السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سمر تواجه السرطان بالسعادة: «ناقصلى جولة واحدة وأعمل تثبيت أكتاف للمرض»

سمر تواجه السرطان بالسعادة: «ناقصلى جولة واحدة وأعمل تثبيت أكتاف للمرض»
سمر تواجه السرطان بالسعادة: «ناقصلى جولة واحدة وأعمل تثبيت أكتاف للمرض»




كتبت - علياء أبوشهبة
عندما تتصل بها يلاحقك صوت الفنان عبدالفتاح القصرى وهو يقول جملته الشهيرة «يا صفايح الزبدة السايحة» وعندما تسمع صوتها يتسلل إلى داخلك طاقة إيجابية منبعها سمر سيد، المحاربة الشجاعة التى استطاعت بروحها المرحة وحبها للحياة تحويل المحنة إلى منحة؛ كما تقول دائما عن نفسها.
سمر تحارب مرض السرطان منذ عامين، وتقدم الدعم النفسى والمعنوى لمحاربى السرطان؛ وهو ما تؤكد أنه يمنحها القوة ويؤثر بشكل إيجابى على المرضى لأن النصيحة تأتيهم ممن يشاركهم نفس المرض، لكن التفاؤل له مفعول السحر كما وصفته سمر.
لأنها محبة للحياة اختارت مجالات للعمل مفعمة بالطاقة الإيجابية، فهى فى الصباح مدربة سباحة، وهو المجال الذى خاضته منذ 14 عاما، حيث تقول: «كنت رايحة أقدم فى وظيفة ضابط تدريب فى القوات المسلحة مكنش ليا حظ أتقبل بس عجبنى مجال تدريب السباحة.. بعدها حصلت على تدريب متخصص من الاتحاد المصرى للإنقاذ والإتحاد المصرى للسباحة، والآن أعمل مدربة معتمدة، واستمتع بعملى بالأخص مع الأطفال».
والمجال العملى الثانى الذى خاضته سمر واحترفته قبل أربع سنوات هو تنظيم حفلات الحنة، كانت البداية من خلال تنظيم حفل الحنة لصديقتها المقربة، ودخلته لأنه مجال مبهج مثله مثل كل ما يتعلق بزفاف العروس، وأصبحت تستمتع بمشاركة كل عروسة لفرحتها ولكنها ليست مجرد مهنة بل حالة صداقة وحب تمنحها لكل عروس لتغرقها بالنصائح فيما يتعلق باختيار الفستان وتجهيز المنزل، وهو ما جعل قائمة أصدقائها ومحبيها فى تزايد مستمر، خاصة أنها تحرص عن إحياء الحفلات بمقابل مادى معقول، لكن ما تمنحه من بهجة يجعل العرائس على صداقة مستمرة معها، لأنها تعيش الفرحة مع كل عروس وكأنه يوم زفافها.
منحة المرض كما تحب أن تسميها سمر منحتها الكثير من النعم أهمها على الإطلاق حب الناس، وهو ما تعتبره كنزا لا يقدر بثمن، وتقول إن الشفقة والبكاء والتعاطف الزائد هو أكثر ما يمكن أن يسبب الإيذاء لمريض السرطان؛ وهو آخر ما ينتظره، وتحذر محارب السرطان من الانعزال عن الناس أثناء تلقيه جرعات العلاج الكيميائي، لأن حب الناس ودعمهم النفسى هو القوة الحقيقية التى يمكنها دفعه لعبور الأزمة.
«لحظة» هو اسم البرنامج التليفزيونى الذى قدمه الداعية مصطفى حسني؛ وهو طاقة النور التى دفعت سمر للتعامل مع منحتها كما تحب تسميتها بإيجابية، لأنه دفعها للنظر إلى التجربة باعتبارها صفحة جديدة توصلها إلى درجات عالية فى الجنة لم تكن تحلم بالوصول إليها؛ كما أنها لديها قناعة أن الله يعوض كل مبتلى بمميزات عدة يمكن على سبيل المثال أن نجد شخصا كفيفا يمتلك صوتا جميلا فى ترتيل القرآن، وفى تجربتها حب الناس هو المنحة التى أعطاها الله إياها.
«فاضل جولة واحدة ونعمل تثبيت أكتاف للمرض» هكذا علقت سمر على مرضها الذى تحاربه فى المرحلة الأخيرة، وتوجه النصح للاهتمام بالكشف المبكر فى حالة الشعور بأى تعب أو تغير، وفى تجربتها بدأت متاعبها بتكتل فى الثدى ظنت فى البداية أنه تجمع دموى نتيجة اصطدامها أثناء السباحة، ثم تبين أنه ورم حميد فى الثدى وعلمت بوجود ورم آخر فى الرحم ونصحت بعدم إجراء جراحة استئصال وكان ذلك قبل عامين، ثم عرفت أنها فى حاجة إلى جرعات العلاج الكيميائي، وهنا اضطرت إلى إبلاغ أسرتها. الصدمة والحزن سيطرا فى البداية على أسرة سمر، لكنها واجهت ذلك بإخبارهم أنها تستمد قوتها منهم، وأن التفاؤل هو أكثر ما تحتاجه، «ماما ربنا كارمنى بفضل دعاها وهى وبابا رضاهم عليا هو اللى منجحنى فى الدنيا». كثير ممن يعرفون سمر سيد ثم يعرفون ظروفها المرضية يقولون «انتى مش عيانة»، لأنها تواجه كل متاعبها بتفاؤل يشعرها بالقوة ولديها قناعة قوية أن سمر هى التى سوف تغلب السرطان وليس العكس، لذلك تفضل لقب «محاربة»؛ وهو ما يمنحها الطاقة الإيجابية لتخطى التعب الذى تشعر به بعد جلسات العلاج التى تسميها «الكيمو» وتعتبرها وكأنها إصابة بالإنفلونزا تستغرق 5 أيام وتنتهي، ودائما تردد «اللى احنا فيه ده مش نهاية المطاف إحنا أقوى».