الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أوقاف بنى سويف» تطارد سكان «الكرم» فى «قلة»

«أوقاف بنى سويف» تطارد سكان «الكرم» فى «قلة»
«أوقاف بنى سويف» تطارد سكان «الكرم» فى «قلة»




بنى سويف – مصطفى عرفة


يعيش 214 شخصا يسكنون بشارع الكرم الذى يضم 47 منزلا بقرية قلة التابعة لمركز اهناسيا غرب بنى سويف ظروفا مأساوية بعد طلب هيئة الاوقاف منهم اخلاء منازلهم التى يقطنون فيها منذ 45 عاما وتوارثوها ابا عن جد بحجة أنها مبنية على اراضى اوقاف فضلا عن ضرورة دفع مبالغ مالية تقدر بالاف الجنيهات كحق انتفاع للارض عن المدة السابقة.
المأساة شهدت مداولات فى المحاكم على اختلاف درجاتها وانواعها على مدار 19 عاما وتمكن الاهالى من الحصول على مئات الاحكام بالبراءة من الاستيلاء على أراضى الاوقاف التى تسارع فور صدور حكم البراءة بارسال انذارات ورفع دعاوى قضائية جديدة ضدهم وتوقيع محاضر تبديد ضدهم فى حلقة من العذاب المتواصل يتجرعون فيها كأس المر فيما جفت حلوقهم فى الشكاوى لجميع الحكومات المتعاقبة منذ 1997 حتى الآن دون يستمع لهم أحد.
المأساة يرويها الشيخ ابراهيم ابو هشيمة عبد الله اكبر سكان الشارع سنا واول من قام بالبناء فيه قائلا: اننا مجموعة من الاهالى استغلينا دخول المنطقة منطقة كردون المبانى عام 1970 وقمنا بشراء قطعة ارض كل واحد منا باسمه وتتراوح مساحتها بين ربع قيراط قيراط كامل وذلك كان عام 1970وأتذكر اننا كنا 7 افراد وقد اشتريناها من المدعو محمد وزير محمد عطية وكانت ارض زراعية ملك له ورثته من بعده وكل واحد منا أقام بيتا يعيش فيه وادخلنا الكهرباء والماء والعدادات باسمينا وفوجئنا بان هيئة الاوقاف ببنى سويف ومكتب اوقاف اهناسيا المدينة يحررون محاضر ضدنا بحجة انها أرض ملك هيئة الاوقاف المصرية وقال الشيخ ابراهيم: اثبتنا لهم أن هذه القطعة ملك السيد محمد وزير محمد عطية بناء على مستندات موجودة لدينا وتحت ايدينا منها شهادات قيود ومطابقة وعقود ومأخوذ بها صحة ونفاذ البيع وقاضونا فى المحاكم فاخذنا براءات بالجملة من المحاكم المصرية المختلفة وهى تحت ايدينا هذه البراءات ولكن هيئة الاوقاف ببنى سويف مازالت تضطهدنا حتى الآن بدليل اننا نحصل على البراءة ثم يتم عمل محاضر اخرى لنا فى اليوم التالى لصدور حكم البراءة.
ويفجر جمعة غيضان أحمد 72 عاما مزارع من أهالى الشارع مفاجأة بقوله «بدلوا القطعة اللى ملك الاوقاف بقطعتنا» موضحا أن هذه القطعة رقم 132 المشتقة من القطعة رقم 22 حوض الكرم رقم 11 منقولة لصالح المحسوبيات الكبيرة من القطعة رقم 5 سنة 1973 وما يثبت صدق كلامنا أن هيئة الاوقاف المصرية فرع بنى سويف استملت القطعة المذكورة ثم قامت بتغيير هذا الاستلام فى القطعة 11 ونحن فقراء لا نستطيع دفع المبالغ الكبيرة التى قدرتها الهيئة علينا واقل واحد مطالب بدفع 10 الاف جنيه وتحرير عقد جديد مع الهيئة نعترف فيه بملكية الهيئة.
يضيف سيد باهى مساعد شرطة بالمعاش انه اشترى المنزل الذى يقيم فيه حاليا على مساحة 110 أمتار من ورثة احد المواطنين ويدعى محمد محمود توفى منذ وقت طويل وغادر أبناؤه القرية بعد أن باعوا جميع ممتلكاتهم فى القرية.
