الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السياسة الثقافية.. اتصال النخبة والجماهير

السياسة الثقافية.. اتصال النخبة والجماهير
السياسة الثقافية.. اتصال النخبة والجماهير




يكتب: د.حسام عطا
يتجدد حديث السياسة الثقافية مع الحكومة الجديدة، ووزارة الثقافة كمحور مهم للتنسيق بين المؤسسات المختصة ببناء الإنسان المصري، لتبرز مرة أخرى السياسات الغائبة نحو التواصل مع الجمهور العام فى مصر، ولتتأكد أزمة تاريخية واضحة تحتاج لحل جوهرى ألا وهى غياب التنسيق الفعال الحقيقى بين مؤسسات الدولة المختلفة، وهى الضرورة الغائبة عن حكومات ما قبل 25 يناير وما بعدها.
العودة للتفاعل مع الجمهور العام والتنسيق مع مؤسسات صناعة الوعى الرسمية والمستقلة هى السياسة الثقافية العامة التى يجب أن تعود مهما اختلف شخص الوزير وقياداته.
ولكن السؤال هل يمكن للقيادات الوسطى والصغيرة بوزارة الثقافة والتى مرت فى معظمها بمعاناة شديدة مع الإحباط استعادة تلك العلاقة الحيوية مع الجمهور العام؟
بالتأكيد هو أمر ممكن فى حالة وجود خطة تنفيذية محددة بالأيام والأهداف والميزانيات ومتابعة دقيقة لتنفيذها مع حضور فعال لفكرتى العقاب والثواب والحلول السريعة للمشكلات الطارئة بعيدا عن الإيذاء البيروقراطى القائم على التحقيقات الطويلة وإشاعة اليأس والعبث، مع تأكيد سلطات القيادات الصغيرة والوسطى للقيام بدورها ومراقبتها كى لا تتحول لممارسات الديكتاتور الصغير.
إن أحاديث الأسئلة الثقافية الكبرى والأحلام الكبيرة والمهرجانات الدولية والقومية علامات مهمة تصب فى مصلحة القوة الناعمة للدولة المصرية، لكنها إذا ما أصبحت الهدف الأساسى مع غياب العمل الثقافى اليومى المؤثر فى القضايا الجوهرية المطروحة على العقل والوجدان المصرى الآن، فهى تصب بالتأكيد فى صالح الطاقة السلبية المتراكمة لدى المخلصين فى الثقافة المصرية، كما أنها تؤجل العلاقة المنقطعة تاريخيا بين  النخبة والجماهير، وتعيد إنتاج نخبة معزولة عن دولتها الوطنية وعن دورها الطبيعى وعن الجمهور العام، لأن إنتاج الثقافة ونشرها يجب أن يعيد تعريفها كحافظة أساسية للضمير الوطنى وكقوة قادرة يجب أن تتوزع فى عملها مع مؤسسات الدولة الأخرى من الأمن للصحة والتعليم ومن الدبلوماسية العامة لتجميل المدن وإدارة أوقات الفراغ.
وهو الأمر الذى يحتاج لإرادة سياسة تؤمن أن اللحظة ممكنة للاستفادة من جميع الخبرات المعطلة ومن أصحاب المعارف الحبيسة لاستعادة الصلة المنقطعة بين النخبة الثقافية والجماهير، لأننا أمام جماهير مختلفة ونخبة عائدة لدولتها وفرص كبرى نتمنى ألا تبقى ضائعة.
بالتأكيد إعادة الهيئة العامة لقصور الثقافة لدورها فى الحوار المباشر مع البسطاء ودعمهم للعمل بالحرف اليدوية وإعادة تأهيلهم كأيد عاملة واستعادة الانتماء الاجتماعى للملايين المعزولة يجب أن يكون على أولويات سياسات إنتاج الثقافة والفنون أيا كان اسم الوزير.