الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مثلث تنمية فائق السرعة يحقق قيمة مضافة للاقتصاد

مثلث تنمية فائق السرعة يحقق قيمة مضافة للاقتصاد
مثلث تنمية فائق السرعة يحقق قيمة مضافة للاقتصاد




كتب -أحـمــد ســنـد
شهد العالم فى الفترة الأخيرة ظاهرة نمو اقتصادى فائق السرعة لبعض الدول رغم أن بعضها لايوجد به موارد طبيعية أو حتى أحياناً ثروة بشرية بالشكل الذى يسمح بهذا المعدل غير المعتاد فى نمو الدول.
ومن أمثلة هذه الدول الصين ، كوريا الجنوبية، جنوب أفريقيا، سنغافورة ، وفى منطقتنا العربية دبى إحدى إمارات دولة الإمارات العربية، وتجئ فيتنام فى آخر هذه الدول التى تشهد حالياً نمواً اقتصادياً فائق السرعة.
وقال اللواء مهندس وائل المعداوى وزير الطيران اﻷسبق  لـ«روز اليوسف اليومية» إنه بدراسة هذه النماذج يتضح أنها تتبع كلها نهجاً تنموياً مستداماً واحداً، فهى تستفيد من موقعها الجغرافى وتنشئ بنية أساسية لتكون مركزاً عالمياً للتجارة العابرة بحراً وجواً، وكذلك مركزاً للصناعات التحويلية وصناعات التجميع والتغليف وإعادة تصدير المنتج النهائى بحراُ أو جواً.
وأوضح خلال كلمته التى ألقاها ممثلاً عن مصر فى مؤتمر النقل المائىالتى عقد على مدار يومين خلال الأسبوع الجارى برعاية جامعة الدول العربية والدول الأعضاء بها أن البنية الأساسية اللازمة لذلك تتكون من ميناء بحرى محورى ضخم (Naval Hub) على خط الملاحة الدولية يسمح باستقبال السفن العملاقة حاملة الحاويات والتى تصل حمولتها أحياناً إلى 60 ألف حاوية، شريطة أن يزود هذا الميناء بإمكانيات تخزين وتداول هائلة للحاويات (Container Storage and Handling Areas) ومراكز توزيع (Distribution Centers)، ومراكز لوجستية (Logistic Centers) ومخازن حديثة وعملاقة (Modern Stores and Warehouse) .
قال المعداوى إنه لابدأن تشمل تلك البنية موانئ برية (Dry Ports) بالإضافة إلى العنصر الآخر الأساسى لهذه المنظومة وهو المطار المحورى العملاق (Airport Hub) والذى يحتوى بدوره على نفس مكونات الميناء المحوى و على أن يكون له حركة نقل ركاب ضخمة (30 مليون راكب فأكثر سنوياً)، والعديد من الممرات لأحدث طائرات نقل الركاب والبضائع، كما يجب أن يكون مزوداً بصالة بضائع مستقلة (Cargo Terminal)، فكلما زادت الحركة الجوية فى هذا المطار المحورى وتعددت مقاصد الطائرات كلما زادت فاعليته، المعروف أن 45% من حجم تجارة البضائع الجوية تنقل فى باطن طائرات الركاب (Aircraft Pelly) فى حين تقوم طائرات الشحن بنقل 55%الباقية.
وأضاف أنه كلما تعددت مقاصد الطائرات (Aircraft Destinations)   كلما تحسنت شبكة النقل الجوى وزادت كفائتها والإقبال عليها من العملاء.
ويتم ربط الميناء المحورى ومرافقه بالمطار المحورى ومرافقه بشبكة طرق برية وسكك حديدية، وتستخدم الأراضى الواقعة بينهما والمحيطة بهما فى انتشار الصناعات التحويلية وصناعات تجميع المنتجات الإلكترونية وتغليف المنتجات النهائية التى تصل مكوناتها بحراً بالحاويات والتى يتم شحنها جواً بعد تجميعها فى تلك المصانع وتغليفها فى شكل منتج النهائى ويسمى ذلك (Sea Air Concept) أو بحراً فى حاويات مرة أخرى إما عن طريق الميناء البحرى المحورى أو موانئ التوزيع الغير محورية.
