الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ذعر فى الهرم

ذعر فى الهرم
ذعر فى الهرم




متابعة - سيد دويدار
أيام عديدة ظل فيها الطفل  يدبر قيمة مباراة نادى الزمالك وأرولاندو فى البطولة الإفريقية، محمد ظل يدخر النصف جنيه الذى يعطيه له والده «الفقير» مقابل العمل معه فى جراج السيارات حتى وصلت تحويشة محمد إلى ثمن مشاهدة المباراة على مقهى «أبو كريم»، وبكل سعادة طفولية توجه إلى هذا المقهى باكرا لكى يحجز مكاناً بالقرب من الشاشة بسبب نظره الضعيف واصطدم محمد بأن الأموال التى معه تكفى فقط المشاهدة بدون «المشروبات» وجلس محمد وقرر أن يغافل مالك المقهى ويحضر زجاجة «بيبسى» من السوبر ماركت الذى يقع بجوار المقهى وبالفعل عند أول هدف لنادى الزمالك وقيام المتفرجين من أماكنهم فرحا بالهدف اتجه محمد إلى السوبر ماركت وفتح الثلاجة وأمسك «بالبيبسى» ثم دفع ثمنها وفجأه! حدث ما لم يتوقعه محمد.

إطلاق نيران كثيفة من أسلحة نارية جعل جماهير نادى الزمالك التى كانت تشاهد المباراة تفر هاربة وأصحاب المحلات يغلقونها خوفا على حياتهم بينما محمد يسير خطوة للأمام ثم يعود للخلف خطوة وقدماه ترتعشان حتى حطمت طلقة آليه باب الثلاجة الذى كان يقف عندها وهنا قرر محمد الفرار إلى اتجاه القهوة من شدة  الطلقات وعند نزوله من أول درجة فى سلم السوبر ماركت استقرت طلقة آلية فى رقبة محمد وظل ينازع الموت وهو ينظر على شاشة المباراة وكأنه يودع فريقه الذى يعشقه.
لحظات ويحاول بعض الشباب انتشال محمد من بركة الدماء ووسط إطلاق الأعيرة النارية من مالك فرن ومقاول معروف فى حى العمرانية وبالفعل استطاعوا حمله وتوجه به إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وسط بكاء الأهالى من هول المنظر.
ولم تحرك دماء الطفل ضمير مقاول حى العمرانية المدعو اشرف هدد وأشقائه (طرف أول) والمدعو عمران وأشقائه (طرف ثان) وظلوا يطلقون النيران من جميع أنواع الأسلحة النارية وسادت حالة من الرعب وسط الأهالى والجيران والأطفال لولا تدخل مباحث قسم شرطة الطالبية بقيادة العقيد مدحت فارس مفتش المباحث والمقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية وقوات مباحث القسم لسقط أكثر من قتيل.
كان العميد درويش مرزوق رئيس مباحث قطاع الغرب قد تلقى بلاغا بوجود مشاجرة بالأسلحة الآلية بمنطقة الثلاثينى بالهرم تم إخطار اللواء طارق نصر مساعد الوزير لأمن الجيزة وقرر اللواء مجدى عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة ضبط طرفى المشاجرة وإعادة الأمن والطمأنينة للأهالى.
دقائق معدودة ويتحدث العقيد مدحت فارس مفتش مباحث الغرب على جهاز اللاسلكى ويوجه قوة من المباحث بكلمات حادة ويطالبهم بسرعة الانتقال لصعوبة الموقف.
لم يمر أكثر من ١٠ دقائق وتقتحم سيارة بيضاء كبيرة محيط إطلاق النيران بكل شجاعة وسط إطلاق «سارينة» الشرطة وفى ثوان يترجل الرائد مصطفى الدكر والنقباء خالد الوليلى وأحمد عصام  وأحمد كمال ومصطفى توفيق وتوجهوا فورا إلى مقرات إطلاق النيران عند الطرفين وفجأة صمتت النيران وهرب الطرفان وصعد المقدم محمد ربيع رئيس المباحث إلى الدور السادس حيث شقة مالك المخبز عمران سيد وكانت المفاجأة!