ولفت سيد باهى إلى أنه قام بترميم البيت واضافة دور علوى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى ودخل كهرباء وماء وكان عايش فى امان الله حتى عام 1997 حيث فوجئ بانذار من مكتب هيئة اوقاف اهناسيا بدفع مبلغ 66 جنيها نظير انتفاع للمنزل وباثر رجعى من عام 1970 بحجة أن المنزل مقام على أرض ملك أوقاف فتقدم بعدة تظلمات دون جدوى وصعدت الأوقاف ضده برفع دعوى مباشرة طرد ونفذت حجز إدارى وحكمت المحكمة بحبسه 6 شهور وغرامة 2000 جنيه فقام باستئناف الحكم وحصلت على حكم براءة وفى اليوم التالى للبراءة اقامت الهيئة قضية جديدة وحصل على البراءة مرة أخرى بعد حكم آخر بحبسه وتغريمه وأقامت الاوقاف ضده 150 محضر تبديد وكل مرة يدفع 200 جنيه أمانة خبير غير أتعاب المحامى لكى ينهى الحجز.
واستطرد عم سيد قائلا: يا وزير يا محافظ يا حكومة انا بيتى خرب، الكتير عند الحكومة زى القليل.
فى حين دخلت اعتماد عبدالظاهر عبدالفتاح 63 سنة فى نوبة بكاء شديدة وقالت وهى تجلس على كرسى متحرك: دخلت القفص زى المجرمين واتحكم عليا بستة شهور سجنا وغرامة 2000 جنيه وقبضت مباحث تنفيذ الاحكام عليا ومكثت يوم بليلة فى التخشيبة لحد ما المحامى عمل الاستئناف وخرجت وبحمد الله حصلت على براءة ويا ريتهم سابونى فى حالى أقاموا ضدى دعوى قضائية جديدة وانا عاجزة وعندى السكر والضغط يا رب يا تموتنى يا تعميهم عنى يا ريت جوزى ما شرى حتة الارض دى ولا كنا شفنا المر اللى احنا فيه.
بصوت منكسر تضيف علية معوض محمد 50 سنة قائلة: انتوا بتاع الصحافة وصلوا صوتنا لوزير الاوقاف قلولوا ارحمنا يرحمك ربنا مش ملاحقين على المحامين ومحاضر التبديد علشان اعمل مصالحة مع الهيئة لازم اخذ مصالحة وادفع 200 علشان اقدمها للمحكمة فى الاستئناف علشان القاضى يدينى براءة من الحبس والغرامة وثانى يوم الاقى قضية جديدة والله كرهت حياتى حد يرحمنا.
يشير حمدى مسعود مزارع من اهالى الشارع المتضرر إلى أن هيئة الاوقاف تريد أن تجبر اهالى الشارع على توقيع عقود اذعان للاستمرار فى منازلهم وبأن يقر فى عقد الاذعان بأن منزله ملك خاص للأوقاف وتطالب المواطنين بسداد قيمة الايجار عن المنازل ايضا مدعية ملكيتها لجميع الأراضى وما عليها من مبان وفوجئ الأهالى بمطالبات وانذارات من هيئة الأوقاف تهددهم بالحجز على مساكنهم فى حال عدم سدادهم للمديونيات المتأخرة ويتساءل كيف تدعى الأوقاف ملكية منازلنا وهى ما نملكه من حطام الدنيا
بينما تلخص فاطمة محمد جابر مشكلتها فى أن والد زوجها اشترى الارض منذ 45 سنة وهى عبارة عن 300 متر وتزوجت فى هذا المنزل منذ 20 عاما.
وقالت: بعد وفاته ورثت 30 مترا فقط حجرتين وعفشة ميه وعندى 4 اولاد ودخلت القفص واستلفت 2015 من اهل الاهالى وكتبت على نفسى وصولات امانة لاتحاش السجن وربنا ما عندى فلوس ادفعها للمحامى ويوم الجلسة أخذ منى 200 جنيه ومعملش حاجة سابنى ومشى وموظف المحكمة رق لحالى ورفض ياخد 20 جنيها علشان يمضى الورق من النيابة علشان اخد افراج واخرج من المحكمة ولا اذهب لمركز شرطة اهناسيا واخرج وربنا كرمنى بالحصول على براءة فى الاستئناف إلا أن الهيئة رفعت ضدى قضية جديدة وكل شوية اعلانات من المحكمة وانذارات من قلم المحضرين والله لو الاقى بيعه للاوضتين وانصب بدلهم خيمة تاوينى أنا وأولادى.