الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية فى كازاخستان

الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية فى كازاخستان
الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية فى كازاخستان




كتب: أحمد عبده طرابيك
تعتبر الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية فى مدينة ألماطى «العاصمة الاقتصادية لكازاخستان»، أول جامعة إسلامية فى آسيا الوسطي، حيث تعد منارة علمية، ومركز إشعاع حضارى لنشر الإسلام الوسطى المعتدل طبقا للمذهب الحنفى السائد فى كازاخستان، حيث تقوم الجامعة بدور مهم، لا يقتصر على تعليم الطلاب اللغة العربية، والشريعة الإسلامية وأصول الدين وحسب، ولكن يمتد دورها ليشمل كثيرا من جوانب الحياة الاجتماعية لشعب كازاخستان، حيث يقوم أساتذة الجامعة بقوافل للدعوة والتوعية فى مختلف مدن كازاخستان، وخاصة أن دول آسيا الوسطى تعانى من وجود بعض الجماعات المتطرفة التى تحاول زعزعة الاستقرار فيها وجذب شبابها إلى طريق التشدد والعنف، وتعتبر الجامعة المصرية منبرا عربيا محوريا يقوم بتقديم صورة الإسلام المعتدل للشباب.
 يمثل مسجد الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية مكانة مهمة لسكان ألماطي، حيث يتم فيه تنظيم مجموعة من الدروس فى مختلف فروع العقيدة الإسلامية على مدار الأسبوع، ولذلك يظل المسجد مفتوحا طوال اليوم بخلاف مساجد كازاخستان الأخرى التى تغلق عقب كل صلاة، إضافة إلى ذلك فإن المسجد يشهد يومى السبت والأحد من كل أسبوع أهم مناسبات شعب كازاخستان، وهى عقد قران الزواج، حيث يحرص الجميع على أن يتم عقد قران الزواج الشرعى فى مسجد الجامعة الذى يمثل لهم رمزية كبيرة يحرصون على أن تبدأ الأسرة الجديدة أولى خطوات حياتها من ذلك المسجد.
 ترجع فكرة تأسيس الجامعة إلى عام 1993 خلال زيارة الرئيس نور سلطان نزار بايف إلى مصر، حيث وقعت مصر وكازاخستان على بروتوكول إنشاء الجامعة، وقد قام الرئيس نزاربايف بوضع حجر الأساس للجامعة برفقة وزير الأوقاف المصرى فى 16 مايو 1993، وتمت المرحلة الأولى للبناء فى عام 2000، وبدأت الدراسة فى الجامعة عام 2003، حيث استقبلت أول الطلاب الدارسين بها.
يدرس بالجامعة نحو 750 طالبا وطالبة، منهم بعض الطلاب غير المسلمين الذين يدرسون اللغة العربية كلغة أجنبية عن لغة البلاد، وتمنح الجامعة شهادات البكالوريوس والماجستير فى تخصصات أصول الدين، والشريعة الإسلامية، واللغة العربية، وتخطط الجامعة لاستحداث درجة الدكتوراه فى المستقبل القريب، ويترأس الجامعة أكاديمى مصرى وهو الآن الدكتور جودة عبدالخالق بسيونى الذى تولى هذا المنصب منذ عام 2014، أما نائب المدير فيشغله أكاديمى من كازاخستان، وهو الآن الدكتور شمس الدين كريم، وقد تولى رئاستها الدكتور محمود فهمى حجازى منذ افتتاحها عام 2003 وحتى عام 2014، وترسل مصر 18 أستاذا للتدريس بالجامعة فى اللغة العربية والدرا سات الإسلامية تتحمل نفقاتهم كل من وزارة الأوقاف، والأزهر الشريف ووزارة الخارجية.
بعد مرور نحو 12 عاما تواجه الجامعة المصرية ضغوطا كبيرة تتمثل فى المنافسة الشديدة من قبل بعض الجامعات الإسلامية الأخرى التى تعمل فى كازاخستان، وخاصة الجامعات التركية وبعض المعاهد الخاصة بتعليم اللغة العربية، ولذلك تحتاج الجامعة إلى مزيد من الدعم من قبل الحكومة المصرية، وتوحيد تبعية الجامعة لجهة واحدة، لا سيما تحت مظلة الأزهر الشريف، بدلا من تشتيت الجهود بين وزارة الأوقاف والأزهر ووزارة الخارجية، حيث تحتاج الجامعة خلال الفترة المقبلة إلى دعم جهودها المادية والمعنوية لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها، وحتى تستطيع القيام بالدور الريادى المعبر عن الوسطية التى ينادى بها الأزهر الشريف ويعمل على نشرها فى مختلف بقاع العالم.
خلال زيارتى للجامعة لمست الدور الكبير الذى يقوم به السفير هيثم صلاح، سفير جمهورية مصر العربية فى أسطانا، الذى يقوم بجهود كبيرة للتواصل مع أساتذة الجامعة، والتدخل لدى الجهات الكازاخية لتذليل جميع العقبات التى تواجههم، رغم المسافة الكبيرة التى تفصل بين العاصمة أسطانا ومدينة ألماطى التى تقع بها الجامعة، ولا يمكن أيضا تجاهل الدور الذى يقوم به الدكتور حمدان إبراهيم الملحق الثقافى المصرى فى ألماطى فى دعم جهود الجامعة المصرية التى تعتبر منارة عربية إسلامية بجهود مصرية، تعمل على تأدية رسالة سامية نبيلة لمواجهة أخطار التشدد والإرهاب ليس فى كازاخستان وحسب، بل فى دول آسيا الوسطى كلها.