل هناك تم تحويلى إلى مدينة طبرق ومنها إلى منفذ السلوم البرى وتسليمى للسلطات المصرية مع محمود و عبد اللطيف.
 
ويروى الناجى الثانى محمود محمد أحمد 20 سنة عاطل من قرية أبوجندير ـ مركز إطسا قصته مع رحلة الموت قائلا اتفقت انا وصديقاى عبد اللطيف حمدى عبد اللطيف وشهرته علاء 19 سنة عامل يومية و"باسم" وابنى عمتى محمود ومحمد جمال دياب 23 سنة من قرية منية الحيط الذى تم انتشال جثته ودفن فجر الجمعة مع أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية ويدعى "فضل" وقال لنا إنه سيقوم بنقلنا لليبيا مقابل 6000 جنيه مصرى لكل فرد وقمت بالاتصال به واخبرنا بالتحرك فى سيارة ميكروباص من الفيوم واتفقنا أن نتقابل عند محطة بنزين قبل مدينة مرسى مطروح، وعندها اصطحبنا لأحد المقاهى وأخذ منا المبلغ المتفق عليه، وانتظرنا لمدة ساعة وأحضر معنا 7 أشخاص آخرين وانطلقنا بالسيارة حتى مدينة السلوم وتركنا مع سائق السيارة، وأخبرنا بأن السائق هو المسئول عن توصيلنا للمكان المتفق عليه تمهيدا لنقلنا إلى ليبيا واصطحبنا السائق إلى مبنى سكنى كان به مجموعة من الشباب من محافظات أخرى ولا نعرفهم، وبقينا لمدة ربع ساعة فى المنزل حتى جاء شخص آخر يحمل عدة جوازات سفر وسار بنا إلى هضبة السلوم ومنها إلى منطقة الجبال والوديان حتى وصلنا شاطئ البحر والتقينا مع باقى الشباب، ثم جاءت المراكب الثلاث وبسبب شدة العطش والجوع أسرعنا للمركب أملا فى الوصول بسرعة للأراضى الليبية لكى نقوم بتدبير الطعام والشراب ـ حتى لا نموت جوعا.
 
وأشار الى ان المركب غرق فى الظلام وأصابنا الرعب من شدة الصدمة وقمنا بالسباحة تجاه السواحل الليبية وكان معى علاء وأقاربى وحاولنا مساعدتهم على العوم لكننا فشلنا وراحوا فى قاع البحر وسط الاسماك المفترسة وبعد حوالى 10ساعات تمكنا من الوصول إلى الشاطئ ووجدنا 13 شخصا من ركاب المركب الذى غرق ممن يجيدون العوم معنا على الشاطئ لكنهم هربوا ورفضوا تسليم أنفسهم لخفر السواحل الليبية.
 
 سألنا أحد سماسرة الهجرة الليبية من منكم تبع "فضل" ولم نخبرهم أنا وعلاء أننا تبع فضل وكانوا يحملون الأسلحة الآلية، ونقلونا الى منطقة جبلية نائية مع باقى المجموعة وبقينا يومين بدون طعام وشراب، وتم تجميعنا فى مكان واحد وبعدها جاءت سيارة نصف نقل تحمل لنا الطعام والشراب، وأخذنى أنا وعلاء دون باقى المجموعة واصطحبنا إلى شخص آخر لا نعرفه وقال له وصلهما لمدينة مساعد، وفى نفس السيارة وبسرعة جنونية حتى وصلنا مدينة مساعد على الحدود المصرية الليبية وتركنا وهرب، فالتقتنا السلطات الليبية التى سلمتنا للسلطات المصرية بمنفذ السلوم وهناك شعرنا انه لا قيمة للإنسان ضرب وإهانات وتنكيل بنا من قبل الضباط والمخبرين لدرجة ان افراد الشرطة قد «علقونا مثل البهائم وكأن الثورة لم تقم لتعيد للإنسان المصرى كرامته».
 
وأشار الى انه لاقى الرعاية والاهتمام من قبل خفر السواحل الليبيين الذين كانوا يأتون لنا بالطعام والشراب على مدار الـ72 الساعة التى مكثناها بينهم قبل تسليمنا للسلطات المصرية.