السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شوارع العاصمة حظائر عامة

شوارع العاصمة حظائر عامة
شوارع العاصمة حظائر عامة




تحقيق - محمد فؤاد
تصوير: مايكل أسعد
فى مثل هذا التوقيت من كل عام تتحول شوارع العاصمة إلى حظائر عامة، حيث يخصص فيها تجار المواشى والأغنام والجزارون مساحات على الأرصفة تتكدس فيها الأغنام والبقر والجمال وخلافه، والتى يشتريها المصريون من أجل التضحية بها من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك وحتى عصر آخر أيام التشريق الثلاثة ولمدة 4 أيام، تكون الروائح فيها كريهة للغاية، ويتأذى الأهالى فى جميع أحياء القاهرة من وجودها، إضافة إلى المظهر غير الحضارى لها قرب مداخل العمارات والبيوت والمحال التجارية.

«روزاليوسف» رصدت تلك الظاهرة السنوية، وفى ميدان باب الشعرية المقام منذ العصر الفاطمي، وأمام أحد أبواب سور القاهرة الغربى المحاذى لخليج أمير المؤمنين، وجدنا منطقة تحولت بشكل مفاجئ إلى حظيرة خراف كبيرة أمام القصر الثقافى للناشط «أيمن نور» مؤسس حزب غد الثورة.. وسط الميدان رصدت «روزاليوسف» الحظائر التى أنشئت فى ميادين القاهرة من أغنام وعجول وجمال استعداداً لموسم عيد الأضحى، ولكن بالمخالفة لجميع القوانين التى ضربت بها التجار عرض الحائط فى ذبح وبيع اللحوم الضانى، دون رقابة أو ترخيص من المحليات لإيجادهم فى الشوارع، سعيا خلف الربح السريع دون النظر لما تسببه هذه الحظائر من مخالفات بيئية وصحية ومجتمعية وسط غياب المحليات والبيئة وتكاسل الموظفين عن القيام بدورهم فى الحفاظ على الشكل العام لشوارع المحروسة.
فى البداية يقول المعلم كرم الزينى – صاحب شادر للخراف بميدان باب الشعرية - أنه يلتزم فى الفترة الصباحية بتعليمات الحكومة، ويقوم بوضع الخراف داخل حظيرة مغلقة حتى الثانية ظهرا ويقوم بإخراجهم فى الشارع حتى يراهم المارة والأهالي، وهذا لعرض سلعته الرائجة ولكى يرى من يقدم الأضحية «خروف العيد» قبل شرائه وأنه بصحة جيدة.
مضيفا ان البلدية ينتهى عملها خلال الفترة الصباحية، بالإضافة الى الزيارات من المسئولين، ومع ذلك يتم تحرير محاضر أصحاب الشوادر، وفرض غرامات، ولكن ليس لنا سبيل فى هذا الموسم الهام فى حياة المصريين غير عرض الخراف فى الشارع كما تعود المواطن أن يراها.
مشيرا إلى أن أسعار هذا العام زادت عن العام الماضي، وتتراوح بين 35 و40 جنيه لكيلو لحم الضأن الحى، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف موضحا أنه يقوم بعملية تنظيف تامة للشارع من مخلفات الخراف بعد نهاية الموسم، وبشكل يوم، ورغم ذلك يخضع للغرامة اليومية من قبل الحي. وقال مصطفى عبد العزيز - رئيس حى باب الشعرية - إن شوادر الأغنام يصدر لها منشور كل عام بتصريح لأصحابها، وتحديد أماكن لعرض وبيع أغنامهم قبل عيد الأضحى بـ 10 أيام فقط بشروط معينة، ومن يخالف ذلك يتم إزالته فورا، وتحرير محاضر لإشغال الطريق والبيئة والتموين، مشيرا إلى أنه سبق وأن صادر أغنام من صاحب شادر عشوائى، وقام بذبحها وتوزيعها على عمال النظافة حتى يكون عبرة لغيره، ويتم ردع المخالف إذا حاول التفكير فى الاعتداء على حرم الشارع. لم يكن حى باب الشعرية فقط، ولكن انتشرت شوادر الأغنام والحيوانات فى كافة المناطق الشعبية بالقاهرة وأهمها السيدة زينب والسيدة عائشة، والمنيرة وأبوالريش وأحياء عين شمس والمطرية والمرج وعزبة النخل، وتضاعفت الأزمة فى وسط القاهرة قرب منطقة المدبح بمصر القديمة، حيث يقبل المصريون على شراء اللحوم بكميات كبير فى عيد اللحمة « كما يعرفه المصريون».
