الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفخرانى: الإخوان لم يظهروا حتى الآن «كرامة»




«الحب» هو الرسالة التى أراد الفنان يحيى الفخرانى أن يقدمها من خلال أحدث أعماله «الخواجة عبدالقادر» الذى عرض فى رمضان الماضى من خلال شخصية المهندس الإنجليزى الملحد الذى جاء إلى مصر فعشق أهلها وسماحة إسلامهم لذلك قرر أن يعتنق الإسلام. الفخرانى فى حواره معنا قدم «روشتة» إلى الشعب المصرى للخروج من كبوته بعد أن زاد العنف والبلطجة فى الشوارع وأصبح التمسك بالقيم والأخلاق الذى تربى عليها هذا الشعب مهددة بالخطر، حيث يرى أن وعى المواطن بأهمية «المواطنة» هو السبيل لرفع شأن هذا البلد ونموه بجانب الوسطية واحتواء الآخر والإيمان به وهذا يحافظ على صورة الإسلام وغيرها من الرسائل التى أرسلها الفخرانى فى حديثه مؤكدًا أنه يثق فى قوة المصريين وقدرتهم على التعلم والحفاظ على بلدنا، فإلى الحوار:
 

 
■ فى البداية ما الذى أردت توصيله من خلال الخواجة عبد القادر؟
 
«الخواجة عبدالقادر» دعوة «للحب» والمطلوب فقط هو أن نحب بصدق ونتجاوز كل شيء وحتى إذا وصل الأمر لأن نتجاوز الإسلام فعلى كل واحد أن يحب ربنا بالطريقة التى يراها.. وهو أيضا دعوة للتسامح والتمسك بالدين الوسطى والتخلص من محاولات التزمت والتعصب الجديدة علينا لأن الدين برئ منها ولا يجوز أن تكون هذه الأصوات الداعية للتعصب والعنف والتعنت ممثلة لنا فما قدمته فى الخواجة عبدالقادر هو الدين الذى تربيت عليه وهو الذى نعرفه ولهذا لابد أن نتمسك به فى صورته القائمة على الحب فقط وليس شيئًا آخر وعلينا فقط أن نحب ربنا.
 
■ البعض يرى أن المسلسل كان يحمل دعاية للتصوف ويدعو لها بشكل صريح؟
 
- هذا غير حقيقى بالمرة ولم أدع للتصوف لأننى ببساطة لست متصوفًا ولا حتى والدى متصوفًا ولكن أردت أن أقول هذا هو الدين السمح الذى تربيت عليه، وببساطة شديدة الدين السمح الوسطى تصادف وجوده فى السلفية ولكن ليس بالضرورة أن يقتصر هذا التسامح والاعتدال على الصوفية فبالنسبة لى والدى قام بتربيتى بهذه الطريقة وحببنى فى الدين ببساطة وأتذكر عندما كنت أصلى وراء والدى كما اعتدت أن يؤمنى أنا ووالدتى وراءه وفى يوم من الأيام لم استطع أن أتمالك نفسى من الضحك أثناء الصلاة وضحكت بصوت عالى، هذا طبعا عندما كنت طفلاً. المهم والدى اندهش وسألنى لماذا تضحك قلت له أصل ماما بتقول «إهدنا الصلاة المستكين» وأخذت أضحك خاصة أن والدتى لم تكن تقرأ وتكتب هى سيدة مصرية بسيطة فوجدت والدى يقول لى لا تعلم من الممكن أن تكون عند ربنا أفضل وأهم بكثير من آخرين يجيدون القراءة والكتابة، فليس المهم طريقة قراءتها ونطقها ولكن الأهم هو قلبها وما يحمله من إيمان وحب الله.
 
■ إذن هل يزعجك ظهور التيارات الإسلامية وميلها للتشدد بعض الشىء؟
 
- طبعا هذا التشدد ليس مقبولا والاجبار ليس حلاً بل هو منفر وليس محفزًا كما أنه مخالف للطريقة التى تريبنا عليها وأتذكر أن والدى لم يجبرنى يوما على الصلاة أو أداء العبادات ولكن كان يكتفى أثناء صلاة الفجر فى البرد أن يأتى بجانب السرير ويصلى ويرفع صوته «الله أكبر» «الله أكبر» وإذا استيقظت وقررت النهوض للصلاة كان بها ولكن إذا لم أقم للصلاة لا ينهرنى ولا يعنفنى لأن الايمان لن يكون بالاجبار وعلينا أن نحافظ على صورة الدين وأن يكون الأزهر هو مرجعنا.
 
