الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قلقيلية «مدينة الجدار» الاحتلال يحيطها من أربع جهات وأهلها يقاومونه بالزراعة

قلقيلية  «مدينة الجدار» الاحتلال يحيطها من أربع جهات وأهلها يقاومونه بالزراعة
قلقيلية «مدينة الجدار» الاحتلال يحيطها من أربع جهات وأهلها يقاومونه بالزراعة





ما بين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا على ما يحدث أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات تنتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامدا رغم الاحتلال مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن على مدار 6 أيام ترصد  روزاليوسف  من   خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ الذى يصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قلقيلية ونابلس  مرورا  بالخليل وبيت لحم وطولكرم  وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.

ى اليوم الثانى كانت زيارتنا إلى محافظة قلقيلية وأثناء ذهابنا من مقر إقامتى بمحافظة رام الله إلى قلقيلية وجدنا الاحتلال الإسرائيلى يقوم بتحريف أسماء القرى وتحويلها إلى اسماء يهودية لمستوطنات تابعة لهم بهدف طمس الهوية الفلسطينية ولكن تلك المحاولات تواجه بصمود من قبل الشعب الفلسطينى ووصلنا إلى المحافظة فى جولتنا فى هذا اليوم وأمضينا ساعة بالطريق وأثناء دخولنا استقبلنا محافظ البلدة بسيارة شرطة ولاحظنا وجود لافتة وهى تحذير للمستوطنين بعدم دخول المحافظة وفى البداية نتعرف محافظة قلقيلية وهى مدينة فلسطينية تقع على مقربة من الخط الأخضر فى فلسطين وهى مركز محافظة قلقيلية تقع أراضيها عند التقاء الساحل مع الجبل وتعتبر خط الدفاع الأول نظرًا لقربها من الخط الأخضر موقع قلقيلية الجغرافى منحها أهمية خاصة حيث أصبحت نقطة التقاء بين المدن الفلسطينية من شمالها وجنوبها وغربها وربطت نابلس وما ولاها شرقاً بيافا وقراها غرباً وهى نفس الأهمية التى حظيت بها قديماً يوم كانت محطة بارزة للقوافل التجارية تحط عند ينابيعها الرحال وتزيل عناء السفر بالشجر والظلال وذات الموقع جعل من قلقيلية نقطة انطلاق لكثير من الغزوات الحربية وجعل من محطة سكة الحديد فيها الواقعة على الكيلو ٨٢ من محطة حيفا إحدى المحطات المعدودة المعتمدة على امتداد خط سكة الحديد الموصل بين الشام ومصر.
تعود قلقيلية بهذه التسمية إلى العهد الرومانى فما زالت تحمل الاسم الرومانى ويعود تاريخ المدينة وجذور التسمية إلى العصر الكنعانى ويذهب بعض المؤرخين إلى أن قلقيلية مأخوذ من اسم قلعة تعرف باسم «قلقاليا» وهى القرية التى ذكرت فى العهد القديم باسم «جلجاليا».
أما ما ذهب إليه بعض المحدثين من غير المؤرخين إلى أن اسم قلقيلية يعود إلى القيلة، وهى الموضع الذى يأوى إليه المتعبون وقت القيلولة فى الظهيرة طلبا للراحة أو المكان الذى تحط عنده القوافل الرحال بغية الراحة والتزود بالماء والأرجح أن الصدفة هى التى جمعت بين اسم قلقيلية ذى الجذور التاريخية وموقعها الغنى بالماء والأشجار والذى جعل منها موضع قيلولة.
وفى بداية حديثنا مع المحافظ رافع رواجبة قال أن مصر دائما هى سند للقضية الفلسطينية واستطاع الرئيس السيسى أن يقلب الطاولة فى وجه المخططات الغربية والتى كانت تهدف إلى تقسيم منطقة الشرق الاوسط وعن الشأن الفلسطينى قال إن الاخوان وحماس ودحلان وإسرائيل يحاولون الانقلاب على القضية الفلسطينية وعن الوضع داخل المحافظة قال إنها تسمى مدينة الجدار المحاصرة من 4 جهات يوجد بها 27 بؤرة استيطانية وفى المقابل 27 قرية فلسطينية وهى محافظة زراعية يوجد بها 76 بئرا للمياه على مساحة 8 آلاف فدان كل بالاضافة إلى فدانين ملك لنا لكن خلف الجدار وعن الطاقة الكهربائية بالمحافظة قال يوجد لدينا مشكلة فى الكهرباء.
