الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شوية شماتة بقى!

شوية شماتة بقى!
شوية شماتة بقى!




كتب - وليد طوغان

بعثت عبير حمدى الفخرانى بقبلة على الهواء لوالدها فى السجن الاحتياطى. قالت إنه سيظل مثلها الأعلى وعمودها الفقرى.. وأنها لا تتصور أن يكون متهما.
على الهواء أتى وائل الإبراشى بعبير للدفاع عن والدها.. فى المقابل جاء بالنائب علاء حسانين المشهور «بنائب العفاريت». كانت حلقة غريبة.. وكانت حجج ابنة الفخرانى ضئيلة فى الدفاع عن والدها.
قالت له على الهواء: هتفضل سندى وما حدش هيقدر يهدمك.. تحججت عبير الفخرانى بدولة مبارك التى مازالت تحكم.. قالت إن نظام مبارك هو الذى أسقط والدها انتقاما.. ليس فساد رئيس جمعية محاربة الفساد.
اللهم بعض الشماتة.. أحيانا الشماتة مطلوبة، قليل من الشماتة تصلح الفكر.. وتصفى النفس ممن ثاروا على الفساد طلبا لفرصة للفساد، الشماتة واجبة، عندما يلف قادة التطهير رقابهم بحبل العفن والرشوة لأجل «جهازين موبايل وعضوية نادى»!
الشماتة واجبة، فى موسم تساقط مجموعات من «زبل الحمام»، سبق وهددوا الدولة ومؤسساتها، وكياناتها، ووقفوا بها على حافة الهاوية، باسم الشرف والمروءة، والمواطن الغلبان، ورغبات الشعب، وحقوقه، ثم طلعوا شيوخ منصر.
دافعت ابنة الفخرانى عن والدها باستماتة. معلوم.. الوالد على راسه ريشة الفخرانى أصله ملاك من الجنة، تحت جناحه تعيش تتهنى شأن الوالد شأن قطنة ابلة نظيفة.. القطنة لا تكذب ولا تسرق.. ولا تساوم على الشرف.. قطنة أبلة نظيفة لا تطلب الملايين من تحت الترابيزة تفتيح مخ.. ولا تهدد: فيها لاخفيها!
أفق عبير الفخرانى فى الحديث عن قضية فساد رجت مصر كان محدودا للغاية العبرة فى مثل تلك القضايا للقانون الحجة لتحقيقات النيابة، والاحراز والتسجيلات والذى منه.. لا جملة «بابا مش ممكن يعمل كده» تصلح للدفاع، ولا البوسة على الهواء لمتهم قرارى يمكن الاعتداد بها فى دولة القانون.
لو أدين الفخرانى لابد عن جزره.. لو انتهت التحقيقات بادانته لازم «يلبس».. على التحقيقات أن تأخذ مجراها. دعنا نكون أفضل من الفخرانى نفسه.. قبل سنوات قليلة طالب بجزر المتهمين بلا محاكمة.. وقتها خرج مليون ثائر على كل ضامر يأتين من كل فج عميق يقولون إن الثورة لا تعرف القانون، ولا تعترف بالمحاكمات العادية.. لو كان تم لكان الفخرانى الآن فى خبر كان لو حدث هذا لكان وزير الزراعة ومدير مكتب وزير الزراعة، وأهل بيت الفخرانى وأهل بيت وزير الزراعة وأهل بيت مدير مكتب وزير الزراعة فى خبر كان أيضًا.
فى الدول الاستثنائية يضربون المعارضين وقطاعى الطرق والمتربحين والحرامية بالمدافع المضادة للطائرات، لكن فى الدول الحقيقية، تخرج ابنة المتهم على الهواء وتبعت لابوها بوسة طايرة حايرة من الاستديو لليمان، ثم تخرج فى سلام.. وترّوح تنام.
الاستثناءات غير الدولة.. ومفهوم الدولة غير مفاهيم الفوضى، وأخطف واجرى فى لعبة السبع طوبات. فى الدول الحقيقية مفاهيم الشرف والوطنية، غير ملاعيب شيحة، وكيكا على العالى وكيكا على الواطى.. وأبجنى تجدنى، وظرفنى تعرفنى.
فى الفوضى تظهر الأحقاد ويطلع حثالة المهن، ومدمنى الشعارات، ويخرج محترفو التلاعب بالنضال طلبا لمصلحة وطمعا فى شاليه بهاسيندا، أو شقة «أربع مطارح» فى التجمع الخامس.
تبقى حجة دولة مبارك وحجة البليد مسح التختة. مفروض أنها أصبحت قديمة حكاية دولة مبارك تلك. مبارك سقط بدولته قبل سنوات، بينما مازال الحديث عن نظامه لبانة للزنقة، وحجة للتعثر والفشل وقلة الأصل.
ليست عبير الفخرانى فقط هى التى تتحجج بمبارك بعد خمس سنوات من سقوط مبارك، أحزاب «النص كُم» تفعل أيضًا، رموز تحالفات بير السلم السياسية يفعلون أيضا.. يتحججون بنظام سقط وشبع سقوط فيعلقون عليه خيبتهم وقلة حيلتهم وسقوطهم المدوى.
بقى معقول، كان لحمدى الفخرانى حرية اللجوء للقضاء ضد دولة مبارك فى عز قوة نظام مبارك، ثم يوقعه نظام مبارك بعد سقوط دولة مبارك بخمس سنوات؟!
ياراجل بلا قرف.