■ هل ترى أن التعصب أصبح يشكل خطرًا فى المجتمع هذه الفترة بالتحديد؟
 
- هذا حقيقى جدا ولكن أدعو الله دائما أن يحفظنا وعلينا أن نتذكر أن الدين الإسلامى يؤمن بالآخر ويدعو له وإيماننا يقوم على الاعتراف بالثلاث ديانات لدرجة أننى سمعت الشيخ الطيب يقول إذا قمت بالصلاة بجانب شخص من مذهب آخر لابد أن تحب مذهبه وتؤمن به أيضا وهذا هو الفرق بين المؤمن الحقيقى والمتعصب المتزمت، فالإسلام لا يمثله أصحاب الصوت العالى الذين يظهرون من حين لآخر ليحاولوا فرض طريقتهم بالقوة الآن الدين أكبر من ذلك.
 
■ هل توقعت أن يحقق المسلسل هذا النجاح؟
 
- ساخرا: «هذه هى كرامات «الخواجة عبدالقادر» السيناريو أعجبنى جدا ووجدت أنه مناسب للوقت الذى نعيشه وحتى ظروف تصويره كانت صعبة جدا وعندما وجدت الأماكن الكثيرة التى اختارها شادى لنقوم بالتصوير فيها قلت له أنت قررت أن تبدأ التجربة من باب «أكون أو لا أكون» وبالمناسبة أغلب العناصر اجتمعت فى هذا العمل ليكون متكاملاً ويحقق النجاح المطلوب.
 
■ كيف وجدت فكرة العرض الحصرى فى رمضان وهل أزعجك عدم عرض مسلسلك فى التليفزيون المصرى؟
 
- فى الحقيقة لم أعد أتدخل مع المنتج فى مسألة العرض الحصرى خاصة أننى كنت اشترط فى كل أعمالى السابقة أن ينص أحد بنود العقد على أن يتم عرض المسلسل على قنوات التليفزيون المصرى وحرصت على هذا المبدأ حتى مسلسل «شيخ العرب همام»، لكن أخبرنى أن نتيجة هذا الشرط هو أن التليفزيون لا يريد أن يدفع ثمن المسلسل ويريد أن يأخذه ببلاش دونًا عن باقى المسلسلات التى يعرضها على قنواته وهذا بالطبع لا يجوز لأن منتج المسلسل لا بد أن يكسب ويأخذ ثمن العمل الذى أنتجه لهذا قررت عدم وضع هذه البند مرة أخرى.
 
 ■ وهل هذا مبرر يجعلك تتجاهل مشاهد التليفزيون المصرى؟
 
- بالطبع لا فأنا كنت حريصًا على وضع هذا البند الذى يضمن حق التليفزيون المصرى فى عرض العمل على قنواته وذلك لأننى حريص على كل المشاهدين وبالتحديد الفقراء والبسطاء والذين لم يكن لديهم سوى قنوات التليفزيون المصرى وكان من الصعب أن يشاهدوا القنوات الفضائية لأن الدش وقتها لم يكن منتشرًا ولكن حاليًا الوضع تغير تماما وأصبح جمهور كثير من القنوات الفضائية أكبر بكثير من التليفزيون المصرى والفضائيات أصبحت فى كل البيوت المصرية.
 
■ هل ترى أن المسلسل لم يأخذ حقه فى العرض الأول؟
 
- الحمد لله لمست نجاح المسلسل من ردود أفعال الجمهور منذ الحلقات الأولى ولكن بالنسبة لى العرض الثانى بعد رمضان يكون أهم بكثير وأرى أن العرض الأول فى الزحام الدرامى فى شهر رمضان ما هو إلا عبارة عن «بورموشن» لكل الأعمال الدرامية التى تم انتاجه هذا العام أى بمثابة الدعاية المسبقة للمسلسلات لجذب الجمهور ليشاهدها أثناء العرض الحقيقى بعد شهر رمضان.
 
