الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الركود يضرب صناعة الأثاث فى كتامة بـ«الغربية»

الركود يضرب صناعة الأثاث فى كتامة  بـ«الغربية»
الركود يضرب صناعة الأثاث فى كتامة بـ«الغربية»




الغربية – محمد جبر
تشهد صناعة الاثاث بقرية كتامة فى الغربية حالة من الغضب نتيجة تدهور هذه الصناعة فى القرية جراء تكرار انقطاع الكهرباء ركود المنتجات  مما يهدد بتشريد آلاف المواطنين من اصحاب مصانع الأثاث والعمال والتجار  الامر الذى يتطلب أن تنظر الحكومة لهذه الصناعة التى تكاد تندثر  بهذه القرية التابعة لمركز بسيون  والتى   تحولت من قرية صغيرة تبعد عشرات الكيلومترات عن  طنطا  عاصمة محافظة الغربية إلى مركز صناعى للأثاث ينافس «دمياط» بل يسحب البساط من تحت أقدامها.  
عندما تدخل الى كتامة تجد  مدخلها  لا يختلف كثيرا عن العديد من قرى مصر لكن بمجرد أن تخطو عدة خطوات تكون قد دخلت إلى مجمع صناعى كبير تخصص فى الأثاث والموبيليا بأنواعها ربما لا ينقصه سوى منفذ للتصدير لينافس عالميا وحلول لبضع مشاكل محلية  أهمها ايجاد حل سريع لأزمة انقطاع التيار الكهربائى المستمر ولفترات  طويلة وعديدة.
وحدد الأهالى  لـ«روزاليوسف» بعضًا من مشاكلهم التى تتطلب تدخل الحكومة والتي  لا تخرج عن توفير أراض بعدما ضاقت الأماكن بالقرية الصغيرة.. ربما منطقة صناعية.. مع توفير الخامات للإنتاج وإنشاء نقابة للعاملين بالمهنة وغرفة تجارية مع رفع يد الحكومة عن القرية الممثلة فى مطاردات الضرائب والمحليات.
يرى كريم اسماعيل الجندى «صاحب ورشة تنجيد أنتريهات» أن أصحاب الورش لا يستطيعون العمل  مع  استمرار  أزمات فى انقطاع التيار الكهربائى  بصورة متكررة ورغم تحسنها خلال الفترة الحالية وأصبح معدل الانقطاع أقل من سابقه  إلا انه لا يمكن انقطاعها  مشيرا إلى أن قرية كتامة هى أكثر القرى بالغربية  تضررا من انقطاع الكهرباء لوجود آلاف المصانع والورش  بها تعتمد على الطاقة فى إنتاجها وارتباطها بماكينات وضرورى عدم قطع التيار الكهربائى فى أى وقت. 
ويقول إبراهيم سالم صاحب معرض للموبيليا نمتلك مهارة فنية عالية وأحدث الأساليب والتصميمات لكن نحتاج لدعم من الحكومة لتطوير الإمكانيات لافتا إلى انهم يعانون غلاء الخامات وهى مشكلة ليست فى دمياط التى يستوردون منها بواقى الخشب مثل أنواع السويك والزان والأبلكا فالقرية يلزمها مصنع.
ويلفت  الأسطى محمد محسون صاحب ورشة لصناعة الموبليا إلى أن هناك  صعوبة فى الاستيراد والتصدير  نتيجة  قلة الشحن حيث تتفوق دمياط عن كتامة كثيرا فى هذا المجال خاصة فى وسائل النقل البحرى.
ويشير الحاج إبراهيم المهدى العفيفى  من كبار أصحاب المعارض إلى أن القرية تتطور كل عام فى مجال تصنيع الأثاث لكنها لا تزال تعانى من عدة مشكلات أكبرها محدودية الإمكانيات وعدم توافر الخشب وقلة الأفران لدهان الأثاث مطالبا بتأسيس اتحاد لأصحاب المعارض والورش وإنشاء جمعية لتوريد الخشب لتلبية الاحتياجات.
ويضيف  كريم اسماعيل الجندى  عامل  إن التجار يعانون من ارتفاع أسعار الإيجار للمحال وزيادة الشريحة الضريبية.
ويتابع  محمد عريضة قائلا: نعانى من الغلاء فى كل شىء المواد الخام والخشب والماكينات بخلاف الضرائب أنا شغال بقالى ٢٥ سنة زمان كانت الحاجات رخيصة أما الآن فهناك استغلال فى كل شىء.
