الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عيد ومدارس.. «خبطتين» فى رأس الأسرة المصرية

عيد ومدارس.. «خبطتين» فى رأس الأسرة المصرية
عيد ومدارس.. «خبطتين» فى رأس الأسرة المصرية




كتبت - مروة فتحى
تستعد ملايين الأسر لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وما أن ينتهى العيد يبدأ العام الدراسى الجديد مباشرة ما يضيف أعباءً كبيرة على كاهل أولياء الأمور، ويشكل تعاقب هذه المناسبات ضغطا كبيرا على ميزانية الأسرة المصرية التى تعانى ككل عام من حالة الغلاء الفاحش التى سادت أسعار أغلب السلع، ما دفع البعض منها للاستغناء عن بعض متطلباته ومنها ملابس العيد الجديدة والاكتفاء بملابس المدارس.. فيحتاج العيد إلى شراء الملابس الجديدة التى أصيبت بجنون الأسعار وهكذا الأحذية، ناهيك عن نفقات شراء اللحم الذى زاد أسعاره بجنون فى الفترة الأخيرة والعيديات وغيرها من متطلبات مادية كثيرة ترهق جيوب الكثيرين.ويا حبذا لو جن جنون رب الأسرة وأراد اصطحاب أسرته فى فسحة ترفيهية فإنه سيواجه الأمرين ما بين نار أسعار الملاهى والحدائق والمتنزهات والنوادى التى تشترط أحيانا حدا أدنى للإنفاق «مينى تشارج» والذى لا يقل عن 50 جنيها نظير الدخول والحصول على مشروب.. أما بعد العيد تبدأ متطلبات الدراسة من مصروفات المدرسة التى تتزايد يوما بعد يوم ما بين مدارس حكومية وتجريبية وخاصة، فالأسرة المكونة من ثلاثة أطفال بمدارس خاصة مثلا سوف تحتاج مصاريف حوالى أكثر من ألفى جنيه للطفل الواحد والزى المدرسى يتكلف أكثر من 400 جنيه، أما بالنسبة لشراء الكشاكيل لثلاثة أبناء نجد أن تكلفتها حوالي‏ 170‏ جنيها وهى أرخص الأنواع هذا بخلاف الأدوات المدرسية الأخرى من أقلام وغيرها‏.‏
وقالت نهال عبد العزيز «موظفة - 39 عاما»: «غلاء أسعار اللحم هذا العام جعلنى اكتفى بشراء 2 كيلو لحم فقط لأوفر باقى الفلوس لأسدد بها مصاريف المدرسة للأولاد، وأعتقد أن كثيرا من الأهالى سيفعلون ذلك للخروج من هذه الأزمة التى تتكرر كل عام».
أما رانيا فهمى «ربة منزل - 35 عاما» فقررت استخدام نفس ملابس وأدوات العام الدراسى الماضى لأبنائها ما يوفر الكثير لتتمكن من شراء اللحوم وملابس العيد ودفع مصروفات المدرسة».. ونظرا لكثافة الفصول الدراسية وعدم قدرة الطلاب على الاستيعاب فتلجأ الأسر إلى الدروس الخصوصية وإلى أقل المدرسين تكلفة خصوصا بعد أن زادت أسعارهم بحجة أن البنزين زاد والعيشة غالية.
بالإضافة إلى مشكلة شراء الكتب الخارجية المرتفعة الثمن جدا والتى بدأ اشتعال أسعارها منذ الآن ما يجعل بعض الأسر تلجأ إلى شراء الكتب القديمة..كما نلاحظ إقبال الأسر على شراء الكشاكيل وأدوات المدارس من الأنواع الرخيصة فى محاولة للتغلب على مشكلة الأسعار وهناك من يقوم بجمع المال من جيرانه للشراء معا بسعر الجملة ليكون أرخص‏.. وأقسمت عزة فؤاد «الطبيبة بأحد المراكز الطبية» أنها لم تشتر لا لنفسها ولا لزوجها ولا لأولادها ملابس جديدة فى العيد، وأن خوفها من «زنقة المدارس» جعلها تستغنى عن الكثير من الأشياء.. وقالت: «لم نصيف، وأصلحت حقائب المدرسة للأولاد، وبالنسبة للملابس والأحذية فهى يمكن استخدامها على الأقل فى الترم (الفصل) الأول، وفى الترم الثانى نشترى جديدا».
وتلجأ معظم الأسر للاقتراض والتقسيط والجمعيات العائلية التى تعتبر حلا مسكنا للصداع المزمن لهذه الأزمات.. وقالت رانيا سامى «33 عاما»: «زوجى طلب سلفة من شغله عشان نعرف نشترى لحمة وملابس العيد وندفع مصاريف المدرسة».
وقالت سهير محمد ذات 49 عاما والمتزوجة: «فضلت دفع مصروفات المدرسة عن شراء اللحم للعيد لأن العلم أهم، واكتفيت بوجود لحم قليل بالفريزر».
فاطمة عبد المغيث «أرملة وأم لفتاتين فى المرحلتين الإعدادية والثانوية وتعمل مدرسة» قالت إنها اضطرت أن تفك وديعة قيمتها «عشرة آلاف جنيه» كانت تستعين بأرباحها مع معاش زوجها وراتبها، لتدفع القسط الأول من المصاريف الذى زاد هذا العام بنسبة 25%.وأضافت: «إننى أم لفتاتين بمرحلة البلوغ ومن الصعب أضغط عليهما بينما أرى زميلاتهما يلبسن ملابس جديدة وأحذية جديدة وحقائب جديدة، وأنا مدرسة فى مدرسة بنات وأعرف كيف تغار الفتاة من زميلتها، ثم إننى حريصة على عدم التقصير خوفا على نفسية البنتين.