وأضاف المحافظ أنها تعد من المحافظات الاكثر أمنا لكن نعانى من الحواجز والتفتيش وسرقة الأراضى والتى تمارس من قبل الإسرائيلين يوجد بها 55 ألفا من عدد السكان والفاكهة الأساسية بها هى الجوافة والعائد الاقتصادى لنا خلال عام هو 12 مليون دولار ونصدر لـ14 دولة موضحا أننا كمحافظة زراعية فثلث مياه فلسطين فى قلقيلية فعندنا مزراعون وبيئة مناسبة ولكننا نحارب من قبل الاحتلال لتدمير بنيتنا الزراعية عبر نشر الحشرات والتى توجه إلى زراعتنا من أجل افسادها هناك حرب فى تهديد منتجاتنا الزراعية.
الجدار العازل بالمدينة
وعقب ذلك توجهنا إلى إحدى المناطق داخل المحافظة ويوجد بها الجدار العازل وهو مراقب عبر الكاميرات ومجسات بهدف ارسال أى رسائل لاجهزة الامن حول وجود اى اقتراب أو اختراق للجدار لكن المزارعين لدينا قاموا برفع دعاوى قضائية بهدف زراعة أراضيهم خلف الجدار وبالفعل هناك مزارعين يقومون حاليا بالزراعة خلف الجدار وشَملت الجولة كافة البوابات القائمة على جدار الفصل العنصرى والوقوف على المعيقات التى يواجهها سكان ومزارعو القرية.
ويقول سامح عودة مدير العلاقات العامة والإعلام بالمحافظة إنه نتيجة لموقع قلقيلية المتقدم أقصى مدينة فى غرب الضفة الغربية حاول الاحتلال الإسرائيلى من خلال كل الحروب التى خاضها وعبر الاعتداءات المتكررة تدمير قلقيلية وحتى إزالتها عن الوجود كما حدث عام ١٩٦٧ عندما قام جنود الاحتلال فور دخولهم قلقيلية بتهجير أهلها قسراً ودمروا أكثر من ٧٠٪ من بيوت المدينة إلا أن إصرار أهل قلقيلية على العودة، والظروف السياسية فى ذلك العهد حالت دون استكمال تنفيذ هذا المخطط الذى سبق وهدد به موشى دايان «عام ١٩٥٣» عندما صرح قائلاً: سأحرث قلقيلية حرثاً.
كما أخفقت من قبل المحاولات الإسرائيلية لاحتلال قلقيلية بعد هزيمة ١٩٤٨ رغم فقدان المدينة لآلاف الدونمات عقب قرار التقسيم وكانت بعض تلك الأراضى فى عمق الساحل الفلسطينى وفى عام ١٩٤٩ جاءت اتفاقية رودس لتحرم المدينة من آلاف الافدنة الزراعية غرباً وشمالاً وجنوباً ولم يبق لقلقيلية إلا بعض عشرات من الافدنة السهلية والأراضى الجبلية الجرداء من جهة الشرق.
وأضاف اننا هنا نسعى بالوصول إلى المناطق المستهدفة والاطلاع على مشاكل المواطنين فيها ونقل معاناتهم وإيجاد الحلول التى تخفف عنهم ومن اجل وصول المواطنين إلى اراضيهم الزراعية التى يمنعهم الاحتلال من الوصول اليها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية و الدولية.
موضحا ان تلك الزيارات لها أثر كبير لدى اهالى القرية الذين يعانون مما خفف عنهم الكثير وطالبوا بضرورة الزيارات المتواصلة فى ظل ما يمُارس عليهم من ضغوطات بهدف الالتقاء بالمواطنين فى المناطق المحاصرة والقريبة من المستوطنات للوقوف على معاناتهم وتنفيذ التعليمات بخصوص معالجتها بوجه السرعة.
مذبحة قلقيلية
وفى عام ١٩٥٦ «مذبحة قلقيلية» هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلى ومجموعة من المستوطنين المدينة وقد عمد الجيش الإسرائيلى إلى قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها وتم نسف مركز قلقيلية التابع لجيش الإنقاذ العربي. وراح ضحية المجزرة أكثر من ٧٠ شهيدا.
وفى عام ١٩٦٥ قامت قوات إسرائيلية بالتسلل فى الليل إلى خط الهدنة وقامت بنسف ١٢ بئراً ارتوازية متاخمة لخط الهدنة فى أراضى قلقيلية، وكذلك قامت بتفجير محطات الوقود فى المدينة وكانت هذه المحطات لا تبعد سوى ٤٠٠ م عن الخط الأخضر.
 الممارسات الاستيطانية
ويضيف شملت الممارسات الإسرائيلية الخاصة بمصادرة الأراضى الفلسطينية والاستيلاء على أراضى محافظة قلقيلية، إذ قامت قوات الاحتلال الإسرائيلى بمصادرة نحو ٨٠٪ من جملة مساحة أراضى المحافظة وذلك لإقامة المستوطنات الإسرائيلية وشق الطرق الالتفافية بالإضافة إلى خدمة الجدار الفاصل ولم تقتصر مخاطر الاستيطان على سلب الأرض فقط، بل يصاحبها أعمال التخريب والعبث بالأراضى المحيطة بالمستوطنات.
