الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

يوسف القعيد: نجيب محفوظ لم يكن له أصدقاء إسرائيليون




عقدت الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة بعنوان « ذكريات نجيب محفوظ» فى اطار احتفال وزارة الثقافة بذكرى صاحب نوبل، شارك فيها الكاتبان جمال الغيطانى ويوسف القعيد، وأدارها الدكتور أحمد مجاهد.
 
فى البداية تحدث القعيد قائلا: كان نجيب محفوظ يريد أن يسافر الى فرنسا بعد أن تخرج لدراسة الفلسفة فى باريس ليصبح أستاذا جامعيا بعد عودته، وعندما تقدم باوراقه للحصول على البعثة سأله الموظف عن اسمه فتصور انه مسيحى ورفض استلام أوراقه، ولكن لم يحوله فشل بعثة فرنسا إلى إنسان معقد وقرر أن يكون روائيا، واخذ الامر بجدية ومثابرة، فكان يكتب فى البداية روايات تاريخية، ولكن توقف بعد ثلاثة أعمال عندما اكتشف ان جورجى زيدان يكتب الرواية التاريخية.
 
 وأكمل: بدأ محفوظ يكتب روايات من الواقع المعاصر، وبعد ذلك بدأ الكتابة ثم اصيب بمرض حساسية فى العين تمنعه من القراءة والكتابة طوال شهور الصيف، فكان يكتب عملا ادبيا كل عام إن لم يكن عملين ولم يتوقف ابدا عن الكتابة الا بعد ثورة يوليو حتى عام 1959، وتفرغ خلال هذه الفترة لكتابة السيناريوهات.
 
وأضاف القعيد: ما يقال عن أن له أصدقاء اسرائيلين غير صحيح تماما، فقد أبلغ محفوظ أن شخصاً رشحه لنوبل، فارسل له خطاب شكر ولم يكن يعلم انه اسرائيلى، وهو مع فكرة السلام منذ البداية اما ان اسرائيليين يزورونه فى منزله او له اصدقاء منهم فهذا غير صحيح.
وتحدث الغيطانى عن بداية علاقته بنجيب محفوظ، وقال: حتى عام 1959 كنت اقرأ له ولم التق به شخصيا، ولفت نظرى أن كتبه تحمل اسماء الشوارع التى اعيش فيها مثل «زقاق المدق» و»قصر الشوق»، وبدأت بقراءة «زقاق المدق» وفوجئت اننى امام رواية تتجاوز الروايات الاجنبية التى كنت معجباً بها، وما يقال عن أن محفوظ كان مجهولا وانه اهمل حتى كتب عنه سيد قطب كلام غير صحيح.
 
وعن المقاهى المحفوظية قال الغيطانى: فى قهوة «ريش» كنا نجلس، ومن قبلها فى مقاهى أخرى، وعام 1977 جاءت اتفاقية «كامب ديفيد» وخرجت مظاهرات من «ريش» ، ثم دعانا لمقهى «عرابى» وكان هذا المقهى ينتمى لآخر فتوة من فتوات القاهرة، وهناك فوجئنا بنجيب محفوظ آخر غير الذى نعرفه ووضعنا ايدينا على بعض الاصول الحقيقية فى رواياته ومنها «بداية ونهاية» و»السراب» فكلها قصص حقيقة، وارجو ان يهتم احد باسماء ابطال روايات محفوظ ، فى عام 67 بعد هزيمة فوجئت بالاستاذ نجيب يهمس لنا لنتقابل فى «الفيشاوى»، وكان له موقف واضح وقال اذا لم نكن قادرون على ان نحارب اسرائيل عسكريا يجب ان نجد طريقة للصلح، فتأييده للسادات كان عن قناعة، وكان لديه قناعات اساسية لم يغيرها على الاطلاق مثل ايمانه بالديمقراطية، وفى هذا الوقت كتب «الحرافيش»، وبعد ذلك كنا نتقابل فى مركب على النيل الى أن أصبح وجودنا غيرمرغوب فيه، واقترح ان نجلس فى نادى الدبلوماسيين واتفقنا على ان نلتقى هناك وبعدها وقع محفوظ فى منزله ودخل المستشفى ثم توفى ولم ندخل النادى الدبلوماسى.