وزير الرى فى أول حوار بعد تجديد الثقة: أزمة «المكتب الهولندى» فى طريقها للحل بعد موافقته الحضور لحل الخلافات

 حوار – ولاء حسين


 فى أول حوار له عقب تجديد الثقة له والاستمرار فى التشكيل الحكومى الجديد بقيادة رئيس الوزراء  شريف إسماعيل.. كشف د.حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى، والوزير المشرف على وزارة الزراعة خلال الاسبوع الاخير من عمر حكومة المهندس ابراهيم محلب لـ«روزاليوسف» ان الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعه الأول بالحكومة الجديدة أعطى عددا من الوصايا فى مقدمتها القفز فوق الروتين الحكومى والبيروقراطية التى تعطل انجاز المشروعات، والتواصل المباشر مع رجل الشارع، والعمل مع الاعلام على تصحيح أى صور مغلوطة ,وأضاف مغازى أن التكليف الأول للحكومة كان هو ضغط البرنامج الزمنى لتنفيذ المشروعات وبصفة خاصة مشروع المليون فدان .. وقال مغازى ان الرئيس سيبهر المواطن من خلال حزمة من المشروعات التى تصب فى خدمته مباشرة، بينما أشار الوزير إلى أن أزمة انسحاب المكتب الهولندى الشريك فى دراسات سد النهضة فى طريقها للحل بعد موافقة المكتب على حضور اجتماع بالقاهرة لحل الخلافات، وكشف مغازى عن تسليمه عددا من الملفات المهمة إلى النائب العام قبل تركه لوزارة الزراعة.
■ ما أهم تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة عقب حلف اليمين؟
ـ فى الحقيقة كانت هناك عدة تكليفات وعدة وصايا أهمها القفز فوق الروتين الذى يعطل المشروعات القومية فى المراسلات والمكاتبات بين الوزارات واقترح الرئيس التعامل المباشر أو هاتفيا لإتمامها وهى سابقة.. ويضاف إلى الوصايا التواصل مع وسائل الإعلام والرد على ما يثير رجل الشارع،  بينما كان التكليف الأول هو ضغط البرامج الزمنية للمشروعات وبصفة خاصة مشروع المليون فدان.. وأكد الرئيس اننا فى صراع مع الزمن، والمواطن لابد وان يشعر بأن هناك تنمية ملموسة.. والرئيس شدد على انه لا بد من التواصل مع رجل الشارع والناس والاستماع لمشاكلهم، والاستعانة بالجامعات والمراكز البحثية فى الفترة المقبلة والاستفادة من الخبرات الأكاديمية فى المشروعات القومية المختلفة وأى مشروع يطرح ستتم مخاطبة الجامعات لأخذ رأيها ومقترحاتها به قبل التنفيذ، والعمل على الاستماع لوجهات النظر المختلفة به لتحقيق أقصى استفادة، فالمرحلة الحالية لن تكون روتينية لنصل لنسب انجاز يشعر بها المواطن.
■ وكيف ستضع الحكومة برامجها فى ضوء ما يهدد برحيلها فور إتمام انتخابات البرلمان وانعقاد مجلس النواب الجديد؟
ـ حكومتنا لن تعمل تحت هذا التهديد، والرئيس شخصيا حذر من عملنا بهذه  الفترة على انها مجرد  مرحلة انتقالية وقال إنه لا يريد أيا منا يعمل وفقا لبرنامج عمل لفترة 3 شهور وانما أكد ضرورة أن نعمل لهذه الوزارة وكأننا مستمرون لسنوات لأنها مؤسسة دولة ولا ترتبط بشخص الوزير، وطالبنا الرئيس بأن يضع كل منا خططه ليس لتسيير الأعمال  وانما خطط مشروعات لسنوات، وغيرنا يستكملها حتى لو تركنا مناصبنا،  وذلك مع تأكيده على ضرورة التوصل مع المجالس اقومية المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية فى وضع هذه البرامج حتى لا تخضع لسياسة شخص الوزير وانما تكون توجه وسياسة عامة،  بل يكون التنسيق ولغة الخطاب بين أجهزة الدولة واحدة لا نعمل بجزر منفصلة
■ وما أهم المشروعات الجاهزة للافتتاح من خلال وزارة الرى خلال احتفالات أكتوبر المقبلة؟
ـ هناك حزمة كبيرة من المشروعات التى يفتتحها الرئيس وسينبهر بها المواطن خلال احتفالات أكتوبر، وما يخص وزارة الرى منها ما تم انجازه من مشروع المليون ونصف المليون فدان، وحيث انه عقب عيد الأضحى مباشرة  سيتم عرض ملامح المشروع بالكامل على الرئيس لاعتمادها، والمشروع بمشاركة بين وزارات الرى والزراعة والإسكان وكل التفاصيل قاربنا على مناقشتها والانتهاء منها،  بينما سيشهد شهر اكتوبر حدثا مهما جدا وهو افتتاح أول نموذج لمشروع إنتاج الطاقة الشمسية بالحقول المصرية بمحافظة البحيرة والمشروع له عائدان على الفلاح الأول هو انه سيستخدم الطاقة الشمسية المولدة داخل أرضه الزراعية لتشغيل محطات الرى السطحى بديلا عن السولار وغيره، وثانيا خلال فترات عدم الرى أى طاقة زائدة عن حاجته سيتم توريدها للشبكة القومية للكهرباء ونظير دفع وزارة الكهرباء له تسعيرة مربحة جدا ليعود ذلك بالنفع عليه وعلى أسرته،  وخلال شهر أكتوبر المقبل نفتتح  محطة النصر 4 بغرب الدلتا لخدمة 200 الف فدان  بتكلفة 100 مليون،  ومشروع 50 بئرا بتوشكى يتم تشغيلها بالطاقة الشمسية لزراعة 25 ألف فدان،  و17 ألف فدان على الرى السطحى بتوشكى أيضا.
