الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

احتفالات «الثقافة» بنجيب محفوظ تمتد شهرين وتنتهى بذكرى ميلاده




 
اجتمعت لجنة من قيادات وزارة الثقافة، للتنسيق فيما بينهم وإعداد برنامج للاحتفال بالذكرى السادسة لرحيل أديب نوبل نجيب محفوظ، التى توافق 30 أغسطس، ترأس الاجتماع الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، وتم تناول تنظيم عدة ندوات ولقاءات، يقام على هامشها معرض لإصدارات وزارة الثقافة بخصومات كبيرة تصل لـ50%.
 

 
وعن الاحتفال بالأديب العالمى نجيب محفوظ قال الروائى يوسف القعيد: هذا الاحتفاء الكبير من وزارة الثقافة بذكرى رحيل نجيب محفوظ مهم جدا فى هذه الفترة، التى نواجه فيها الهجوم على حرية الإبداع والتعبير ومنع المقالات، فالهجوم الذى يتعرض له أعمال محفوظ حتى اليوم يؤكد أنه مبدع من نوع خاص، وليس كاتبا عاديا، فمهاجمته تعنى أنه مؤثر بدرجة كبيرة فى وعى الشعب المصرى وثقافته.
 
وقال دكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن الاحتفاء بنجيب محفوظ مستمر لمدة شهرين، يتخللها فى 12 أكتوبر احتفالية بحصوله على جائزة نوبل، وصولاً لعيد ميلاده الموافق 11 ديسمبر.
 
وعن احتفاء الهيئة العامة بمحفوظ قال مجاهد: نحتفى بأديب نوبل طوال العام، لا ننتظر مناسبة خاصة، فلدينا سلسلة خاصة باسم «نجيب محفوظ» يرأس تحريرها يوسف القعيد، وأيضا «مكتبة الأسرة» أنشأت إصدارات جديدة منها كتاب عن «العالم الروائى لنجيب محفوظ» للدكتورة لطيفة الزيات، وأيضا كتاب «نجيب محفوظ فى سينما أمريكا اللاتينية» للدكتور حسن عطية.
 

 
وأكمل: نجيب محفوظ قيمة كبيرة فى تاريخ الأدب العربى والعالمي، والاحتفاء به مستمر وإبداعه لا ينتهى ولا يرحل، الهجوم على أعماله بدأ مبكرا جدا، وقد دفع ثمن إبداعه ومدافعته عن حرية الفكر والتعبير، التى آمن بها، وأصبحت جزءا من معتقداته.
 
بينما تحدث الناقد والروائى فؤاد قنديل عن عالم نجيب محفوظ وذكرياته معه قائلا: لى ذكريات كثيرة معه فقد عملت تحت رئاسته فى مؤسسة السينما «استديو مصر»، اقتربت منه فوجدته شخصاً ملتزماً منظماً، لم يكن موظفا بالمعنى المتعارف عليه، ولكن كان باله مشغولا بالأدب والرواية، وكان لعقله حسابات أخرى، كان خفيف الدم دائم الابتسامة، مهتماً ومنشغلاً بالوطن وبالسياسية وبالفلسفة، يقرأ فى كل المجالات.
 
واستطرد: نجيب محفوظ كان متدينا أكثر من الذين يؤدون الصلاة علناً، كان تدينه يظهر وينعكس على معاملته مع الآخر، يكتب كل شىء عن الشخصية بدقة متناهية، من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والجسدية والعقلية، قبل أن يبدأ فى الكتابة يكون قد قرر موقف الشخصية من المتغيرات التى تمر عليها، درس عمق الشخصيات بما فيها موقف كل شخصية من الحياة السياسية التى تمر بها، خصوصا فى «الثلاثية»: «خان الخليلى» و«زقاق المدق» و«بداية ونهاية»، التى رصد فيها مصر منذ ما قبل 1919 حتى نهاية الأربعينيات.
 
لم يقدم نجيب محفوظ أعمالا خاصة للسينما، بل تحولت أعماله الروائية إلى أعمال سينمائية، يؤمن بأنه كاتب فقط، رفض الاشتراك فى كتابة أى سيناريو لأعماله، وكان يقول: أنا كاتب ودورى ينتهى عند آخر صفحة فى الرواية، أعجبه من أعماله التى تحولت لأفلام سينمائية: ثلاثة أفلام هى «اللص والكلاب»، و«بداية ونهاية»، و«القاهرة 30»، أما باقى أعماله التى تحولت إلى أفلام كان لديه تحفظات عليها، لكنه من حسن أخلاقه لم يدل بها ولم يعترض.
 