تبين عدم تواجد أى من الرجال وأن الشقة بها ٤ نساء واختفت الأسلحة وهنا أصدر اللواء خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تعليمات مشددة بضرورة ضبط الطرفين والأسلحة وطالب القوات بعدم مغادرة مكان الجريمة إلا بالاسلحة والمتهمين.
صعد النقيب احمد كمال إلى أسطح العمارة وتم ضبط بندقية خرطوش و٣ فرد خرطوش بينما تمكن النقيب أحمد عصام من ضبط بندقية خرطوش كان قد القاها أحد المتهمين فى عمارة أمامهم.
«لغز اختفاء المتهمين»
رغم ضبط أسلحة ومعرفة أسماء متهمى الطرف الأول إلا أن اختفاء المتهمين أصبح لغزاً لمباحث الطالبية رغم أن صوت إطلاق النيران ظل فى آذانهم حتى نزولهم من السيارة إلا أن أعين المقدم محمد ربيع توجهت إلى مقر «صالة الجيم» ليقتحمها ومعه الرائد مصطفى الدكر واحمد عصام وخالد الوليلى ليكتشف وجود ٥ شباب بدون ملابس يتدربون على أجهزة «الجيم» فازدادت الأمور تعقيدا ولكن اجسام الشباب الذين يتدربون لا تدل على أنهم رياضيون بالمرة فتم القاء القبض عليهم وبتفتيش «الجيم» تبين وجود أسلحة نارية وانهم من عائلة المتهم عمران فتم إخراجهم عرايا بعد اعترافهم.
وبينما يقوم أمناء الشرطة خالد مصطفى ومحمود على وسالم على  بتفتيش العمارة المجاورة يأتى للنقيب خالد الوليلى ضابط قسم شرطة الطالبية مكالمة هاتفية من أحد مصادره تخبره بأن المتهم الأول عمران سيد يختبئ فى منزل بنفس الشارع المقيم فيه فتمت مداهمته وبالفعل تم القبض عليه.
«اختفاء أشرف هدد وأشقائه»
فى الوقت الذى نجحت فيه مباحث الطالبية فى ضبط الطرف الاول لم تستطع ضبط أى متهم من الطرف الثانى واقتحموا اكثر من «جراچ» سيارات للبحث عنهم ولكن جاءت لهم اشاره بقيام المقاول المدعو اشرف هدد  بتسليم نفسه لقسم شرطة الطالبية وأنه مصاب بطلقات خرطوش حيث ادلى المتهم باعترافات امام اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بأن مجموعة مسلحة تابعة للمتهم عمران اختطفته من شارع العروبة واطلقت عليه النيران واصطحبته عنوة إلى منطقة المتصوريع تمهيدا للانتقام منه بسبب سابقة وجود مشاجرة بين عائلته وعائلة عمران حيث اصيب شقيق عمران بالعمى نتيجة اصابته ببندقية خرطوش فى وجهه. وقد انقذت العناية الإلهية أسرة عازف اورج فى فرقة شعبية يدعى ايهاب من الموت المحقق بعد أن اخترق الرصاص شقتهم وهم بخارج المنزل وقد التقت «روزاليوسف» مع على جبس احد شهود العيان والذى اكد انه كان يشترى بعض احتياجاته من السوبر ماركت وفجأة سمع صوت اطلاق الأعيرة النارية وشاهد الطلقات تخترق الثلاجات وفجأه سقط الطفل محمد واخترقت الطلقة رقبته وسقط وسط بركة من الدماء ونقلناه إلى المستشفى لكنه توفى واضاف الشاهد أن الاعيرة النارية كانت فى كل اتجاه واصيب شاب اخر وهو الان يرقد فى العناية المركزة.