فضلا عن توزيع كراسات شروط أراضى ترعة السلام 43 ألف فدان تم الانتهاء من مرافق المآخذ والبنية التحتية والكهرباء وتخصيص جزء من هذه الأراضى لأبناء سيناء بشكل خاص بنسبة 25% والباقى يطرح لقرعة بالقواعد المعروفة،  وهناك 12 ألف ونصف فدان بمنطقة المراشدة بمحافظة قنا جاهزة أيضا عقب العيد للزراعة،  و10 آلاف غيرها بالمراشدة، وسنفتتح أعمال تطوير قنطرة فم ترعة الإبراهيمية  وهى جزء من مشروع قناطر أسيوط،  وقناطر اسيوط تم الانتهاء من 70 بالمائة منها، وهناك لجنة توجيهية لقناطر اسيوط 29 سبتمبر.
■ وفقا للتقديرات المبدئية فإن فيضان هذا العام جاء شحيحًا فهل ذلك سيؤثر على المياه المخصصة للرى أو الشرب خاصة فى ضوء استمرار زراعات الأرز المخالفة؟
ـ تقوم وزارة الرى حاليا  بتقدير مساحة الأرز المنزرعة باستخدام القمر الصناعى وحتى يكون هناك مؤشر لصانع القرار نعرف من خلالها المساحات المنزرعة والمحصول المتوقع وأماكن قش الأرز،  ونتمكن من التعامل مع المخالفات أما فيما يتعلق بالفيضان فمازلنا فى سبتمبر والفيضان يمتد لأكتوبر بل ومن الممكن أن يمتد لشهر نوفمبر ولا نستطيع الخروج بتقدير حجم الفيضان سواء ضعيف أو متوسط قبل انتهاء موسم الفيضان.
■ أعلنت وزارة الرى قبل أيام عن رفع حالة الطوارئ بسبب موجة من السيول.. فكيف تم تخطيها وما كميات المياه التى تم حصرها من هذه الموجة؟
ـ نحن نحتفى فى وزارة الرى بحدث مهم حاليا وهو الانتهاء من اعمال حماية السيول بوادى وتير بجنوب سيناء، ولولا فضل ربنا وهذه الأعمال التى انتهت مؤخرًا  لكانت آثار تلك الموجة الأخيرة من السيول التى تعرضت لها البلاد مدمرة لطريق نويبع وطابا وتمكنا من حماية كثير من الأماكن السياحية التى كانت تتضرر قبل سنوات،  ومن هنا نستطيع أن نقول الحمد لله وداعا لخسائر السيول،  وحجم المياه التى تم تجميعها بمخرات السيول تصل فوق 6 أمتار وهناك بحيرات امتلأت على عينيها بالمياه التى سنستخدمها ضمن المخططات المائية التى نضعها للاستخدامات أولاً بأول.  
■ ما الخطوات التى أعدتها مصر فى سبيل التعامل مع أزمة انسحاب الشركة الهولندية من دراسات تقييم مخاطر سد النهضة؟
ـ تلقينا خطابًا رسميًا من الشركة  يفيد بموافقتها على الجلوس من جديد للتفاوض بشأن نقاط الخلاف بينها وبين الشركة الفرنسية، وهو ما يؤكد أنه ليس انسحابا وانما هى مازالت على استعداد للقيام بمهامها بعد التشاور،  وبالفعل دعونا إثيوبيا والسودان لحضور اجتماع عاجل بالقاهرة بحضور ممثلى الشركتين، والعمل على حل نقاط الخلاف فيما بينهما وفى انتظار تحديد الموعد، وإن نجحنا سنبدأ الدراسات وإن لم ننجح فى حل الخلاف بين الشركتين سنتشاور على مستوى الثلاث دول حول الخطوات الواجب فعلها فى ضوء ذلك وما الخطوة المقبلة، ولن نفصح عن ما البدائل فى حال انسحاب المكتب ونفضل أن نتريث ولانستبق الأحداث لأنه قرار 3 دول.
■ فتحت العديد من ملفات الفساد بوزارة الزراعة خلال عدة أيام توليت فيها مسئولية الإشراف عليها فى حكومة المهندس إبراهيم محلب فهل مازالت هذه الملفات فى يدك بعد استقالتك الأولى؟ وكيف ستتعامل معها؟
ما يخص ملفات الفساد فى وزارة الزراعة والتى قمت بفتحها خلال مدة لم تتجاوز 10 أيام قضيتها هناك.. فإن جميع هذه الملفات قمت بتسليمها للنائب العام الأسبوع الماضى ليتم مباشرة التحقيق فيها من جهات التحقيق المختصة،  بينما قمت بالاتصال بزميلى وزير الزراعة الجديد، وقمت بزيارة إلى مكتبه بوزارة الزراعة لاطلاعه على ما تم خلال تلك الفترة وعدد من الأمور،  وكذا التشاور معه فى عدد من المقترحات خاصة أن وزارة الزراعة من الوزارات الغنية بمواردها والمسئول الأول عن الأمن الغذائى بمصر،  وتطرقت معه للتشاور بشأن مشروعات التعاون بين الوزارات.