 
وعن مهاجمة محفوظ من قبل التيارات المتشددة، قال قنديل: تمت مهاجمته مبكرا جدا، فمثلا بدأ الهجوم على روايته «أولاد حارتنا» منذ أن نشرت فى الأهرام عام 1959، لما فيها من رموز وإيحاءات، ورأت جماعة «الإخوان المسلمين» فى التسعينيات أن محفوظ يستحق الرجم والجلد، ولو لم تكن لأعماله قيمة لما كانت مثاراً للهجوم والتربص طوال حياته.
 
ثم أبدى قنديل اعتراضا على ما يراه من إفراط من نجيب محفوظ فى دفع الشخصيات النسائية بأعماله إلى طريق الغواية والدعارة، تلك الشخصيات التى لم تجد حلاً للفقر والحرمان إلا الطريق إلى الدعارة.
 
وضرب مثلا على هذه الملحوظة بأعمال: «السمان والخريف»، و«القاهرة 30»، و«زقاق المدق»، فقدم محفوظ شخصيات مختلفة لكن المعالجة الدرامية متشابهة، وكان الحل الوحيد للفقر هو الغواية، وأنا أعتبر هذا من العيوب القليلة فى أعمال محفوظ، وإن كنت ألتمس له العذر لأن هذه الفترة التاريخية والسياسية قبل ثورة 1952 لم يجدوا إلا هذا الحل.
 
وفى النهاية يرى قنديل أن احتفال وزارة الثقافة، الذى تأخر قليلاً ليس إلا محاولة للحاق بالقطار، ويرى أنه من الأفضل أن نحتفل بميلاده كمبدع، بدلا من الاحتفال بوفاة مبدع.
أما عن برنامج الندوات التى ستقام بهذه المناسبة، وتقرر أن تبدأ جميعها الساعة السابعة مساء، فجاءت كالتالي:
 
بعد غد الأربعاء ندوة بعنوان: «دراسات حول نجيب محفوظ» يشارك فيها إكرامى فتحى، وجيهان فاروق، وحسام نايل، ويديرها محمد بدوى، والخميس ندوة بعنوان «نجيب محفوظ وأدبه فى إيطاليا»، يشارك فيها د.حسين حمودة، ود.صلاح السروى، ود.يسرى عبد الله.
 
أما المجلس الأعلى للثقافة، فيعقد عدة ندوات، الأحد بعنوان «عالم نجيب محفوظ» يشارك فيها بهاء طاهر، ود.جابر عصفور، وجمال الغيطانى، ود.هدى واصفى، والاثنين «مرايا نجيب محفوظ ..الفلسفة فى أدب نجيب محفوظ» يشارك فيها حسن حنفى، ويوسف القعيد، و«نجيب محفوظ فى تكنيك السينما» ويشارك بها د.أمانى فؤاد ويديرها الناقد توفيق صالح.
 
أما ندوات هيئة قصور الثقافة، فتبدأ الأحد 10 سبتمبر بقصر ثقافة سوهاج بعنوان «السرد المحفوظى بين القصة والرواية»، والثلاثاء 12 سبتمبر بقصر ثقافة الإسكندرية بعنوان «تغير آليات السرد عند محفوظ»، والأربعاء 13 سبتمبر بقصر ثقافة الإسماعلية بعنوان «أنماط شخصيات محفوظ بين الواقع والرؤية الفنية»، والخميس 14 سبتمبر بقصر ثقافة المنصورة بعنوان «تاريخ السلطة المستبد فى أعمال نجيب محفوظ»، والسبت 17 سبتمبر بقصر ثقافة الجيزة بعنوان «ممنمات الواقع المحلى فى أعماله الروائية يشارك فيها حسين حمودة، محمد البربرى، رمضان بسطويسى، الأحد 18 سبتمبر بقصر ثقافة الأقصر بعنوان «فرعونيات نجيب محفوظ».
 
كما تنظم دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية أسبوعاً لأفلام نجيب محفوظ الروائية والتسجيلية فى أكتوبر.
 
ويقيم صندوق التنمية الثقافية صالوناً ثقافياً عن نجيب محفوظ بقصر الأمير طاز فى أكتوبر.