■ كنت أول من رفض توريث الرئيس السابق لنجله جمال ألم تخش من اتهامك بتوريث شادى للفن؟
 
- أولا موقفى واضح ومعلن من التوريث وحتى قبل الثورة لدرجة أننى بعد إلحاح شديد وافقت على مقابلة مبارك لسبب واحد وهو سؤال مباشر له هل ستورث ابنك مصر؟ وقال لى بشكل مباشر أيضا لا؟ فهل من المنطق أن يظن أحد أننى أقبل مبدأ التوريث؟! ولهذا ظللت رافضا للتعاون مع ابنى لمدة عشرين عاما وحتى وصل الأمر للوم من الوسط الفنى واتهامى بالتخلى عن ابنى واعطاء الفرصة لكل غريب عنى ومع هذا كنت أرفض التعاون معه ولكن هذه التجربة كانت مناسبة جدا وجاء الترشيح من الشركة المنتجة ومع هذا مازلت عند كلامي، الفن لا يمكن توريثه وحب الجمهور وقبوله للفنان لا يحتاج لواسطة.
 
■ وهل بالفعل وجدت كمياء بينك وبين ابنك شادى فى المسلسل؟
 
- هى ليست كيمياء بالمعنى الحقيقى ولكن الحكاية وما فيها هى اب وابنه فهناك تفاهم وثقة وخوف من ابن على والده وعلى صورته وفى الحقيقة اطمئننت على ابنى من قبل وتأكدت إنه مخرج محترف من الجوائز التى حصل عليها أثناء دراسته فى المعهد وحتى قبل أن يعرف أحد إنه ابنى والحمد لله أول مسلسل قدمه بعد حوالى 17 سنة فى العمل كمساعد مخرج تأكدت إنه مخرج يستحق النجاح وتلقيت ردود أفعال ومكالمات تهنئنى على نجاحه قبل أن تهنئنى على نجاحى وهذه هى السعادة الحقيقية. فى الوقت الذى يحصل ابنى على حقه من النجاح الذى يستحقه لدرجة أننى أشعر اننى ساهمت فى تأخره فى العمل كمخرج أول خاصة إننى كنت أجلس معه وأقول له إذا لم تملك الموهبة الحقيقية سوف تكون مجرد مخرج وسط الآلاف ولكن إذا كنت تملك الموهبة فسوف تنجح واعتقد أن هذا ما جعله يستعد جيدًا.
 
■ وهل مازلت عند رأيك إنه لا توجد سينما سوى فى هوليوود خاصة بعد ابتعادك عنها؟
 
- لا توجد سينما بالرواج الذى يوجد فى أمريكا توجد سينما فى أوروبا ولكنها محدودة وبالنسبة لنا فى مصر السينما تعانى من أزمات كثيرة ورغم إننى كنت بطلاً فى السينما وحصلت على العديد من الجوائز ومع هذا تركتها واتجهت للدراما التليفزيونية ووقتها هاجمنى النقاد وقالوا كيف يترك السينما ويذهب للتليفزيون الذى يحرق نجومية الفنان ومع هذا تمسكت برؤيتى وكنت على حق.
 
■ ولكن الفنان يشعر بمتعة خاصة فى السينما؟
 
- بالنسبة لى لا أبحث عن سينما أو تليفزيون أو مسرح ولكن أبحث عن الموضوع الجيد، أريد أن أقول كلمة جيدة وفنًا ممتعًا إذا لم أجده فى السينما لن اتردد وسوف أذهب للمسرح وإذا لم أعثر عليه فى المسرح لم اتردد وذهبت للتليفزيون وكنت من أوائل الفنانين الذين اتجهوا للتليفزيون منذ السبعينيات والحمد لله حاليا من مجرد نظرة سريعة على الأعمال التى تم تقديمها فى الدراما التليفزيونية فغالبية أعمالى جيدة جدا وأنا راضى عنها وأشعر بتفاؤل فى الأيام المقبلة.
 
■ وما مصير فيلمك «محمد على»؟
 
- «محمد على» مر بظروف غريبة جدا وكان المفروض أن يتم عرضه منذ خمس سنوات بعد أن قامت جودنيوز بشرائه وبعدها مرت بمشاكل وأوقفته بعدها انتقل للحياة وكان المخرج حاتم على مشغولاً بمسلسل «عمر».. ولهذا قمت بترشيح المخرج شوقى الماجرى أو محمد ياسين ووقتها طلبت من ابنى شادى أن يعمل مساعد مخرج فى العمل ولكنه رفض وظللت أحاول اقناعه لأن حاتم على مخرج العمل السورى ولابد أن يكون هناك عنصر مصرى يعرف جيدًا تاريخنا.. ولكنه رفض وقال لى لقد أغلقت باب العمل كمساعد مخرج ولن أعود له والعمل المقبل سوف يحمل اسمى وظللت أحاول اقناعه وقلت له إذا لم يكن من أجلى فمن أجل والدتك لأنه جلس معها طوال فترة الكتابة وبالفعل وافق واتصل بحاتم على وتأكد أنه اعتذر بشكل نهائى ولكن فوجئ أن قناة الحياة تتعامل معه على أنه مخرج جديد وشعر أنها لن تنفذ الطلبات التى طلبها وحددها لهذا ضميره منعه من استكمال العمل وقال لهم هذه المرة ليست مسئوليتى وحدى ولكن مسئولية «والدى ووالدتى» ولهذا توقف العمل من جديد.
 
