الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات زمن فات

حكايات زمن فات
حكايات زمن فات




كتب - مديحة عزت

لم أجد أصدق من هذه الأبيات لشاعر رسالة الغفران أبوالعلاء المعرى الذى قال فى الزمان..
عجــبت وكم عجــب فـى الزمـان
 لرأى بنى دهرك القائل
فمــالـى لا أقــــول ولــى لســـان
وقد نطق الزمان بلا لسان
وبيعــت بالفـلــوس لكــل خــزى
وجوه كالدنانير الحسان
وأيــن فــرارى من زمانـى وأهلـه
وقد تمض شرا نجده والتهائم
رحم الله أبولعلاء المعرى وكأنه يصف زماننا اليوم ومن الحكايات التى لا أنساها كلما تصفحت ديوان أبوالعلاء.. يوم كنت واحدة من الوفد المرافق للزعيم أنور السادات فى زيارة إلى سوريا وكان وقتها رئيسا لمجلس الأمة وفى جولة حرة أصر رحمه الله على زيارة قبر أبوالعلاء المعرى فى قرية «معرى النعمان» وقال رحمه الله..
لابد من زيارة صاحب رسالة الغفران ويومها كتب الرئيس السادات فى سجل الزيارات هذه الكلمات.
إلى صاحب رسالة الغفران الذى جحدوه أديبا بدعوى أنه فيلسوف..
وجحدوه فيلسوفا بدعوى أنه أديب
وصوته يأتى من وراء القبر يردد
أولو الفضل فى أوطانهم غرباء.. رحم الله أنور السادات زعيما ورئيسا وأديبا وفنانا وواحدا من أهم أصحاب الفضل فى وطنهم الغالى مصر.
وبعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أخوف ما أخاف عليكم.. الشرك الأصغر. قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله.. قال عليه الصلاة والسلام «الرياء».. «النفاق».
أما هذه الأبيات فللشاعر نزار قبانى قالها فى النفاق..
“كفانا نفاق..
فما نفعُهُ كلُّ هذا العناق؟
ونحن انتهينا
وكلُّ الحكايات التى قد حكينا
نفاقٌ .. نفاقْ .. ونحن نلوك الحكايات الرتيبة
ونحملقُ فى بعضنا فى غباءْ
هذه الأبيات أهديها إلى السادة المنافقين المنتشرين فى الأحاديث الصحفية وبرامج الفضائيات وأكثرهم انتشارا فى بعض الصحف اليومية وهم من راكبى موجة الثورة بكل نفاق وافتراء.. هؤلاء الذين كلما أقرأ لهم أحاديث كلها افتراء ونفاق للثورة.. ولما كنت أعرفهم تماما وكيف كانت تصرفاتهم وتحركاتهم وآراؤهم قبل ثورة يناير أتذكر قول أستاذنا الدكتور إبراهيم عبده عن أمثالهم أنهم فعلا من أعلام «نفاقستان».
وبعد وكما قال الشاعر الراحل صالح جودت..
يا مصر أحضر فى أرضك قبرى ولا أحضر فيها قبر الضمير!!
فعلا يا صالح عليك رحمة الله.. فعلا ماتت الضمائر ومحتاجة لقبور نعم أرض مصر.. بداية من المستشفيات.. ومراكز الأحزاب الجديدة منها والقديم والمستحدث منها.. وحضر مقابر لضمائر منافقون الانتخابات بعد أن فشت الجهالة كما قال أستاذنا عباس محمود العقاد..
وانتشر النفاق ومن النفاق ما قتل!!
ولنا مثل.. من الذى كان سببا فى كارثة «1967» إنهم المنافقين الذين ادخلوا فى روع الزعيم جمال عبدالناصر أنه جاء بما لم يجئ به موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.. قالها محافظ ولم يعاقب على كفره بل عين وزيرا ثم من الذى أفسد نظام جمال عبدالناصر المنافقون الذين ألغوا أغنية لا تقال إلا فى ذكر الله «لبيك عبدالناصر لبيك».
صدقونى ما من أحد فى العالم يلقى هذا النفاق ويعيش بين هذا الرياء ويقرأ ويسمع كل يوم وكل لحظة أنه مُنزّه ولا يخطئ.. وأنه والأنبياء على قدم المساواة ولا يأتيه الباطل أبدا!
ولنا من التاريخ الذى يقول ما من ديكتاتور استعان ودعائم حكمه على أكتاف المنافقين المستغلين إلا وقد مات مقتولا أو معزولا أو هده المرض أو نفى بعيدا عن وطنه.. مثلا.. هؤلاء..
- قيصر قتلوه بالرغم من انتصاراته الحربية.
- نابليون نفوه وأذلوه فى سانت هيلانه بالرغم من منجزاته فى كل ميدان.
- هتلر انتحر بعد أن حول بلاده إلى خرائب وركام.
- موسيلينى شنقوه ورأسه فى الأرض ورجلاه فوق فى الحبل.
- بيرون ديكتاتور الأرجنتين نفوه وعاش ذليلا فى المنفى كأى هلفوت.
إنه السلطان الذى يحجب العبر على أيدى وأفكار المنافقين.
وأخيرا.. يا ريت يا شعب مصر الحر تتحرك تمنع طمع الإخوان فى الحكم بعد مائة سنة لم يصدفهم أحد من عقلاء مصر وشعب مصر المسلم الشريف بلا تطرف.. وكما قال أبوالعلاء المعرى.
إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها
فتاركها عمدا إلى الله أقرب
يا سيادة الرئيس السيسى وفقك الله فى خدمة مصر ورفعت مصر وشعب مصر.
وأخيرا بعد قضية حمدى الفخرانى هذه الكلمة إلى كل من يهمه الأمر.. يا سادة إن وراء كل فساد قانون يحتاج إلى تعديل!
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.