الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توثيق دور المرأة فى الثورات بالتعاون مع الأمم المتحدة

توثيق دور المرأة فى الثورات بالتعاون مع الأمم المتحدة
توثيق دور المرأة فى الثورات بالتعاون مع الأمم المتحدة




كتبت - علياء أبوشهبة
عقدت مؤسسة «المرأة والذاكرة» (WMF)، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة الملتقى الدولى للتاريخ الشفوى فى أوقات التغيير - الجندر، التوثيق وصناعة الأرشيف، من 13 وحتى 15 سبتمبر الماضي، وركز الملتقى على توثيق السرد الشفوى المتعلق بالثورات فى العالم العربي، كما عرض دراسات مشاركين على النطاق الدولى للمشاركة بتجربتهم عن توثيق تجارب الثورات وفترات التغيير فى أماكن أخرى من العالم.
يهدف ملتقى «التاريخ الشفوى فى أوقات التغيير: الجندر، التوثيق، وصناعة الأرشيف» إلى توطيد الصلات بين العلماء والباحثين والطلاب والفنانين وممارسى التاريخ الشفوى وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الآراء والتجارب فيما يخص التحديات التى تواجه مشروعات التاريخ الشفوى فى أوقات التغيير مع التركيز على قضايا الجندر.
دكتورة فيحاء عبدالهادى كاتبة، وباحثة فلسطينية، عرضت دراسة توثيقية مهمة لدور المرأة الفلسطينية منذ بداية النكبة الفلسطينية، وقالت: إن بعض رواة التاريخ اختصروا دور المرأة فى توفير الطعام للرجال؛ وحتى إن كان دورها يقتصر على ذلك فهو دور مهم لا يمكن إغفاله.
وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية ساهمت فى جميع المجالات، كالمسرح والأدب التأليف والإخراج المسرحى وتطور العمل الصحفي، وليست مجرد صحفية تدرب الصحفيين، ولم يعد هواية كما تدربت المرأة على عمل الإسعافات الأولية، وشهدت الخمسينيات مظاهرتين للسيدات بقيادتهن إحداهم ا كانت ضد العدوان الثلاثى فى مصر.
ولفتت إلى أن اهتمام المرأة بالسياسة كان من خلال الأسرة، الزوج والأب والابن، مضيفة أن تغيير الوعى يعتبر ثقافة متراكمة يحتاج إلى الكثير من العمل بأشكال مختلفة وليس فقط بالدراسات وإلا نكون نخاطب أنفسنا.
فيما قالت دكتورة هدى الصدة، رئيسة مجلس الأمناء وعضوة مؤسسة المرأة والذاكرة: «فى ستينيات القرن الماضي، كانت مشروعات التاريخ الشفوى فى صدارة الحركات الاجتماعية التحريرية بشكل عام، والحركات النسوية بشكل خاص».. وأضافت: أن المؤرخات النسويات قمن بتحدى التيار السائد فى سرد التاريخ الذى كان يساهم فى خلق صور ثقافية نمطية سلبية عن دور النساء فى التاريخ والمجتمع، فتم توثيق أصوات النساء المهمشة وإدخال وجهات نظرهن المتنوعة فى السرد التاريخي. وبالفعل نجح التاريخ الشفوى النسوى فى خلق أساس معرفى يدعم الحركة النسوية فى بلدان كثيرة من خلال أرشيف لأصوات النساء.. وتوضح د. هدى أن تزايد التحولات الجذرية والثورات التى طرأت على المنطقة العربية يفرض تحديات على متخصصى التاريخ الشفوى فيما يتعلق بدور التاريخ الشفوى فى أوقات التغيير وحدوده.
يُذكر أنه حتى نهاية القرن العشرين، لم يتواجد فى العالم العربى أرشيف لأصوات النساء، بالرغم من وجود بعض المجهودات للتوثيق والتى كانت جزءا من مشاريع بحثية فردية.. إلا أن القرن الواحد والعشرين شهد تزايدا ملحوظا فى مشروعات التوثيق بشكل عام، ولأصوات النساء العربيات بشكل خاص وكانت قد أدت أحداث كالانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠، غزو العراق عام ٢٠٠٣، غزو لبنان عام ٢٠٠٦، ومؤخرا، موجة الثورات العربية عام ٢٠١١، إلى إحداث تحولات تاريخية جذرية، والتى ما زالت معانيها سببا فى النزاع والنقاش بين الأطراف التى تحمل الآراء المختلفة.
قالت ميسان حسن مديرة البرامج بمؤسسة المرأة والذاكرة: «فكرة المشروع جاءت لأن الشباب الباحثين والباحثات يواجهون صعوبة فى الحصول على المعلومات والأبحاث المتخصصة حول التاريخ الثقافي، والنساء فى المنطقة العربية، مما دفع مؤسسة المرأة والذاكرة إلى تصميم الموقع الإلكترونى الخاص بشكل يسهل ويوضح كيفية الرجوع للأرشيف عن النساء وقصصهن».