الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: تقرير «جينكيز» مشبوه.. ولندن الراعى الرسمى للإرهابية

خبراء: تقرير «جينكيز» مشبوه.. ولندن الراعى الرسمى للإرهابية
خبراء: تقرير «جينكيز» مشبوه.. ولندن الراعى الرسمى للإرهابية




كتب - مصطفى أمين


تعتبر المملكة المتحدة أحد الرعاة الرسميين لجماعة الإخوان الإرهابية وبؤرة مهمة لخلايا الإرهابية التى تعمل هناك بشكل علنى تحت زعامة إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولى للجماعة، والمتحدث باسمها بأوروبا والذى يتخذ من مقر للتنظيم فى ضاحية كريكلوود بشمال لندن، وكرا مع عدد من المحامين البريطانيين، منهم المحامى مايكل مانسفيلد، لتحريك دعاوى ضد النظام المصرى الحالى.
الحكومة البريطانية التى يتواجد بها عدد من قيادات تنظيم الإخوان الهاربين من مصر والذين يحميهم عدم تصديقها على اتفاقية تسليم المجرمين بدورها تحاول خدمة الجماعة التى شاركت فى تأسيسها فى عشرينيات القرن الماضى من خلال إضفاء شرعية وهمية عليها بتقرير «مشبوه» قاد التحقيق فيه السير جون جينكيز سفير بريطانيا السابق لدى المملكة العربية السعودية والذى أوصى بعدم حظر الجماعة فى المملكة المتحدة أو إدراجها على قوائم الإرهاب.
لندن التى لا تكتفى بإيواء قادة الجماعة الإرهابية وعناصرها فقط بل تسمح لهم بالعمل والانتشار داخل الأراضى البريطانية تحت مظلة أنشطة 52 منظمة وجمعية خيرية تابعة للجماعة بشكل مباشر وغير مباشر وتتركز شبكة الإخوان الإرهابية فى مبنى «ويست جيت هاوس» الواقع فى ضاحية إيلنيج فى لندن، تحت مسمى مؤسسة قرطبة، كما توجد منظمة أخرى فى مبنى «كراون هاوس» على بعد نصف ميل فقط من إيلينج.
العاصمة البريطانية تضم أيضا «منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية» الذى يضم 6 جمعيات تعد جزءا من ائتلاف الخير الذى يقوم بتمويل حركة حماس، تحت إشراف يوسف القرضاوى بينما تولى عصام مصطفى القيادى فى الحركة منصب السكرتير العام للاتحاد ويشغل عصام مصطفى القيادى فى حركة  حماس الفلسطينية منصب السكرتير العام للاتحاد إلى جانب إدارته لجمعية إنتربال، ويقع المقر الرئيسى للمنتدى فى مبنى بينكال هاوس بمنطقة أولد أوك.
وبالإضافة إلى ذلك يضم مبنى كراون هاوس مركزا يطلق عليه مركز الإمارات لحقوق الإنسان ويديره أنس التكريتى بمساعدة زوجته، وموقع ميدل إيست مونتيور الإخبارى الذى يروج للجماعات المتطرفة فى الشرق الأوسط، ويديره داود عبد الله القيادى فى مبادرة مسلمى بريطانيا التابعة للإخوان.
السلطات المصرية والسعودية والإماراتية أدركت خطورة التقرير بعد خروج التسريبات الخاصة به واعتبرت أن الحكومة البريطانية تدعم الجماعة الإرهابية، وتصر على جعل نفسها قاعدة للأنشطة الدولية للجماعة.
العديد من الخبراء السياسيين أكدوا أن الموقف البريطانى منحاز للجماعة الإرهابية بشكل واضح لأن بريطانيا تعتبر نفسها راعية للجماعة منذ تأسيسها وبالتالى فهى تحاول دائما أن تبرئ ساحتها من تهم الإرهاب الموجهة إليها، حيث أكد الدكتور سعيد اللاندوى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الموقف البريطانى دائما ما يتميز بالتناقض ويفعل عكس ما يبطن وهذا أسلوبه مع مصر منذ احتلاله لها ودعمه لتأسيس الجماعة الإرهابية.
وشدد فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» على أن المنهج الأوروبى الداعم للجماعة سابقا تقوم به بريطانيا الآن، وتعبر عنه بقوة من خلال إثارة هذا النوع من التقارير غير النزيهة وغير الشفافة والتى تهدف منها لتحقيق أهداف تخدم بالأساس مصالحها.
وتابع: مشكلتنا الرئيسية تكمن فى أننا نتعلق بمنظمات وجهات دولية غير موثوق فيها وتؤدى دورا مشبوها للجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون الإرهابية، ولذلك فإن علينا أن نتخلص من تلك الأزمة ونتعامل مع هذه الدول على قدر أهدافها وأغراضها غير النزيهة من مصر.
وأشار إلى أن بريطانيا تريد أن تلعب بمشاعر العالم الإسلامى بهذه التقارير المغلوطة فى محاولة لنشر الأكاذيب غير الحقيقية وبسط نفوذها عليها وهو الأمر الذى تدركه القيادة السياسية المصرية جيدا وتعمل على إحباطه.
ودعا إلى عدم الاهتمام بهذه التقارير لأنها لن تقدم أو تأخر من الأمر شيئا لأن جماعة الإخوان الإرهابية على اتصال دائما بإنجلترا وتريد موالاتها على حساب الوطنية المصرية باعتبارها فصيلا غير وطنى وتابع للغرب وضد الدولة المصرية منذ تأسيسه.
وأوضح أن خير دليل على ذلك حرص المعزول محمد مرسى بشكل مستمر أثناء فترة رئاسته على علاقته بأوروبا ومدى حرصها أيضا على بقائه فى السلطة على الرغم من الرفض الشعبى الواسع له وخروج عشرات الملايين لرفض حكمه وحكم جماعته الإرهابية.
