الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبيحة دعوة! وأى دعوة؟!




■ الدعوة إلى الله - عز وجل - توجب سلوكيات عملية تؤلف الناس من التناصح لا التناطح، والتكامل لا التآكل، من التماس الأعذار، واجتناب فلتان اللسان من التنابذ بالألقاب، واللمز والهمز، وفحش القول، والنصوص الشرعية يحفظها كثيرون، ويسمعها كل المسلمين، ودلالتها واضحة، يعيها الجميع فى الواقع النظرى أما العملى فلا التزام ولا تأس، بل تجريح وتنقيص ومعايرة ومعايبة، والتماس العثار، وإطلاق اللسان فى أعراض الناس دون أدنى وازع من مروءة أو خلق!
 
■ مساجد، وقنوات فضائية عامة وتخصصية، ومواقع على شبكة «النت»، والتواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وصحف ومجلات، وغيرها تطلق فيها قذائف الشتائم والسباب دون رابط ولا ضابط! أهكذا تكون القدوة؟ أهكذا تقدم الأسوة؟ أين فقه «قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى..» سورة يوسف -«وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن..» سورة النحل، «وقولوا للناس حسنا..».

■ أين الاقتداء بمن يدعون أن من مبادئ دعوتهم «.. والرسول قدوتنا..»، ومن يزعمون أنهم أهل الحديث وهم جماعة «السنة» وعلى نهج «السلف» أين التطبيق العملى للتأسى برسول الإسلام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - «لم يكن فاحشا ولا متفحشًا، ولا صخابا فى الأسواق، ولا يجزى السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح» أخرجه الترمذى، إن ما تتناقله وسائل إعلامية، بأنواعها، مما هو موثق، من فلتان سلوكى، وانحدار أخلاقى، وتطاول فج، ووقاحة، كل هذا جاوز حدود المقبول والمعقول.

■ معاداة لأولياء، قدح وذم فى علماء، سوء ظن وتخوين واتهامات تقطع ما بقى من أواصر «المواطنة»!

وإذا كان هذا من العيوب الفاضحة الفادحة من عوام الناس، فكيف عمن يلبِس ملابس الوعظ والدعوة؟

■ الدعوة الحقة الراشدة يمثلها ويدعو إليها حكماء حلماء فيهم عفة الألفاظ، وسمو الأسلوب، وأدب الحوار، وأخلاقيات المناظرة! أما الحراك السائر المشاهد فيدمغ هؤلاء بأنهم جهلاء ليسوا بدعاة، تجار دين، سماسرة مرتزقة، لا يقيمون لمصالح الدين والوطن وزنًا المهم عندهم «شهرة زائفة» وإعلاء العصبية الطائفية، على حساب سمعة الدين ومقدرات الوطن!!، وإلى متى التلوث الغوغائى؟! وإلى الله وحده المشتكى!
قال للدكتور : أحمد محمود كريمة
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر