الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السودان تحتج على عرض صور أسراها أمام وسائل الإعلام




انتقدت وزارة الخارجية السودانية بشدة قيام حكومة جنوب السودان بعرض الأسرى السودانيين لديها على أجهزة الإعلام، معتبرة ذلك انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الخاصة بحماية أسرى الحرب، بينما اعتبر البرلمان السودانى حكومة جوبا «عدواً» بعد احتلال قواتها منطقة هجليج، وسط تحرك مصرى لإنهاء الأزمة بين البلدين.
 
واشارت الخارجية السودانية الى ان الأسرى هم من العاملين بمستشفى «هجليج» ومن المرضى ومسئولى الحراسة فى المنطقة، معتبرة أن السلوك الجنوبى انتهاك للقانون والمواثيق والأعراف الدولية، ويعكس ضعف روح المسئولية والحس الوطنى لدى حكومة الجنوب.
 
وأكد البيان أن عرض الأسرى أمام الكاميرات يمثل انتهاكاً صارخاً للمادة 13 من اتفاقية جنيف الخاصة بحماية أسرى الحرب التى تحرم مثل هذه الممارسات، وحمل حكومة جوبا المسئولية الكاملة عن سلامة وحسن معاملة المواطنين السودانيين، وقالت الخارجية إنها ستخاطب المنظمات الدولية المعنية بغرض توفير الحماية للأسرى.
 
فى المقابل قال جيش السودان السبت الماضى إنه دخل منطقة هجليج وإنه على بعد كيلومترات من حقل النفط، وهو ما نفته جنوب السودان التى قالت إن القوات السودانية لا تزال على بعد 30 كم على الأقل وإنها تقصف مواقع الجنوب بالطائرات الحربية.
 
واعلن الجانبان عن مزاعم متضاربة بشأن القتال، وتصعب عملية الوصول إلى المنطقة النائية للتحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
 
من ناحية أخرى، أعرب وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو الذى يزور جنوب السودان حالياً عن قلق بلاده إزاء التصعيد بين الخرطوم وجوبا، وأكد اهتمام القاهرة بنزع فتيل الأزمة وحقن الدماء تمهيدا لاستئناف المفاوضات بين البلدين للتوافق على القضايا العالقة.
 
وبحث عمرو مع المسئولين فى جنوب السودان موقفهم من الانسحاب من منطقة هجليج التى قامت قوات جنوبية باحتلالها، كما تطرقت المباحثات إلى القضايا العالقة ومنها مسألة ترسيم الحدود بين الطرفين وإنهاء الخلاف حول المناطق الحدودية، فضلا عن التوقف عن دعم العناصر المتمردة عبر الحدود.
 
وجاءت تلك الزيارة عقب زيارته للخرطوم ولقائه عددا من المسئولين السودانيين للغرض نفسه.
 
من جانبه، رحب وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق بالوساطة المصرية، مشيراً إلى أنهم بحاجة إلى مثل تلك الوساطات التى لا يعارضونها، خصوصاً إذا كانت تهدف إلى جمع الطرفين على طاولة التفاوض المباشر.
 
فى سياق متصل كشف أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان السوداني، عن مخطط تنفذه دولة أوغندا ضد السودان، ونقلت صحيفة «الرأى العام» امس قول الطاهر» إن وضع إستراتيجية أمنية للبلاد أمر مهم، لجهة أن الحركة الشعبية تنفذ أجندة خارجية، وأن المعركة ليست معركة محلية بل وتحركها عناصر خارجية».
 
كما كشف الطاهر عن اجتماع عقده مع رئيس البرلمان الأوغندى لكشف تحركات أوغندا ضد السودان، وقال إن أوغندا تمثل قاعدة لكل العمل العسكرى ضد السودان وتدعم الحركات المسلحة فى دارفور.
 
من ناحية اخرى أعلن نائب رئيس البرلمان السوداني، أن رفع الدعم عن المحروقات على خلفية احتلال منطقة «هجليج» النفطية بولاية جنوب كردفان «سابق لأوانه».
 
طالب الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الجامعة العربية بالوقوف إلى جانب السودان فى مواجهة الاعتداءات التى قام بها جنوب السودان، واستنكر فى بيان له إقدام جيش جنوب السودان على الاحتلال غير الشرعي، وغير المقبول لمنطقة «هجليج» التابعة للسودان، والتى تقع شمال الخط الحدودى المتفق عليه بين الجانبين، وهى حدود «أول يناير 1956»، ويطالب جيش الجنوب بالانسحاب الفورى وغير المشروط من تلك المنطقة.
 
كما دعا الاتحاد العالمى جمهورية السودان وجنوب السودان إلى ضبط النفس، والتوصل إلى تسوية للمسائل العالقة بينهما عن طريق التفاوض، والمضى فى خططهما لتوقيع اتفاقيات حول قضايا الجنسية والحدود، وندد بالمؤامرة وبالتدخل الإسرائيلى السافر بكل أشكاله فى الشأن السوداني، والذى يهدف إلى دعم وتقوية النزاعة الانفصالية، وتحريك النعرات الطائفية والعرقية، وخلق البلبلة بين شعوب المنطقة.
 
وأوضح الاتحاد أن الحراك السياسى الإسلامى والعربى لم يصل إلى المستوى المطلوب، وأن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى مطالبان اليوم بتفعيل ما يجمعهما من إيمان وعروبة وأخوة إسلامية، ألا يتركوا السودان عرضة لتفكك أكثر، وأن يأخذا على عاتقهما مهمة البحث عن حلول وإدراك خطورة ما يحاك السودان.
 
كما ناشد الاتحاد الأمم المتحدة بالتدخل الفورى لسحب الجيش المحتل من أراضى السودان بكل الوسائل المتاحة حتى لا تشتعل المنطقة كلها.