ويتذكر رضا العماوى أحد شيوخ المهنة القدامى بداياته فى صناعة الاثاث عندما  دخلها أوائل الثمانينيات كانوا يستوردون المواد الخام ويصنعنون الاثاث فى طنطا بينما الآن جميع مراحل الصناعة تتم فى (كتامة الغابة) مؤكدا أن هناك مشكلة كبيرة يعانون منها منذ سنوات مع الضرائب التى يقدمون لها  إقرارات ضريبية سنويا مناشدا الحكومة بإقامة منطقة صناعية وتوفير الخشب بطريقة منتظمة مع وجود نقابة للمهنة وغرفة تجارية لتنظيم علاقات التجار ببعضهم البعض.
ويكمل أحمد حسينى  صاحب معرض موبيليا بكتامة أن هذه الصناعة استطاعت أن توفر الآلاف من فرص العمل لشباب القرية بل إنها استطاعت أن تقضى على البطالة نهائيا كما أحدثت حالة من الرواج الاقتصادى وأصبحت لها شهرة واسعة بعد أن أصبحت المنافس الأول لدمياط محليا.
ويتوقع سعيد فاروق عاشور  تاجر أثاث أن القرية تتمتع بشهرة عالمية فى هذا المجال بعد الزيارات المتكررة من اصحاب معارض الأثاث.
 وأوضح أن القرية أصبحت الآن تحوى مئات المعارض التى تعرض أنواع الأثاثات التى تمت صناعتها بالقرية، لافتا إلى أن أسعار الأرض الزراعية بالقرية ارتفعت بصورة كبيرة جدا فوصل سعر قيراط الأرض بها إلى أكثر من مليون جنيه ما يقضى على فرصة التوسع فى هذه الصناعة وانحصارها فى المصانع القائمة وعدم تطويره.
ويكشف احمد السيد الكنفانى حاصل على ليسانس شريعة وقانون وصاحب ورشة للدهان الموبيليا عن اعتماد محافظة الغربية فى وقت سابق خطة لتطوير مستوى الأداء الحرفى والمهنى فى المناطق الصناعية المميزة فى العديد من الصناعات بمدن وقرى المحافظة خاصة أن عملية الانتاج لم تتوقف فى كتامة التى تشتهر بصناعة الأثاث والموبيليا وذاعت شهرتها فى كل مكان بعد أن أصبحت تنافس مدينة دمياط صاحبة الشهرة الواسعة فى صناعة الأثاث والموبيليا وبلغ حجم مبيعاتها أكثر من 300 مليون جنيه سنويا.
وأمام انتشار العديد من الورش فى شوارع القرية وداخل المنازل بشكل عشوائى كان لابد أن تحظى هذه القرية باهتمام مسئولى وقيادات محافظة الغربية.
ويوضح إبراهيم محمد معوض أنه تم تخصيص مبلغ 20 مليون جنيه من الدولة لإنشاء المنطقة الصناعية  على أن تتحمل الدولة النسبة الأكبر من قيمة التكاليف ويسدد المستفيد من المشروع القيمة الأصغر على أقساط شهرية لمدة 20 عاما ويصير المشروع ملكا لأهل القرية  ولمواجهة الحالة المتدنية فى حركة البيع والشراء  بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تشهدها مصر  الآن  وتعهدت  الدولة بتسويق الإنتاج من هذه المنطقة داخليا وخارجيا وهو ما يؤدى إلى محاربة مشكلة البطالة والعمل على تشغيل الشباب بالإضافة ابعاد الملوثات البيئية والسمعية عن الكتلة السكنية بالقرية ومن أجل ذلك كله وافق أهالى القرية  والمزارعون على ترك الأرض من أجل إقامة هذه المنطقة الصناعية ولكن لم يتم شىء.
ويشير شريف الصردى أحد أصحاب ورش نجارة  ومعارض موبيليا بالقرية إلى أنهم فوجئوا بالمسؤلين  يعرضون  المشروع بطريقة مختلفة تماما عما سبق شرحه وبأسعار باهظة وردت بكراسة الشروط  ما أدى إلى غضب أهالى القرية واعتراضهم على المشروع الوارد جملة وتفصيلا وبسبب ذلك توقف استكمال بناء المشروع.
أما  شوقى العيارى ومحمد محسون فقالا:  هذا المشروع  كان حلما لكل الحرفيين بالقرية  وتخيلنا  فى الأساس  أنه مشروع خدمى وليس مشروعا استثماريا كما تم عرضه  الآن  والذى عرض بطريقة مجحفة ومخالفة للقانون مما يهدد أهالى القرية وصناع الأثاث بالتشرد والقضاء على الصناعة النامية بالمنطقة التى تخدم القرى المجاورة بالمحافظة وخارجها.
وطالب التجار وأهالى القرية رئيس الوزراء ووزير الصناعة ووزير الاستثمار بزيارة للقرية لرؤية قلعة صناعة الأثاث فى وسط الدلتا لمساعدتهم فى توزيع منتجاتهم وإنشاء منفذ لهم للتصدير أسوة بدمياط.