الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإعلام يقدم القيم الإخبارية الغربية التى تتجاهل الخبر الإيجابى

الإعلام يقدم القيم الإخبارية الغربية التى تتجاهل الخبر الإيجابى
الإعلام يقدم القيم الإخبارية الغربية التى تتجاهل الخبر الإيجابى




كتب - محمد خضير


فسر خبراء إعلام التناول الإعلامى للقضايا الداخلية التى تحمل ظواهر سلبية بأنها تساهم فى اعطاء صورة أكثر سلبية عن مصر، تؤثر على المتلقى فى الداخل والخارج خاصة مع تفاقم العديد من الظواهر التى يمكن ان تناقش بشكل عابر وليس القاء الضوء عليها بصورة تظهر للخارج ان مصر تحل بها ظواهر وسلبيات لا حل لها، وهو ما ينعكس على عدم وجود اقبال على السياحة المصرية، ويؤثر على الدخل الاقتصادى لمصر.
وأرجعوا أن أسباب التركيز على الظواهر السلبية تعود لمدرسة غربية قديمة تركز على القاء الضوء على المشكلات فى حين عدم التركيز على الانجازات او الجوانب الايجابية، وهو ما ألزم وسائل الإعلام بتطبيق معايير وضوابط تلتزم مع ميثاق الشرف الإعلامى، وتسهم فى طرح القضايا الايجابية وليس فقط السلبية، والمساهمة فى تقدم وتطور المجتمع وعدم الحاق أى ضرر اجتماعى او اقتصادى داخليا او خارجية، وتفاصيل أخرى فى التحقيق التالي..
فى البداية أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام الأسبق أن واجب الإعلام ان يقدم الواقع بدون تهوين او تهويل، لكن ما نراه فى وسائل الإعلام منذ فترة كبيرة هو العمل وفق القيم الاخبارية الغربية التى تعتبر ان الخبر الايجابى ليس خبرا، والاخبار السلبية هى الاخبار التى تحمل صراعا وغرابة وعنفا، وبالتالى بهذا المفهوم يعمل بها الإعلام منذ فترة وهذا محل خلاف بين الإعلاميين وبين السلطة ايا كانت.
وأشارت الدكتورة ليلى الى ان هذه الطريقة تؤثر بالسلب على صورتنا ليس خارجيا فقط، بل وتعطى احساسا للمصرى باليأس نتيجة وجود ضغوط واحباط وفقد للامر، وبالتالى يجب التناول الإعلامى بمعالجة موضوعية تقدم الايجابيات والسلبيات بحجمها الحقيقى، بدون مبالغة او تهوين وعرض توازن وحيادية، حتى لا تتفاقم الظواهر وتزداد.
وأوضحت ان الإعلام يجب ان يكون قادرا على تقديم الحقائق وان يتبنى الإعلاميون مفهوم الإعلام الحر المسئول، وفق ضمير مهنى يلزم الإعلامى بمعايير مهنية من منطلق الخوف على الوطن ووضع فى الاعتبار ألا يفقد المجتمع القدرة على الامل والارادة، وبالتالى الالتزام بالمفهوم الإعلامى التنموى القائم على الحرية والمسئولية سوف يغير فى الكثير من نظرتنا للاحداث.
وقال الإعلامى حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين: إن هناك وسائل الإعلام تتجه بشكل مطلق نحو صالح الوطن، الا ان هناك توجها اخر معاكسا يتيح الفرصة لأعداء الوطن أن يستغلوا القضايا السلبية ويصدرونها للخارج، وبالتالى يقع بعض الإعلاميين فى هذا الخطأ ويعرض قضايا سلبية بشكل مبالغ.
واشار الكنيسى الى ان القضايا السلبية التى يظهرها الإعلام ومنها قضية القمامة فإن البعض يتناول القضية بتوسع وهو ما يكون له مردود سيئ على المجتمع، ويؤثر على المقاصد السياحية والاستثمارية التى نتمنى عودتها، وكذلك قضية الطالبة مريم التى تناولها الإعلام بشكل مكثف، فهى قضية تمس نزاهة العملية التعليمية والمعلمين ووزير التعليم وينعكس بالسلب على العديد من الجهات والمؤسسات الرسمية، وهو ما يثير الشكوك وعدم الثقة فى مؤسسات الدولة.
واوضح الكنيسى أنه عندما تصل هذه الحالة للاجيال الجديدة فهى تمثل كارثة تنذر بعواقب وخيمة، وهى اخطاء إعلامية تضخم احداثا محدودة للغاية لبعض بقايا الجماعة الارهابية يوم الجمعة من كل اسبوع، وتفاجئ بأن بعض القنوات يؤكد وجود مظاهرات حاشدة هنا وهناك، وبالتالى فإن هذا التناول ضد الاستقرار والاستثمار والسياحة.
واشار الى ان هذه الاخطاء يقع فيها بعض وسائل الإعلام، ولكن نأمل فى ان يستعيد الإعلام توازنه بعد اتخاذ خطوات فاعلة لتفعيل مواد الدستور الجديد 2014 التى تنص على منظومة إعلامية جديدة تتكون من المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام المرئى والمسموع والرقمى، والهيئة الوطنية للصحافة ومعها نقابة الإعلاميين التى تملك وحدها حرية اصدار ميثاق شرف إعلامى والتى تملك مراجعة ومتابعة من لا يلتزم بالميثاق.
وقال: إنه سوف يتم فى وقت قريب انشاء نقابة الإعلاميين لاننا علمنا ان رئيس مجلس الوزراء مهتم جدا بالتطرق لهذا المجال لضرورة ان يكون الإعلام سندا للوطن فى هذه الظروف التى نواجه فيها ارهابا من الداخل والخارج.
وقال صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة: إنه ليس هناك ما يحول بين الإعلام والمشاكل الداخلية التى تدور فى المجتمع المصرى من ان يعرض القضايا والمشكلات المطروحة، ولكن العرض حقيقى غير متزن وعدد من مقدمى البرامج التليفزيونية بالاخص يركز على السلبيات ويحولها الى خطب منبرية، ويختلط فيها ما هو نقد وما هو تحريض، ولا يضع فى اعتباره الظروف، ولا يعنى بسؤال الاطراف الاخرى فى القضية سواء كانت اطرافا حكومية او شعبية.
وأشار عيسى الى ان بعض وسائل الإعلام لا تعرض او تنشط دور المواطنين فى العمل على حل بعض المشاكل مثل مشكلة جمع القمامة ودورهم فى هذه القضية وحث المشاركة المجتمعية والتوعية باستخدام صنادق القمامة وعرض برامج واعلانات لكيفية التعامل مع هذه القضية، واعطاء نوع من الامل والعمل، كى لا تستغل هذه التركيز على الظواهر السلبية من المتربصين للنيل من مصر.
وقال صلاح عيسى إن هذا الامر يحتاج نوعا من المعالجة المهنية بان تلتزم وسائل الإعلام بقواعد العمل الإعلامى والمهنية، وان يكون للإعلام مساهمة بشكل قوى فى توعية وتقويم المجتمع والعمل على عرض الحلول واطرافها قبل ان تعرض على المتلقى وتُحدث عنده نوعا من الاحباط او السلبية.