الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بدران: الملتقى يُعيد للمرأة دورها فى صنع الرواية التاريخية والأرشفة العلمية

بدران: الملتقى يُعيد للمرأة دورها فى صنع الرواية التاريخية والأرشفة العلمية
بدران: الملتقى يُعيد للمرأة دورها فى صنع الرواية التاريخية والأرشفة العلمية




أقيم مؤخرا بالمجلس الأعلى للثقافة الملتقى الدولى بعنوان» التاريخ الشفوى فى أوقات التغيير»، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، حيث رحب أبو الفضل بدران أمين عام المجلس بالحاضرين متمنيًا من خلال الأوراق البحثية، والمناقشات الثرية، أن تضيف لبنة من تأصيل التاريخ الشفوى للنساء ليرفع ظلمًا أحاق بالنساء، وجعلنا نفقد رافدًا من روافد التاريخ.
وقال إن جنسًا أدبيًا معرفيًا يتشكل الآن عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، وهو المدونات التى لم تجد من النقاد ولا علماء الاجتماع والسياسة والتاريخ من يهتم بها ويحللها تحليلاً منهجيًا كمصدر من مصادر المعرفة والتاريخ، لقد تلامست الأرشفة والتوثيق مع أجناس أدبية كالرواية والقصة والسرد بشكل عام، وأضحت الرواية كنز التاريخ الشفوى مع السير الذاتية وأدب الرحلات، ناقلة روايات شفوية نسائية نحن فى أمس الحاجة إلى درسها عبر مناهج علمية تجلو غبار التغييب المتعمد لدور النساء فى التاريخ وتقزيم أدوارهن فى صنع الواقع ورؤيتهن للواقع الذى عشنه بآلامه وآماله ورؤاهن لمستقبلهن ومستقبل أوطانهن.
مشيرًا إن ما يراه فى وطننا العربى وفى مصر من عودة الصالونات الأدبية لا لتكون محكى النساء بل لتصنع التاريخ لا بالمؤامرات، بل بالعلم، نحن فى أمس الحاجة إلى مساق يدرس فى جامعاتنا الحكومية والخاصة عن «التاريخ الشفوى» حتى يعرف الأبناء والأحفاد أهمية هذا المُعين الذى طرحه الدرس الجامعى جانبًا استعلاءً رأى أن الأدب الرسمى يكفى وأن المدوّن أفضل من الشفهى وأعلى قيمة ورتبة وهذا قول باطل علميًا وواقعيًا.
وأشارت د. هدى الصدة عن بدايات إنشاء أرشيف أصوات النساء وأهدافه مشيره بأنهم يحتفلون هذا العام بمرور 20 عام على تشكيل مجموعة المرأة والذاكرة وعملها فى مجال إنتاج معرفة بديلة من وجهة نظر المرأة أو من منظور يأخذ فى الإعتبار قضايا النوع أو الجندر، كانت البداية فى أواخر التسعينيات حين قامت مجموعة من الباحثات فى المرأة والذاكرة بإجراء مقابلات مع نساء لهن باع فى العمل العام فى مجالات التعليم ، الصحة، الثقافة، العمل النقابى، السياسى، الفن، الأدب..... إلخ، وكان الهدف من ذلك بناء أرشيف تأريخ شفوى للنساء يساعد على سد الفجوة المعرفية ومساهماتهن فى صنع التأريخ والحضارة، أرشيف يساهم فى إنتاج وبناء مصادر تاريخية لكتابة التاريخ الإجتماعى والسياسى ويعضد من شأن مساعى النساء لبناء مجتمعات عادلة ومتوازنة للجميع بدون تميز.
 المرحلة الثانية بناء أرشيف فى عام 2012، الهدف منه توثيق تجارب النساء وخبراتهن فى التفاعل مع الأحداث الجسام ومشاركتهن فى المجال العام بعد ثورة 25 يناير 2011، أى الحفاظ على ذاكرة النساء وحمايتها من النسيان أو التهميش فى التاريخ الرسمي، ثم بدأ الاهتمام بالتاريخ الشفوى فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين من قبل المؤرخين الاشتراكيين، وقد شهدت السبعينيات نشاطًا ملحوظًا فى مجال التأريخ الشفوى مع اتجاهات بحثية رأت قصورًا فى التاريخ الرسمى الذى يؤرخ لسير وحياة المشهورين والأغنياء ويغفل حياة الناس العادية بسبب اعتماده على الوثائق والأوراق الرسمية، أما التاريخ الشفوى للنساء العربيات ظهرت تحديات أخرى تتعلق بالتاريخ الكولونيالى للمنطقة العربية ومحورية التمثيلات العربية عن المرأة العربية وارتباطها بالصراعات المحلية والدولية حول الهوية والدولة الوطنية والاستقلال الوطنى، أما بالنسبة للقرن الــ 21 قد شهد تناميًا ملحوظًا فى سبيل الاعتراف بأهمية التاريخ الشفوى فى كتابة التاريخ، مما أدى لظهور مشروعات بحثية ومراكز متخصصة ومواقع الكترونية تهتم بتاريخ التوثيق الشفوى، حتى نجحوا فى تسليط الضوء على أصوات من لا صوت لهم وساهموا فى إنشاء أرشيفات شفوية لمجموعات مهمشة فى المجتمعات المختلفة ومن أهم العوامل التى ساعدت فى مجال التأريخ الشفوى هى الثورة التكنولوجية فى الإعلام الرقمى وفى شبكات التواصل الإجتماعى وبرامج الكمبيوتر المفتوحة أتاحت التكنولوجيا الجديدة أدوات مبتكرة وحفظها واتاحتها.
فالأرشيفات بشكل عام هى أدوات المتحكمين فى السلطة، فهى تؤسس لسرديات مهيمنة كما تؤسس لسرديات مضادة.