الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الـ«CIA» تعد ملفات تفصيلية للمرشحين للرئاسة في مصر تعتمد علي اللقاءات المباشرة





 بدأت المخابرات الأمريكية «CIA» في إعداد ملفات تفصيلية لكل المرشحين، خاصة بعدما شهد الصراع الانتخابي، ظهور مرشحين جدد غير من سبق أن أعلنوا نيتهم للترشح، وهو ما أربك حسابات الإدارة الأمريكية، التي طلبت من الـ»CIA» متابعة الانتخابات الرئاسية في مصر، ورصد تحركات كل مرشح ومواقفه لتحديد كيفية التعامل معهم، ومحاولة استقراء موقف كل مرشح في الانتخابات.
 
 
ويؤكد المراقبون، أن الرصد الأمريكي لمرشحي الرئاسة يتم من خلال عدة وسائل اعتمدتها واشنطن وأجهزتها الأمنية، وعلي رأسها الـ»CIA»، إضافة إلي ما يكتبه الباحثون والإعلاميون الأمريكيون عن المرشحين، وأيضا التقارير التي تكتبها السفارة الأمريكية بالقاهرة عن كل مرشح.
 
 
أهم الأسماء التي تتكرر فيها عمرو موسي، والذي أكد تقرير للمخابرات الأمريكية مؤخرا، أنه هو من سينتخب رئيسا لمصر، خاصة بعد انسحاب محمد البرادعي من سباق الترشح للرئاسة، والميل إلي موسي كما قال التقرير: له أسباب، منها كونه شخصا معروفا، أو بمعني أدق مكشوفا للأميركيين، يعرفونه منذ عقود ويعرفون سياسته ودبلوماسيته، وبالتالي فإنهم يتفادون معه معضلة الغموض التي يخشونها.
 
 
ويشير التقرير الي ان نبرة موسي العالية في العداء لإسرائيل والتي حققت له شعبية كبيرة في الشارع المصري في السنوات الماضية، ليست سوي جزء من الدبلوماسية الماهرة التي يتحلي بها، كما أنه تصدر أهم استطلاعات الرأي التي أجريت حول المرشحين الأوفر حظّا، من بينها استطلاع لمعهد «جالوب» الأمريكي، وآخر لمجلة «نيوزويك» الأمريكية، كما أنه خلال لقاءات المسئولين الأمريكيين بالصحفيين المصريين لم يخوضوا في تفاصيل لقاءاتهم مع مرشحي الرئاسة أو حتي أسماء المرشحين تحديدا، ولكن بقي اسم موسي الأبرز خلال تلك اللقاءات، سواء من خلال إفصاح موسي نفسه عن تفاصيل اللقاء أو المسئولين الأمريكيين.
 
 
ومع كل ذلك، فإن هذا لا يكفي بالنسبة لمحللي المخابرات الأمريكية، الذين يرون أن الرئيس المصري ليس مجرد شخص تتوافق معه واشنطن، مشيرين إلي أن هناك توازنات واعتبارات أخري يجب أخذها في الحسبان، مؤكدين أنه بالنظر إلي أن الإخوان المسلمين ومِن وراءهم السلفيون هم القوة المهيمنة علي مصر في تلك المرحلة الحرجة، وأن هذين الفصيلين لا يحبذان موسي، ولا ينظران إليه بنفس الطريقة التي تراه بها واشنطن، فإن ذلك يضع اسم عمرو موسي بين قوسين كرئيس مصر المقبل.
 
 
ويشير التقرير الي ان الادارة الأمريكية اقتنعت بوجوب تأييد الإسلاميين لأنه لا مفر من فوزهم، وربما يرجع ذلك إلي كثرة عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية من جهة.
 
 
وقد أعدت صحيفة «نيويورك تايمز» سلسلة تحت عنوان «الإسلاميون الجدد» كان أولها تقرير عن المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين، مشيرة إلي أنه خرج من سجن مبارك ليكون له نفوذ أوسع علي البلاد، وليقول كلمته بشأن مستقبل مصر، مؤكدة أنه يشرف علي مخطط مصر الجديدة، ويتفاوض مع الحكام العسكريين بشأن دورهم المستقبلي في البلاد.
 
 
واشارت «نيويورك تايمز» إلي أن نجم الشاطر سطع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبدأ يقابل السفراء الأجانب، ومديري الشركات العالمية، وشركات وول ستريت، ومجموعة من المسئولين الأمريكيين لشرح رؤية الجماعة.   وجاءت ثانية حلقات «الإسلاميون الجدد» عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل للرئاسة، لافتة إلي أنه أحد أبرز المرشحين للرئاسة حظّا، واصفة إياه برائد الليبرالية في سباق الرئاسة، مشيرة إلي أنه رغم كونه إسلاميا، فقد استقطب الكثير من المصريين داخل مصر وخارجها باختلاف توجهاتهم السياسية والدينية، مشددة علي أن نجاح أو فشل حملة أبو الفتوح أمر غير معلوم الآن، مضيفة أن معظم السياسيين والمراقبين يعتبرون أبو الفتوح، الخصم الأبرز لعمرو موسي رجل السياسة المخضرم، والذي يكاد يصبح ليبراليا بما يجعله مغريا نوعا ما في واشنطن التي تريد أن تحافظ علي مصالحها، وفي نفس الوقت تبني شعبية لها في مصر بالتعاون مع رئيس يحبه المصريون. ويؤكد مراقبون أن واشنطن ربما تكون قد حاولت بالفعل الاتصال بعبد المنعم أبو الفتوح ورأت فيه مرشحا مناسبا، حسبما أعلن القيادي الإخوان السابق، لافتا إلي أن مسئولين أميركيين سابقين وحاليين طلبوا لقاءه لكنه اعتذر لهم، مبررا الرفض بأنه ليس له دور سياسي متعلق بالدولة، وأنه ليس سوي مرشح لرئاسة الجمهورية. ومن أبو الفتوح إلي حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي ترفضه واشنطن من الأساس، حيث لا يتفق مع قيم الولايات المتحدة، كما أجمعت مراكز الأبحاث كمؤسسة كارنيجي للسلام ومجلس العلاقات الخارجية، لذلك فإنه يعد الوحيد الذي لم يظهر اسمه بوضوح كطرف في اللقاءات الأميركية مع مرشحي الرئاسة، حيث لم يفصح من قبل عن عقده أي لقاء مع مسئول أمريكي أو أوروبي.