■ وهل ترى أن محمد على مازال صالحًا للتناول فى هذه المرحلة التى نعيشها؟
 
- محمد على لا يمكن أن يبطل وسيرته الذاتية ومشواره فى بناء مصر يصلح لكل العصور وأشعر أننا فى أمس الحاجة إليه فى الوقت الحالى فهو رجل موهوب موهبة فذة وكان يحب مصر بشكل لا يمكن مقارنته لذلك حقق نقلة غير عادية.
 
■ كيف قرأت أحداث رفح الأخيرة التى راح ضحيتها 17 جنديًا وضابطًا مصريًا؟
 
- بالطبع احساس مرير جدا وشعور صعب وحزن سيطر على وأعتقد أن هذه الأحاسيس هى التى أصابت كل المصريين فهى مشاهد صعبة وحدث أصاب مصر كلها.
 
■ ولكن وفقا لاحساس الفنان بداخلك من المتورط فى هذه الأحداث هل من الداخل أم من الخارج؟
 
- فى الحقيقة من الصعب أن أعلن أننى أعرف شيئا مثل الجميع ولكن ومازلنا نحتاج للوقت حتى نكتشف كل الحقائق ومن هنا وحتى تتضح كل الحقائق عندى يقين أن أمريكا هى التى تلعب هذه الألعاب بنسبة 100٪ وهذا وفقا للنظرية الأمريكية فهى مع الوقت تتكشف حقارتها. ومع هذا فأنا من الصعب أن أصدر حكمًا معينًا فى الوقت الحالى خاصة أن تريكيبتى الشخصية هى علمية جدا وفقا لدراستى للطب هذا بجانب تركيبتى الشخصية فلابد أن يتوافر عندى «1و2 و3» حتى أصدر حكما معينا ولكن ما يحدث حاليا ليس مفهومًا.
 
■ وهل هذا يشعرك بالقلق على مستقبل مصر؟
 
- لا لكن أتمنى أن نتخطى هذه الأيام السيئة إلى مصر أفضل فأنا مازلت مؤمنًا بأنك لابد أن تعرف السيئ حتى تختار الجيد بعدها.
 
■ فى ظل هذه الضبابية ما المطلوب من «المواطن» من وجهة نظرك؟
 
- مطلوب منه أن يكون «مواطنًا» ولا يقول «أنا» فقط ولابد أن يؤمن أنه سوف يكون «كويس» عندما يكون وطنه بخير، فعلى كل فرد أن يعمل ويتقن عمله. المواطنة أيضا هى أن يقوم كل واحد بدوره بشكل صحيح ولا ينظر حوله بجانب الالتزام بالاجتهاد فى العمل فقط والمطلوب من كل واحد حاليًا أن يكون مواطنا وليس سياسيًا حتى يأخذ هذا النظام فرصته لابد أن نراقب ونحن نقوم بدورنا وإذا وجدنا أن الحكاية «مهببة» وقتها يكون هناك تصرف آخر.
 
■ هل قلقت من سيطرة الإخوان على مصر؟
 
- بسذاجة الفنان أعلنت أننى لست قلقا لا على مصر ولا على الفن ولكن سرعان ما تداركت الموقف وسحبت هذه التصريحات لأننى وجدت الحقائق والأفعال مغايرة للأقوال وأشعر أن الإخوان حتى الآن لم يظهروا «كرامة» أو علامة تؤكد الوفاء بالوعود ولم يفعلوا ما وعدوا المصريين به ولا أعتقد أن الأمر مخيف فمازال بأيدينا فإذا لم يثبتوا قدرتهم على اثبات الصدق وقتها سوف نكون أكثر ايجابية فى الدورات المقبلة من الانتخابات ولا نمنحهم أصواتنا من جديد.