وأثناء تجولنا داخل المحافظة كشف لنا مسئول رفض ذكر اسمه إلى أن هناك مسئولون ورجال أعمال من بعض دول الخليج زاروا معارض نظمت فى إسرائيل فى السابق و أن هناك قصور لحاكم قطر وزوجته بالقرب من المحافظة نشاهدها على مرمى البصر فى «نتانيا» بالاضافة إلى أن هناك مدرسة تعلم فيها تميم هناك وأن الإسرائيليين جذبوا الخليجيين بأبحاث عن النباتات الصحراوية ومزارع الخيول والأغنام والجمال وتحسين إنتاجية النخيل.
وأضاف كان لجهود إسرائيل فى هذا الاتجاه نتائج فعلية ففى شهر سبتمبر 1994 أعلن مجلس دول التعاون الخليجى عن وقف المقاطعة الاقتصادية غير المباشرة المفروضة على الشركات العاملة فى إسرائيل أو معها ما أزال واحدة من أبرز العراقيل التى كانت تعيق عمل الشركات الأمريكية العاملة فى إسرائيل ودول النفط الخليجية. وتلى ذلك إقامة علاقات بين إسرائيل وهيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية مثل الخطوط الجوية الأردنية «رويال جوردونيان»، و«جالف اير» التى يقع مقرها فى البحرين والخطوط الجوية القطرية قطر اير وغيرها من الشركات التى خففت من القيود المفروضة على المسافرين والبضائع القادمة من إسرائيل إلى الدول العربية.
وكانت الأجواء السائدة فى ذلك الوقت مواتية لخلق الكثير من الفرص الاقتصادية الجديدة خاصة فى دول الخليج الثرية. وتزايد عدد رجال الأعمال والصناعيين الإسرائيليين الذين طلبوا معرفة المزيد من المعلومات عن إمكانية عقد صفقات مع نظرائهم العرب وقام معهد التصدير الإسرائيلى بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية بتنظيم وترتيب مشاركة شركات ومؤسسات إسرائيلية فى معارض تجارية بدول الخليج العربى تم خلالها عرض منتجات تكنولوجية إسرائيلية متقدمة وفى المقابل استضافت إسرائيل مندوبين ومسئولين ورجال أعمال، لحضور معارض تنظم فى إسرائيل. وبدأ الخبراء الزراعيون الإسرائيليون فى تطوير وتنمية العديد من الأبحاث والاكتشافات والتجارب العلمية فى مجالات بعينها تحظى باهتمام دول الخليج العربى على وجه الخصوص، مثل تطوير تربية نباتات صحراوية وإقامة مزارع لتربية الخيول والأغنام والجمال، وتحسين إنتاجية النخيل من التمر.
وأشار إلى ان رجال الأعمال الخليجيين اهتموا كثيرا بما شاهدوه من تقدم تكنولوجى إسرائيلى ونبع اهتمامهم من رغبتهم فى الحد من اعتمادهم على تصدير النفط وتنمية مجالات اقتصادية وصناعية جديدة لوضع أسس لتصدير منتجات جديدة وبصورة مبدئية كانت تقديرات معهد التصدير الإسرائيلى تشير إلى أن إسرائيل تصدر منتجات تقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويا إلى دول الخليج العربى فى مجالات متنوعة مثل وسائل الاتصالات وأجهزة التبريد والتكييف، والتجهيزات الطبية والبتر وكيماويات ومواد البناء والأغذية والمنتجات الزراعية. كما حملت العلاقات الإسرائيلية الخليجية فى مضمونها إمكانية تقصير الطريق أمام الإسرائيليين إلى الأسواق الآسيوية الكبرى عبر المرور واستغلال الموانئ التجارية الكبرى والمتقدمة فى الخليج العربى.


خبراء إسرائيليون فى قطر

أوضح لنا  مسئول أن هناك اتفاق قطرى إسرائيلى لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها فى مزارع إسرائيلية بوادى عربة التى تسودها ظروف مناخية مشابهة لتلك الموجودة فى قطر وكان الاهتمام القطرى بهذا المشروع كان كبيرا بسبب الرغبة فى زيادة إنتاج وأرباح المزارع القطرية ولأسباب تتعلق بالكرامة الوطنية المرتبطة بالسعى لزيادة الإنتاج الوطنى من أجل منافسة منتجات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التى تغرق أرفف محلات السوبر ماركت فى قطر ولذلك بعد الحصول على الضوء الأخضر المطلوب قام خبراء إسرائيليون بزيارة قطر والتقوا برجال أعمال هناك تبادلوا معهم المقترحات، التى ضمت جداول زمنية لتنفيذ المشروع ولكن بعد مرور عدة أشهر توقف المشروع بسبب التدهور السياسى فى المنطقة.
وأشار إلى أن مؤسسات بحثية وأكاديمية بدأت فى وضع خطط إقليمية فى مجالات مختلفة تتعلق بحماية البيئة والمياه والطب بما فى ذلك علاج المرضى العرب فى مستشفيات إسرائيل.