الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإسلام يقاوم البلطجة




البلطجة هى فعل مشين يقوم على استخدام القوة لأخذ حقوق الناس واستلابها فى جميع المجالات ومنها الرأى والعقيدة، للبلطجة تاريخ قديم فى الرسل وفى أقوام الرسل وفى القرآن الكريم بل وفى سيرة سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) تاريخ قديم.
 
 
وعن تاريخ البلطجية فى حياة الرسل يقول د. عبد اللطيف المناحى من علماء الأزهر وعضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين: البلطجية بدأت مع بداية تاريخ البشرية ففى قصة ابنى آدم ترى كيف حدَّث قابيل أخاه وكيف عزم على قتله ليكون أول مرتكب لجريمة قتل فى تاريخ البشرية (قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ) (المائدة: من الآية 27)، انظروا إلى هذه البلطجة السافرة، ويصر ويعزم على قتله، وفى المقابل يقول له أخوه هابيل بروح سمحة وقلب صاف (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ) (المائدة: من الآية 28)، ما الدافع الذى يدفع هذا الأخ إلى التسامح وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة؟ السبب هو الإيمان والخوف من الله (إِنِّى أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29)) (المائدة)، ولكن انتصرت نوازع الشر والظلم فى داخله ليعتدى على أخيه (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) (المائدة: من الآية 30).
 
وأضاف أن البلطجة تستمر فى تاريخ البشرية مع كل نبى من الأنبياء ومع كل رسول من رسل الله تبارك وتعالى سيدنا نوح وماذا فعل معه قومه سيدنا إبراهيم؟ وماذا فعل معه قومه فى مشاهد كثيرة؟ فترى بلطجة القوم عندما ألقوه فى النار لينتقموا لآلهتهم وأصنامهم، وبلطجة النمرود عندما توعده، وبلطجة عبدة الكواكب من دون الله تبارك وتعالى صور كثيرة.
 
أشار المناحى إلى تكرر أسلوب البلطجة مع نبى الله لوط - عليه السلام - عندما قال له قومه (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)) (الشعراء) وتقاسموا كما ذكر ربنا عز وجل فى القرآن بصورة لا يقبلها عقل ولا يقبلها منطق (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)) (النمل)، بل وعزموا على طرده وإخراجه من بلده (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل: من الآية 56).
 
 
استدرك قائلاً: مع سيدنا شعيب عليه السلام فنرى البلطجية عندما دعا قومه وتوعدوه بأن يرجموه وأن يخرجوه بل وقالوا له بصريح العبارة (وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود: من الآية 91).