وأكد د. حمدى عرفة - خبير الإدارة العامة والمحلية - ان المسئولية فيما يتعلق بوجود الأغنام والجمال على أرصفة الشوارع ترجع إلى المحافظين فى الـ ٢٧ محافظة، وما يتبعهم من رؤساء المراكز والمدن والأحياء والوحدات المحلية القروية، فيما يتعلق بتشويه المنظر العام، واستغلال الأرصفة فضلا عن مسئولية ٢٧ وكيل وزارة يتبعون وزارة التموين فيما يتعلق بسلامة تغليف تلك اللحوم، وبيعها بدون ضمان للمستهلكين، علاوة على مسئولية إدارات الطب البيطرى التابعة لمديريات الزراعة الموجودة فى المحافظات، من حيث وجوب ذبحها فى المجازر والكشف عليها من حيث إصابتها من الأمراض من عدمه.
وتابع: تقع المسئولية أيضا على وزارة التطور الحضرى والعشوائيات، حيث إن الشق الثانى فى مهمة الوزارة وهو التنسيق الحضرى طبقا للمواد من ٢٦ إلى ٣٧ من قانون البناء الموحد رقم ١١٩ لسنة ٢٠٠٨ م، أن تنسيق الشوارع والتشجير والمظهر الحضارى مهمة التنسيق والتعاون بين الوزارات المعنية، والتنسيق لكل محافظ مع وكلاء الوزارات المعنية فى على أرض محافظته من خلال تشكيل لجان مشتركة للمرور بصفة يومية إلى أن تنتهى تلك الأزمة، مع وجوب تحرير مخالفات ومحاضر لتوقيع أقصى عقوبة مالية من قبل الإدارات المحلية والوزارات المعنية كالتموين والزراعة والعشوائيات والتنسيق الحضري. وأكد عرفة أن إشغال الطريق جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات إذا تم بغير ترخيص من السلطة المختصة بذلك، ويعتبر من إشغال الطريق أعمال الحفر والبناء والهدم أو عمل فتحات أو مزلقانات أو وضع حاملات أو عربات لا لبضائع فوق الرصيف أو فى نهر الشارع أو ترك منقولات خارج المحال أو المصانع أو المخازن أو المنازل، ووضع مهمات أو فترينات أو مقاعد أو صناديق أو أخشاب أو أكشاك، كذلك وضع المعدات اللازمة لإقامة الحفلات أو الزينات أو الأفراح أو الموالد، وكانت عقوبة الإشغال لا تزيد على غرامة مالية فى حدود 300 جنيه، إلا أن القانون يقضى بإغلاق المحل الذى استعملت منقولات فى الإشغال إذا كان لصاحبه عدة سوابق فى الإشغال ويجوز فى حالات معينة مصادرة المضبوطات.
مشيرا إلى أن أزمة الأغنام سببها تضارب القوانين وعدم فعالية قانون المحليات رقم ٤٣ لسنة ١٩٧٩، وعدم وجود رادع فضلا على تقاعس الأغلبية العظمى من موظفى المحليات، كما أن المصادرة للأغنام والحيوانات سلطة تقديرية ترجع إلى شرطة المرافق بالتعاون مع رؤساء الأحياء قد تكتفى بالغرامة، أو بالمصادرة ويتم ذلك بناء على قرار من المحافظ المختص فى محافظته.
ومن جانبه قال اللواء سيد نصر - نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية - أن إشغال الأرصفة بشوارع المحروسة مرفوض وممنوع بشكل قطعي، والأحياء تتعاون مع وزارة الداخلية لرفع الإشغالات يوميا، وتحرر المحاضر، وتوقيع أقصى عقوبة لردع المخالفين حتى يتم المحافظة على المشهد الجمالى لشوارع القاهرة، وتمكين المواطن من الحياة دون تأذى من الروائح المنبعثة منها، والسير فى أمان وسيولة مرورية للسيارات.
مضيفا أن الأزمات الموسمية التى تواجه أرصفة الشوارع فى الأعياد والمناسبات تكون فيها الأحياء على استعداد تام لإزالتها فورا، ومصادرة المضبوطات بمعرفة شرطة المرافق وتحرير محضر بأقصى غرامة ومتابعة هذه المناطق بشكل يومي، مطالبا جميع المواطنين الالتزام بتعليمات المحليات حرصا على الصالح العام، والمحافظة على شوارع القاهرة بشكلها الحضارى، كما أن الإقبال على العمل المخالف لن يجنى منه غير العقوبة القاسية.