واختتم حديثه بقوله «بريطانيا لا تضمر لنا إلا كل شر وتبحث عن الحشرات السوداء لاحتضانها واستخدامها فى تقسيم المنطقة وجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية الأخرى هى أدواتها التى تعمل من خلالهم على إثارة الفوضى والعنف.
وشددت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على أن نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية كبير فى المملكة المتحدة وأن لديها شبكة واسعة من المصالح هناك وهو ما يدفع لندن إلى إثارة هذه الأمور من أجل مصالحها مع الجماعة.
واعتبرت فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن إثارة هذا التقرير المغرض فى الوقت الحالى هو محاولة بريطانية لممارسة الضغط على مصر من أجل التصالح مع الإخوان وإعادة دمجهم مرة أخرى فى الحياة السياسية المصرية.
وتابعت: لكن لندن لا تدرك أن هذه الضغوط لدمج الإخوان فى مصر غير مجدية لأن هناك توجها قويا داخل مصر من جانب النظام والشعب لرفض الجماعة وعدم القبول بها مرة أخرى بعد الجرائم التى ارتكبتها فى حق الشعب المصرى قبل 30 يونيو.
وأشارت إلى أن بريطانيا لا تستطيع أن تفعل شيئا ضد مصر لأنها تدرك حجم التأييد الشعبى الكبير للنظام الحالى وأن دعم الإخوان حاليا أمر غير محمود العواقب نظرا للرفض الشعبى الكبير لهم.
وطالبت النظام المصرى بدعم ظهيره الشعبى والإقليمى لأنه هو من سيحمى المكتسبات الوطنية ضد أخطار الإخوان ومن يدعمهم فى الغرب وأن ذلك هو الضمانة الأساسية التى يجب أن يحرص عليها النظام.
ووصفت الموقف الإماراتى بالنزيه فى مواقفه الداعمة لمصر بشكل مستمر وأنه يتميز بالثبات والوضوح ودعم مصر بشتى السبل باعتبار أن الدولة هناك تدرك خطورة الإخوان وتأثير ذلك على المنطقة وأن الموقف السعودى أيضا داعم رئيسى لمصر لكنه يتعرض لضغوط كبيرة حاليا.
وأكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن الأجهزة البريطانية مخترقة من التنظيم الدولى للإخوان ولذلك فإن التقارير التى تخرج من لندن لن تكون بأى حال من الأحوال لصالح مصر ضد الجماعة الإرهابية.
وشدد على أن الحالة الوحيدة التى يمكن أن تنقص من النفوذ الإخوانى فى بريطانيا هو صدور التقرير بصيغة الإدانة المباشرة للجماعة وهو أمر مستبعد بعد التسريبات الأخيرة منه والتى تضع الجماعة فى درجة متوسطة من الخطورة لكنها فى نفس الوقت لا تمنع من عملها أو تحد من انتشارها.
وطالب فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» عبد الفتاح السيسى بعد الذهاب إلى بريطانيا حاليا بسبب تنامى النفوذ الإخوانى الذى قد يدفع إلى إثارة الأزمات أثناء الزيارة الخاصة بالرئيس لأن موقف السلطات البريطانية لن يكون لصالح مصر ولن تضحى بمصالحها مع الجماعة من أجل النظام المصرى.
واعتبر أن الموقف البريطانى غير مستغرب على الإطلاق باعتبار أن الدولة التى ساعدت وشجعت على قيام وتأسيس جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد حسن البنا ولذلك فإن علاقاتها مع مصر ستظل كما هى حتى يتغير موقف المملكة المتحدة من الجماعة.
ودعا الدبلوماسية المصرية والخارجية المصرية إلى التحرك على كل المستويات الإقليمية والدولية لتحريك المياه الراكدة مع لندن والتغلب على الخلاف بين الطرفين والحصول على إدانة بريطانية واضحة لجماعة الإخوان الإرهابية.
واعتبر الدكتور محمد حسين أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تمسك بريطانيا بإثارة الحديث عن هذا التقرير خاضع فى الأساس لمصالحها فى المنطقة ومدى حالة الوفاق مع أنظمتها من عدمها.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن هذا التقرير لن يقدم أو يؤخر شيئا فيما يخص السياسية البريطانية تجاه مصر بعد 30 يونيو لأن السياسية البريطانية بطبيعتها بطيئة ولن تتسرع فى تحديد مواقفها وبالتالى فإن مواقفها من الإخوان سيستمر لفترة.
وتابع: بريطانيا ترتبط مع جماعة الإخوان الإرهابية بمصالح اقتصادية وسياسية متنوعة ولذلك فهى متمسكة بالجماعة لارتباطها بالمصالح البريطانية وعدم قيامها بما يخالف السياسة البريطانية أو يضر بها وفى حال قيام الإخوان بما يخالف القانون والمصالح البريطانية فإن الموقف سيتغير فورا.
ودعا الحكومة المصرية إلى الاستفادة من سياسة الباب المفتوح البريطانية والدفع نحو تجريم الجماعة الإرهابية وإقناع النظام البريطانى أن الجماعة بالفعل إرهابية ليس بالكلام وإنما بالأدلة والحجج المقنعة دون عنف أو مخالفة القانون.