شدد المعداوى على أن  مصر دولة مؤهلة لتكون من الدول فائقة السرعة فى التنمية الإقتصادية لوجود المكونات التالية من المشروع السابق عرضه بها،من موقع جغرافى مميز يتوسط العالم ويقع على مسار التجارة الدولية العالمية العابرة، كما يضيف وجود قناة السويس بها بأهميتها الملاحية العالمية بعداً استرتيجياً مميزاً .
لفت المعداوى إلى أهمية  وجود ميناء محورى تحت الإنشاء هو ميناء شرق بورسعيد الذى تتجاوز مساحته 75 كيلو مترًا مربعًا وتم تخطيطه بالكامل ، كما أنجز منه حتى الآن 15%على مسار التجارة العالمية العابرة وتعترف به جميع دول العالم كميناء بحرى محورى (يجب ألا تقل مساحة الميناء المحورى عن 50 كيلومتر مربع وهو الميناء الوحيد فى مصر الذى ينطبق عليه هذا الشرط).
وأشار إلى مشروع قناة السويس الجديدة ومابها من مناطق لوجستية ومراكز توزيع ومخازن عملاقة وموانئ نقل برى لتداول الحاويات إلى جانب  وجود مخطط مشروع مدينة مطار القاهرة المحورى (Cairo International Airport City) والذى تم تخطيطه بواسطة شركة ACOM العالمية عن طريق البنك الدولى والذى يحتوى على كل المرافق المشار إليها بالإضافة الى صالة شحن (Cargo Terminal) تسع ثلاثين طائرة شحن عملاقة، بالإضافة لمزايا مطار القاهرة الدولى المعروفة  كوجود ثلاث ممرات عاملة، وممر إحتياطى، ووجود شركة مصر للطيران به كمطار رئيسى (Home Base)، وقدرة المطار على استيعاب ثلاثين مليون راكب كمرحلة أولى يمكن زيادتها مستقبلاً لخمسون مليون راكب كمرحلة ثانية، وأكثر من ذلك فى مراحل لاحقة مستقبلا .
ولفت إلى وجود موانئ عديدة على البحرالأبيض المتوسط والبحر الأحمر مثل ميناء الإسكندرية والدخيلة وغرب بورسعيد ودمياط والسويس والعين السخنة كموائى توزيع لنقل البضائع العابرة أو البضائع المجمعة فى شكلها النهائى بحراً إلى دول العالم المختلفة شرقاً وغرباً، و شمالاً وجنوباً، فى ظل مشروع الرئيس السيسى لإنشاء شبكة طرق برية وسكك حديدية حديثة بالإضافة للشبكات القديمة والتى تربط كل مناطق المشروع، خاصة المحاور البرية التى طورتها القوات المسلحة أخيراً مثل محور القاهرة الإسماعلية – محور القاهرة السويس – محور قناة السويس – محور القاهرة العين السخنة إلى جانب  ظهير صحراوى ممتد بين قناة السويس ومدينة مطار القاهرة المحورى، وتوفر الأراضى المرفقة بها، والتى تصلح لبناء آلاف المصانع التحويلية والصناعات التجميعية والصناعات المرتبطة بها كالتغليف وخلافة.
أوضح المعداوى أن توفر قوة بشرية وعمالة ماهرة ونصف ماهرة من خريجى المدارس الفنية والصناعية والعامة، وخريجى كليات الهندسة، بتكلفة اقتصادية مقارنة بالدول المنافسة مع إنتشار مدن سكنية لتلك القوى العاملة المطلوبة مثل العاشر من رمضان والسويس وبورسعيد والإسماعلية والصالحية والشروق والقاهرة الجديدة ومدينتى، تستطيع أن تستوعب كل العمالة المطلوبة لذلك المشروع العملاق.
وشدد على ضرورة إستكمال الدراسات اللازمة لذلك  البرنامج ووضعه فى شكل نهائى خلال ثلاثة أشهر وإدراجه ضمن السياسة الاقتصادية للدولة للانطلاق فى خطة لاتتجاوز الخمس سنوات.
وأشار إلى أهمية الإسراع فى استكمال البنية الأساسية لميناء شرق بور سعيد المحورى وطرح مكوناته للمستثمرين، وإسناد إدارته لمسثمر رئيسى كبير ذو خبرة عالمية فى إدارة المونئ المحورية.